دلالات الفرحة بقصف صنعاء بعد أربع سنوات من العدوان .. بقلم د/ عبدالملك عيسى
أيُّ متابعٍ لإعلام العدوان يصيبُه الاندهاشُ للفرحة العارمة وَالمفاجئة التي انتابت هذا الإعلامَ عقب الإعلان من قبل ناطق الكيان السعودي بقصف طائرات الإجرام بعضَ المواقع بالعاصمة صنعاء.
مبعثُ هذا الاندهاش يتلخص في:
١ – أن الحربَ قاربت على مشارف السنة الخامسة من عدوان عالمي اشتركت فيه دولٌ كبرى وصغرى من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحتى أصغر ذيل كالإمارات والسعودية والبحرين والسودان والمغرب ولفيف هائل من متناقضات داعش والقاعدة والإصلاح وأمثالها.
٢ – أن ما تم قصفُه هو نفسُه ما يُقصَفُ على مدى أربعة أعوام من العدوان، باستثناء منزل مواطن ومصنع للبفك، فهو قصف المقصوف وتدمير المدمر.
إذاً ما الجديد الذي تسبّب في هذه الفرحة الهستيرية بقصفِ مواقعَ في صنعاء.
المتتبعُ لمسار الحرب العدوانية ضد اليمن يعرفُ كيف بدأت باستكبار وتعالٍ وادّعاءات لا حصر لها عن تدمير كافة الصواريخ البالستية ومهابط الطائرات والسيطرة الجوية الكاملة لقوى العدوان كما كان يدّعي ناعقُهم الرسمي في حينه القاتل أحمد عسيري.
لقد قذفت دولُ العدوان بكمٍّ هائل من القنابل تتجاوز قيمتُها مليارات الدولارات لتحقيق هذه الادّعاءات وبعد أربعة أعوام يظهر ناعقُ العدوان الجديد المالكي بأنه حقّق ضربةً نوعيةً لسلاح الجو المسيّر اليمني، حقيقةً لديّ رغبةٌ في الضحك أفلم يقولوا أنهم مسيطرون جوياً.
لكن أتعلمون لديهم الحق أن يفرحوا؛ لأَنَّ الجيش واللجان الشعبية أهانوا عواصمَهم من الرياض إلى دبي وخلقوا ميزانَ ردع حقيقي صارم لم يتجرؤوا على تجاوزه إلا ليلة الأمس فكيف لا يفرحون؟!.
لكن ليعلموا أنهم سيندمون على قرارهم وسيذيقهم اللهُ الهوانَ على أيدي المؤمنين المجاهدين أنصار الله وستكفهرُ وجوهُ وتمتعر وتذهبُ أفراحُهم أدراجَ الرياح.
مَن كان يتصور بأن دولَ العدوان السعودي الصهيوني الإماراتي وهم من يعتقدون بأن اليمنَ لا شيء، أنهم بعد أربع سنوات عدوان سيفرحون بقصف صنعاء!.
أتعرفون ما الجديدُ؟.. المعادلاتُ تغيّرت منذ حديث السيد القائد عن الخيارات الاستراتيجية وحتى اليوم بتنا نحن لا نقنعُ من جيشنا ولجاننا إلا بقصف أبو ظبي والرياض، لم نعد نقتنع بقصف معسكر هنا أَو هناك، أما معسكر العدوان ومرتزِقته فأصبحوا يفرحون بقصف صنعاء.
إنها علاماتُ النصر المبين الواضح الجلي لليمن وعلاماتُ الذل والهوان والهزيمة والانكسار للعدوان ومرتزِقته، لقد تأكّدَت هزيمتُهم عسكرياً على الأرض، وها هي علاماتُ هزيمتهم نفسياً تعلن عن نفسها.
سبحانَ مغيِّرِ الأحوال، وما النصر إلّا من عند الله.