مسئولية الإعلام المقاوِم للعدوان .. بقلم د/ عبدالملك عيسى
أن يخصِّصَ السيدُ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي قائدُ الثورة لقاءً بالإعلاميين وفي هذا الظرف المشحون بكثير من القضايا ذات الأهميّة لَهو استشعارٌ بأهميّة الجبهة الإعلامية وضرورة تنشيطها، وخَاصَّـــةً أن اللقاءَ خَصَّ به رؤساءَ تحرير المؤسّسات الإعلامية الرسمية والحزبية، يأتي أهميّةُ اللقاء إلى جانب التوقيت في المواضيع التي طُرِحَت ويجبُ التركيزُ عليها والبناءُ عليها في العمل الإعلامي المقاوِم للعدوان، فقد وصف السيدُ عبدالملك، الإفلاسَ الذي يعاني منه إعلامُ العدوان، إذ يعتمدُ الأكاذيبَ والإشاعة، وأنه ليس مبنياً على الحقيقة، وبالتالي هو إعْـلَامٌ وقتي قصيرُ المدى ينتهي مفعولُه بانتهاء وقت الإشاعة التي تم بثُّها واستغلالها، وهكذا إعْـلَام لا يصنعُ وعياً بل يعمّق الزيف.
بينما هناك نقاطُ قوة حقيقية في الإعلام المقاوم وهي الحقيقة التي يمتلكُها والدفاعُ عن مظلومية هذا الشعب الأبي الذي ينافحُ عن عرضه وأرضه وحريته واستقلاله مقابل تكالُب دول العدوان العالمي عليه لإخضاعه؛ لذا من المهم توحيد الجهود والرؤى الإعلامية بين مختلف المُؤَسّسات الإعلامية بدلاً عن تشتُّتِها فتضيع الفائدة المرجوَّةُ، فكان حرصُ السيد عبدالملك واضحاً في تبنّي الحملات الإعلامية الموجَّهة لكشف نقاط ضعف العدوّ وفضحه وكشف أهدافه أمام الشعب أولاً والخارج الصامت ثانيا وهذا لن يتأتّى إلا بتضافر كُــــلّ الجهود، سواء من حيث المضمون أو الإمكانات، وخلق مساحات للإبداع والاستفادة من كُــــلّ قلم حُر لديه فكرةٌ قابلةٌ للتطبيق وتخدُمُ الهدفَ الأسمى في هذا الظرف الحسّاس من تأريخ اليمن، وهذا الهدفُ في المقام الأول هو الدفعُ والتحشيد نحو الجبهات لرد العدوان الظالم وحسم معركة التحرّر الوطني وعدمُ المراهَنة إلا على سواعد الأبطال في جبهات العزة والشرف.
هناك عنصران هامان يجبُ الاستفادةُ منهما في العملية الإعلامية للمُؤَسّسات الوطنية، وهما أحقيةُ القضية التي ندافعُ عنها والمصداقية والحقيقة التي نمتلكُها، وهما شيئان يفتقد إليهما إعْـلَامُ العدوان، فقد بذلت دولُ الإجرام الصهيوني مئاتِ مليارات الدولارات مقابل تحسين صورتها عالمياً، لكنها خسرت هذه الملياتِ؛ نتيجة الأكاذيب التي اعتمدت عليها، بينما يتم محارَبَةُ قناة المسيرة رغم الإمكانات المحدودة؛ لمعرفتهم بقوّة الكلمة الصادقة وتأثيرها المستدام في أذهان الأجيال.
(كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ، فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض)ِ.