مصير اتّفاق الحديدة: الهولندي كاميرت ملكي أكثر من الملك
المسيرة: إبراهيم السراجي
بات رئيسُ البعثة الأممية باتريك كاميرت لتنفيذ اتّفاق الحديدة أحدَ الأطراف المعرقلة للاتّفاق، بل بات يتقدّمُ في بعض الأحيان على ممثلي المرتزِقة في مستوى العرقلة للاتّفاق ومحاولة التلاعب ببنوده، الأمر الذي يؤكّــدُ أن لديه توجهاً نحو تنفيذ أجندة خفية لصالح دول العدوان، بما يجعلُ منه نسخةً جديدةً من المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ الذي ساءت سُمعتُه بخروجه عن مهمته الدولية، وخدمته لأجندة العدوان.
وتكشفُ المعلوماتُ التي حصلت عليها صحيفة المسيرة أن المشكلةَ ليست في انحياز الهولندي كاميرت لدول العدوان فحسب، بل في مساعيه لتغيير بنود الاتّفاق بما ينتج اتّفاقاً جديداً غير الذي تم التوافقُ عليه في مشاورات السويد، وهو ما يُخرِجُه عن مهمته بشكل صارخ ومهمة اللجنة المختصة بتنفيذ اتّفاق الحديدة وليس بصناعة اتّفاق أَو تعديله.
وفي السياق، اعتبر رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام أن “عدمَ إحراز أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتّفاق ستوكهولم يعودُ بالأساس إلى خروج رئيس لجنة التنسيق الأممية عن مسار الاتّفاق بتنفيذ أجندة أُخْــــرَى”.
ورأى عبدالسلام أن المهمةَ أكبرُ من قدرات رئيس لجنة التنسيق، مؤكّــداً أنه ما لم يتدارك المبعوثُ الأممي مارتن غريفيث الأمر “فمن الصعوبة بمكان البحث في أي شأن آخر”، في إشارة لعدم جدوى عقد المشاورات القادمة المزمعة نهاية الشهر الجاري ما لم يتم تنفيذ اتّفاق السويد.
لكن عضو الوفد الوطني سليم المغلس يرى أن المشكلةَ أكبر من تدنّي قدرات رئيس لجنة التنسيق، بل في امتلاك الأخير أجنداتٍ خفيةً يسعى لتنفيذها من خلال إخراج الاتّفاق عن مساره وخلق اتّفاق مختلف يخدُمُ أجندة العدوان.
وقال المغلس في تصريحات لصحيفة المسيرة، أمس الأحد: إن خروجَ الهولندي كاميرت عن الاتّفاق وسعيه لتعديله وإنتاج اتّفاق جديد يخدم أجندةَ العدوان يجعل منه نسخةً جديدة من المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ، مشيراً إلى أنه وفي بعض اجتماعات اللجنة كان ممثلو الوفد الوطني والطرف الآخر يتوصلون لاتّفاقات متقدمة، لكن المفاجئ أن الهولندي كاميرت كان في تلك المرات يقفُ في موقف متأخر بشكل يمكن وصفه بأنه “ملكي أكثر الملك”.
وأضاف المغلس أن وجودَ الهولندي كاميرت بالأجندة التي يديرها يعد من أهم الأسباب المعرقلة لتنفيذ اتّفاق الحديدة.
أمّا عضو الوفد الوطني جمال عامر فرأى في تصريحات لصحيفة المسيرة أن المشكلةَ الأساسيةَ في تعثر تنفيذ اتّفاق الحديدة هو عدم رغبة دول العدوان في ذلك، موضحاً أن دول العدوان وافقت على الاتّفاق في اللحظات الأخيرة من مشاورات السويد بعد تعرضها لضغوط كبيرة من قبل أمين عام الأمم المتحدة في حينه، بالإضافة إلى وقوع السعوديّة تحت ضغط التصويت في الكونجرس الأمريكي ضدها في قضية جمال خاشقجي والدعم الأمريكي العسكريّ لها في اليمن.
وأكّــد عامر أن عدم رغبة دول العدوان في تنفيذ الاتّفاق بعد موافقتها عليه بفعل الضغوط سيظلُّ العاملَ الرئيسي المعرقل لتنفيذ الاتّفاق في الحديدة.
وأضاف عامر أن بنودَ اتّفاق الحديدة واضحةٌ فيما يتعلق ببقاء القوى الأمنية والسلطة المحلية القائمة حالياً، مشيراً إلى أن الاتّفاق كان يهدفُ إلى إنهاء الوضع العسكريّ في الحديدة بشكل لا يجعل من الممكن عودة المعارك.
وأشار عضو الوفد الوطني إلى أن مهمةَ اللجنة المشتركة برئاسة الهولندي كاميرت تنفيذية للاتّفاق فقط وأية محاولة لتعديل الاتّفاق أَو الإضافة إليه يخرج اللجنة ورئيسها عن المهمة الموكلة إليها.
وفي ظل انسداد أُفُق اتّفاق الحديدة الذي يعد أهمّ إنجازات اتّفاق السويد، عقد المجلسُ السياسيّ الأعلى، أمس الأحد، برئاسة مهدي المشّاط، اجتماعاً حمّل تحالفَ العدوان وأدواته مسئوليةَ إفشال اتّفاق السويد.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية، عبّر المجلس السياسيّ الأعلى في اجتماعه عن استيائه لعدم إحراز أي تقدم رغم خطوة إعادة الانتشار التي نفّـــذها الجيشُ واللجان الشعبيّة من طرف واحد وعدم القيام بخطوات مماثله من قبل الطرف الآخر.
وأكّــد المجلسُ برئاسة المشّاط موقفَ اليمن الثابت تجاه السلام والعملية السياسيّة ودعمه لجهود مبعوث الأمم المتحدة ولاتّفاق السويد وتنفيذ النقاط الواردة فيه.