وجوهٌ بشوشة وأرواحٌ مطمئنة .. بقلم/ سكينة حسن زيد
تمُرُّ أمامي صُوَرُ الشُّهَـدَاء الذين أعرفهم أَو التي ينشُرُها الناسُ في الفيس بوك أَو يعلقونها في الشوارع وعلى السيارات، وتلفت نظري دائماً تلك البشاشةُ التي تميّز كُلَّ الشُّهَـدَاء.
توحي بسلام داخلي جميل يشعُ من أرواحهم، إنه القرارُ الذي اتّخذوه والاختيارُ الذي اختاروه بين التمسّك بحياة عادية وبين أن يكونوا هم “الفعل” لا رد الفعل!
أن يبادروا هم لحماية الأرض والكرامة والعِرض والشرف.
أن لا ينتظروا حتى يأتيَ العدوُّ إلى بيوتهم ونسائهم ويذلَّهم كما يتمنَّى ويسعى.
قرّروا واختاروا وفضّلوا الذهابَ والتقدمَ للألم الجسدي واحتمالات فقدان أحد أعضاء أجسادهم أَو التعرّض للتشوّهات والجروح الجسدية الخطرة، بل وفقدان حياتهم تماماً.
اختاروا هذا بكامل إرادتهم بدلاً عن الوقوف مكتوفي الأيدي وكرامة الوطن تداس، اختاروا هذا حباً للحياة الكريمة ورفضاً لحياة الذل والخوف، اختاروه شفاءً لصدروهم وثأراً لضحايا القصف والعدوان.
اختاروا الجِهادَ إيْمَاناً بالله وثوابه وتقديراً للحياة التي وهبها لهم الخالقُ، الحياة التي لا تستقيمُ طالما والمجرمون يعبثون ويسفكون الدماءَ وينتهكون الحُرُماتِ ويرتكبون المظالم.
ولهذا لا بد أن يقفوا بوجهِ القُبح والإجرام؛ لأَنَّه لا يمكنُ أن يستمرَّ.
ذلك النورُ والضياءُ الذي يظهَرُ على وجوههم يشعُّ في الحقيقة من الروح الجميلة التي سمت وتسامت واقتربت من الجنة وهي لا زالت في الدنيا.
تلك البشاشةُ والاطمئنانُ هي ما قال عنها جل جلاله: (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).. صدق الله العظيم.
أسألك اللهم أن تشرحَ صدورَ ذويهم وتعينهم على فراقهم وأن تكلّلَ جِهادهم بالنصر وأن تلحقنا بهم صالحين.. إنك على كُلّ شيء قدير.