رحيل العظماء في زمن الجبناء .. بقلم/ محمد محمد جابر
في موكب جنائزي مهيب شيّع الشعبُ اليمني العظيم مؤخراً أحدَ قادته جثمان فقيد الوطن والقُــوَّات المسلحة رئيس اركان القُــوَّات الجوية والدفاع الجوي اللواء الركن طيار إبراهيم علي الشامي الذي وافاه الأجل إثر نوبة قلبية بعد حياة حافلة بالعمل الوطني في القُــوَّات المسلحة بحضور شعبي ورسمي شعرت بحزن عميق مع جموع المشيعين جثمانه الطاهر وفي غزارة المشاعر والدموع المكتومة التي أبت وتأبى أن تُذرف خشية شماتة الأعداء ومنعها عنفوان النفوس الأبية لشعب بدل حزنه ومظلوميته إلى فخر واعتزاز في كُلّ المواقف وإنْ كان المصاب جللاً مهما بلغ حجم التضحيات.
لقد عرفنا الفقيدَ اللواءَ إبراهيم الشامي بتواضعه الجم ودماثة أخلاقه وبساطته في التعامل وقُــوَّة بأسه وشجاعته عند المحن والتحديات ما نجده بين صفوف رجال الرجال في القُــوَّة الصاروخية والدفاع الجوي والطيران المسيّر، حاثّاً رجالَ الرجال في هذه القُــوَّة على المضي والدفاع عن الأرض والعرض والكرامة.
كما إن قادتنا كانوا وسيظلون في مواجهة مباشرة مع العدوان ولم يعتادوا أن يختبئوا أَو يتركوا ميادين المواجهة، بل كانوا في مقدمة الصفوف، وهذا هو حالُ فقيد الوطن والقُــوَّات المسلحة واللجان الشعبيّة اللواء ركن طيار إبراهيم علي الشامي الذي لم يكن يهدأ له بالٌ وَلا يستقر له حالٌ إلّا عندما يكون قريباً من المجاهدين في القُــوَّة الصاروخية والدفاع الجوي والطيران المسيّر في تجديد وتطوير مدمرة العدوان خلال أربع سنوات من العدوان.
كان من القادة العسكريّين الذين عُرفوا بتفانهم في العمل في خدمة الوطن بولاء وإخلاص لله والوطن والشعب ومثالاً للقائد العسكريّ الناجح في تنفيذ كُلّ ما أسند إليه من مهام وواجبات في مختلف مواقع وميادين القُــوَّات المسلحة التي عمل فيها وكان له موقفٌ صلبٌ وشجاع في مواجهة العدوان الغاشم حتّى وافته المنية.
ومع هذا المصاب الجليل تفاعلت أبواقُ العدوان مع وفاة المناضل والمجاهد اللواء الركن طيار إبراهيم الشامي واعتبرته انتصاراً لهم، وهذا يعتبر من حقارتهم وإفلاسهم في حبكة آليتهم الإعلامية التضليلية عندما قالت إن مقتل المجاهد البطل اللواء ركن طيار إبراهيم الشامي جاء نتيجة عملية استخباراتية فعليهم لعنةُ إلى يوم الدين.
وأخيراً التعازي والمواساة لأهالي وأقارب الفقيد وكافة آل الشامي، سائلين المولي عز وجل أن يتغمَّدَه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
* مدير منطقة بني الحارث- أمانة العاصمة.