الإصلاح وهادي يستنجدون بتركيا لمواجهة نفوذ الإمارات في الجنوب .. بقلم/ فضل أبو طالب
طالعتنا عددٌ من وسائل الإعلام بخبرٍ عن زيارة نائب وزير الداخلية التركي إلى عدن والتقائه بوزير داخلية هادي، أحمد المسيري؛ وذلك بهدف التنسيق والتعاون في الجوانب الأمنية، وبحسب ما نقلته وسائلُ الإعلام فقد تم تشكيلُ لجنة مشتركة للتعاون الأمني بين تركيا وحكومة هادي.
السؤالُ الذي يطرحُ نفسَه هنا: هل هذه الزيارة تعني أن الإصلاحَ استطاع إقناعَ هادي بضرورة تدخُّل طرف إقليمي ثالث لمواجهة نفوذ الإمارات وتعزيز تواجد ما يُسَمَّى بالشرعية في الجنوب؟.
ولكن لماذا تركيا؟، بعد خروج قطر من تحالف العدوان نتيجة صراعها مع السعوديّة والإمارات لم يعد بإمكان قطر القيامُ بأي دور ميداني واضح ومعلَن؛ لذلك سعى الإصلاحُ إلى تقديم تركيا كخيار مقبول وقوي داعم لهادي ضد نفوذ الإمارات وأدواتها المحلية التي تعيقُ حكومتَه عن أدائها لمهامها في عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
وهذا على المستوى المحلي منطقي جداً، وإذا تأملنا الوضع الإقليمي سنعرف أسبابَ دخول تركيا على الخطِّ في الحالة اليمنية وفي المحافظات الجنوبية تحديداً.
كلنا يعرفُ حالةَ الخوف والاستجداء التي تعيشُها السعوديّةُ؛ نتيجةَ تداعيات مقتل خاشقجي والتي تسعى تركيا من خلالها إلى انتزاع أكبر قدر ممكن من التنازُلات والمكاسب من السعوديّة.
إنَّ علاقةَ الابتزاز التي تحكُمُ السعوديّة كمتورطة في قضية خاشقجي وتركيا كطرفٍ متبنٍّ للقضية ومستفيدٍ منها دفعت السعوديّةَ للقبول بدور تركي في الجنوب تحت عنوان التعاون الأمني لدعم حكومة هادي.
يضافُ إلى تلك الأسباب وجودُ خلافات بين السعوديّة والإمارات بشأن اليمن على أكثرَ من صعيد؛ نتيجةَ اختلاف الأجندة والأهداف والأولويات والأدوات، وهذه أسهمت أيضاً في دفع السعوديّة نحوَ القبول بدور تركي على حسابِ نفوذ الإمارات في الجنوب.