في رحاب الشهداء .. بقلم/ عبدُالله محسن اليوسفي
تطلُّ علينا ذكرى الشهيد ونحن على أعتاب انتهى العام الرابع من العدوان الهمجي الغاشم ونحن لا زلنا وسنكونُ أَكْثَرَ إصراراً في مواصلة تعزيز خيارنا خيار الصمود والثبات والتصدي ما دام هناك عدوان مستمرّ، وسنستلهم من هذه الذكرى ما يعزّز كُــلّ هذه المعاني في مواصلة الصمود والثبات والبذل والعطاء فإذا كان العدوّ يراهن أنه سيتلاشى عزمنا وصمودنا أَوْ أننا مع أمد الحرب سنسأم ونمل فهذا الخيار لا يراهن العدوّ عليه فنحن خلقنا أحراراً وسنعيش أحراراً ونلقى الله أحراراً مهما كان حجم التضحية التحديات والأخطار.
وكذلك باستمرار تضحيتنا في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين ومن أجل كرامتنا وعزنا سنجعل من قضيتنا معراجاً للشهادة أَوْ سُلَّماً للنصر لا يراهن على أنه سينتهي باستمرار ارتكاب أبشع الجرائم وأن الشعب اليمني سيسأم من طول أمد الحرب ويتراجع؟!.
كلا ولم ولن يتراجع فقد استساغ هذه الحياة فهم يواجهون التحديات بكل رباطة جأشهم منذ الأزل واللهُ وصفهم بأنهم أولو قوة وأولو بأس شديد وتأريخهم كان ولا زال حافلاً بالتضحية والكفاح يأبى الذل والخنوع مهما كان حجم التضحية، هذا الدرب ربّى ويربي أجيالاً مفعمة بروح البارود وحمل السلاح منذ أول وهلة.
رهاناتكم خاسرة هذا هو المستحيل الذي لن يكون ولن يكون واللهِ لو نتحول إلا ذرات تبعثر في الهواء أشرف إلينا وأحب إلينا وأرغب إلينا من أن نستسلم لأولئك الأنذال.
إن خيارَنا نابعٌ من كُــلّ المستويات الإنْسَاني والفطري والديني والوطني وما يزيدنا طغيانهم إلا عزما وإصرارا في مواصلة الصمود والثبات والبذل والعطاء من الرجال والأموال فالأحداث كشفت هذه الروحية الإيْمَـانية الجهادية، والواقع يشهد بذلك ومن خلال ما يصرح به كُــلّ المجتمع اليمني حينما تعرض على شاشة التلفاز تلك المشاهد المأساوية والأليمة لشهداء المظلومية فِي المناطق والقرى من الأطفال والنساء يقولون بأنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي وأنهم سيتحَـرّكون إلى الجبهات ويضحون حتى آخر قطرة من دمائهم.. هذه مشاعر وأحاسيس إنْسَانية ومسؤولية يشعرون بها تجاه الآخرين ومن هذا المنطلق نحن عندما نستذكر شهداءَنا نستذكر منهم الدروس والعبر نستذكر منهم الإباء والصمود.
التضحية والعطاء والإثار والصمود والثبات.. كُــلّ معاني القيم والبطولة اختزلها الشهيدُ وتحَـرّك وهو يحملها وعبر عنها بمواقفه وثباته وصموده وفي النهاية شهادته عبر بذلك عن القيم، وجسّدها في أرض الواقع موقفاً وعملاً وتضحيةً وعطاء ونحن نريدُ أن نرسخ كُــلّ هذه المعاني من خلال إحيائنا ذكراهم.
مسؤوليتنا جَميعاً أن تتصدى لهذا العدوان وأن نسعى لزيارة مجهودنا في كُــلّ المجالات والواقع العملي يحتاج إلى مزيد من العمل والتحَـرّك وهذا هو ما يجب أن يدركه الجميع أنه مسؤولية أمام الله أن نكون أَكْثَر تصميماً ونثق بالله مع التصميم والإرَادَة والاستعانة بالله والصبر.
وكذلك مع قدوم ذكرى الشهيد سنسعى للاستفادة منها إلى ترسيخ ثقافة الجهاد والاستشهاد مع أنها تعتبر تضحيات هذا الشعب مدرسة تقدم كُــلّ يوم دروس في مواجهة التحديات وتقديم القوافل من الشهداء كُــلّ يوم، فشعبٌ يحمل هذه الروحية سيواصل الصمود ويقدم العطاء ولو عبر الأجيال.
فمن الوفاء للشهداء الذي يمكن أن يترجم إلى أرض الواقع عملاً هو التحَـرّك الفعلي وأن نتعاطى مع أسرهم مثل أسرنا أن لا يجوعوا ونشبع، هذه مسؤوليتنا وقيمنا قيم الكرم والعطاء قيم التعاون والإحسان وكذلك الرعاية والعناية بهم كمسؤولية مالياً ومعنوياً (واللهُ يُحِبُّ المُحسِنين).