لكي لا ننسى مسيرة عطاء فقيد الجيش والوطن اللواء الشامي .. بقلم اللواء الركن/ عبدالملك يحيى القايفي
* قائد اللواء 101 شرطة جوية
ودّعت اليمنُ قبل أيام أحدَ رجالها وفرسانها وقادتها العسكريين الشجعان الأبطال الذين كانت لهم بصمةٌ عظيمةٌ وملموسةٌ في مواجهة قوى الشر والعدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على مدى أربع سنوات استطاع من خلالها تخليدَ موقفه المشرف واسمه في أنصع صفحات الخلود والتضحية.
رحل عن هذه الدنيا الفانية الرجلُ الفذُّ والقائدُ المغوارُ اللواء الركن طيار إبراهيم الشامي –رئيس أركان القوات الجوية والدفاع الجوي-، بعد رحلة طويلة استمرت لأَكْثَــرَ من 3 عقود قضاها في خدمة وطنه وشعبه ودينه في مجال عمله كطيار حربي مقاتل ومدرب متمكّن على مقاتلات الميج 29 تدرّج على إثرها في السُّلَّم الوظيفي حتى وصل إلى منصب قائد القوات الجوية في أهم مرحلة حرجة تشهدها بلادنا جراء العدوان السعودي والحصار الظالم على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً، رحل القائدُ الهُمامُ الشامي عنا ولكن استطاع أن يخلّدَ ذكراه الطيبةَ والعطرة في قلوب كُلّ منتسبي القوات الجوية والدفاع الجوي بصورة خَاصَّـة وقلوب كُلّ اليمنيين بصورة عامة.
كان اللواءُ الطيار الشامي واحداً من عامة الناس الذين استهدفهم العدوان، فلم يكن بمنأىً عن جرائم ومجازر النظام السعودي وطائراته وغارته بعد أن كان وأسرته عُرضةً للموت تحت الأنقاض على أيدي هذا النظام الإجرامي بعد أن تم قصفُ منزله ليلاً بالعديد من الغارات نجا منها بفضل الله وعنايته واستشهد على إثرها مجموعةٌ من مرافقيه الأبطال، الأمر الذي يؤكّد بأن هذا العدوّ المتغطرس لا يفرق بين رئيس ومرؤوس وقائد ومواطن في هذا البلد، فجميع أبناء اليمن بالنسبة له أَهْــدَافا مشروعة له ولطائراته وغاراته الإجرامية.
ببصيرة القائد وحنكة المقاتل الشجاع تمكن اللواء الركن إبراهيم الشامي رحمة الله تغشاه تغيير المعادلة وقلب الطاولة على العدوّ السعودي عندما أثبت للعالم بأن الخبرة اليمنية تفوق كُلّ الخبرات وأن العقل اليمني يعلو ولا يُعلى عليه، وذلك من خلال تأهيل وإعداد الكوادر والخبرات المحلية المتخصصة من أبناء القوات الجوية ذوي الكفاءة والمهارات العالية لتحديث وتطوير منظومات سلاح الجو والدفاع الجوي بما يواكب المواجهة مع العدوّ السعودي الذي يقاتل بأحدث وأعتى الأسلحة في العالم، والعمل على صناعة الطيران المسير بأيادٍ يمنية يمنية وصل إلى عقر دار العدوّ ومطاراته وقصوره في الرياض ودبي وأبو ظبي وليس آخرها عملية العند التي كان للطيران المسير قاصف K2 الفضل بعد الله في تحقيق انتصاراً عسكرياً كبيراً استهدفت كبار القيادات المرتزقة الموالية للعدوان قتل وأصيب منهم العشرات.
لقد ترك رحيل القائد الشجاع إبراهيم الشامي الذي قاد القوات الجوية والدفاع الجوي في مرحلة حرجة وصعبة واستطاع الحفاظ عليها عجز معها تحالف العدوان ومرتزقته من استنساخ هذه الوحدة العسكرية الهامة في قوام الجيش اليمني ووزارة الدفاع، أثراً مؤلماً في نفوس كُلّ منتسبي القوات الجوية الذي كان قريباً منهم وكانوا قريبين منهم وعملوا معه كأسرة واحدة يسودها الحب والوئام، وحرصه الدائم لحصول كُلّ منتسبي القوات الجوية على مستحقاتهم المالية ومتابعته الدؤوبة لدى الجهات المعنية حول ذلك، ورعايته واهتمامه بشكل مستمر لكل الجرحى وأسر الشُّهَـدَاء المنتسبين له، مجسداً بذلك أسمى معاني الإنسانية، إلا أن صموده وثباته وبسالته في وجوه العدوان السعودي الذي عرض ما يقارب 10 مليون دولار من أجل القضاء عليه ضمن لائحة كبيرة من أسماء الشرفاء والأحرار في هذه الوطن، سيظل درساً هاماً يستلهم منه كُلّ أحرار وشرفاء الجيش اليمني معاني الوفاء التضحية والبطولة والشجاعة.
رحم الله الفقيد البطل اللواء الركن الطيار إبراهيم الشامي ورحم الله كُلّ شهداء اليمن الذين نعيش هذه الأَيَّـام ذكراهم السنوية وحفظ الله اليمن أرضاً وإنساناً وحقّق اللهُ النصرَ المبين لكل المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف ميادين البطولة والشرف.