لا تريدون التعايشَ بل الاستئصال .. بقلم/ عبدالله إبراهيم الوزير
إذا كان المرتزِقةُ يريدون السلامَ كما نريدُه نحن فعليهم أن يضعوا الأَهْدَافَ العامَّة التي يقاتلون من أجلها على طاولة الحوار لتكون محورَ السلام والتفاهمات..
لو وجّهنا السؤالَ لهادي أَوْ الزنداني أَوْ علي محسن أَوْ العرادة أَوْ اليدومي أَوْ جُباري أَوْ أيِّ وزير لهم: ماذا تريدون؟ لتهرّبوا عن السؤال وتحدّثوا عن إيران ودور إيران والمجوس والصرخة والثقافة القُــرْآنية والولاية وغير ذلك من الأحاديث التي لا تؤدّي إلى نتيجة، وهي جميعُها وفي مجملها تؤكّــدُ أنهم لا يريدون السلامَ، ولو أجابوا بصراحة لقالوا: نريدُ أن نستأصِلَ أنصارَ الله!
إذا كان هدفُكم استئصالَ أنصار الله فذلك يعني أنْ لا فائدةَ من التفاهُمات والحوارات واللقاءات، وأنَّها مُجَــرّدُ عبثٍ، وهذا ما يُثبِتُه الواقع..
يحشُدُون للحديدة وغيرها من الجبهات ويعزّزون المرتزِقةَ بالدبابات والمدرَّعات والآليات ثم يقولون: إن الحوثي هدّد السلامَ بضربة العنَد..
يقولون إنهم يريدون تسليمَ أنصار الله للسلاح، وهذا مربطُ الفرس كما يقولون، فماذا عن أسلحة ميليشياتكم؟!، فأنتم لستم بدولة ولا حكومة، تريدون من الجيش والقوات المسلحة اليمنية الخالصة أن تسلّمَ سلاحَها لكم وأنتم العدوّ، تريدون تسليمَ الصواريخ للسعوديّة وهي العدوّ!!، تريدون أن يسلّمَ اليمنيون الأحرارُ رقابَهم لكم لتذبحوهم وهم مكتوفة الأيدي؟!
السلامُ يعني التفاهُمَ حول الممكِن وبما يؤدّي إلى حفظ المصلحة العامة والتعايش..
أنتم لا تريدون التعايشَ السلمي، بل تريدون القضاءَ على غيركم..
ماذا يريد الجنوبيون؟
يريدون الاستقلالَ.. وهل في قتالهم في الساحل وعلى حدود المملكة ما يخدُمُ قضيتَهم؟!
ماذا يريد الإصلاح؟
إن كان يريدُ الشراكةَ فالأيدي ممدودةٌ له ولغيره..
وإن كان يريدُ الشراكةَ بطريقته هو ليلغيَ الآخر فذلك لن يصلَ إليه..
ماذا يريدُ طارق عفاش وغيرُه؟، فلقد كانوا بصنعاءَ وشُركاءَ في السلطة؟ يريدون الاستنادَ على الإمارات والتبعية.. فذلك لن يحصل..
إن كنتم تريدون يمناً حُــرًّا أبياً مستقلّاً فتعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم..
وإن كنتم تريدون أجنداتٍ خَاصَّـةً بكم فأنتم تخدعون أنفسَكم ولا تخدعوننا، فالأحرارُ لكم بالمرصاد، وجبهاتُ القتال لكم بالمرصاد..
نحن نعتمدُ على الله وسنُعِدُّ لكم ما استطعنا من قُــوَّة، وما النصرُ إلّا من عند الله…
السعوديّةُ والإماراتُ لا تريدُ يمناً قويًّا ولا تريدُ الخيرَ لليمن، وأميركا وغيرُها هم المستكبرون في الأرض ولا يريدون إلّا عُمَلَاء..
نناديكم لعلَّ وعسى ومعذرةً إلى الله، تعالَوا إلى كلمةٍ سواء؛ لننطلِقَ من مبادئنا وديننا ونتعايشَ في ظل يمنٍ حُرٍّ مستقلّ أبيٍّ عزيز، نبنيه ليعيشَ كُـلُّ يمني في عزة وكرامة..
كفى تبعيةً، ولن تكونَ اليمنُ بعدَ اليوم تابعةً لأحد، فهل أنتم مستعدُّون للحرية التي تحفَظُ لليمن كرامتَه؟..
اليمنُ سينتظرُ وإنما أنتم بعنادِكم تُطيلون المعركةَ، لكننا واثقون بأن النصرَ قادمٌ، فذلك وعدُ الله..
والعاقبةُ للمتقين.