قيادة الثورة وفلسفة الشهادة .. بقلم/ محمد عبدالله اللساني
تغيُّرٌ استراتيجيُّ أنتجته الثورةُ اليمنيةُ بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والشَّـهِـيْـد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي يتمحورُ هذا التغيرُ في استنهاض قيم ومبادئ الشعب اليمني الأصيل بفكر ووعي وثقافة قُرآنية شاملة وكاملة صنعت تغييراً جوهرياً في وعي ورؤية المواطن بكل المقاييس وفي حق المواطنة والسيادة والحرية والدفاع عن الوطن والمستمدة من الثقافة القُــرْآنية المرجع الأصل الذي لا غبارَ عليه ولا اختلافات متواترة في هكذا فكر يستنير بنور القُــرْآن الكريم.
لا يمكن أن نتغاضى أَو نتجاهل الوعي المجتمعي والذي رسمت ملامحة في العقود الماضية الإرث المادي لفلسفة الحياة بتعاملاتها وطموحها وحقوقها في العيش الكريم ومعاني الوطنية والانتماء بشموليتها والتي تسببت في خلل كبير وأنتجت ثقافاتٍ مغلوطةً تستهدفُ المواطن اليمني ضمن سيناريوهات تستهدفُ الأُمَّـة العربية والإسْلَامية بكل أطيافها وشملت مناهج التعليم التي من خلالها أمكن لأعداء الإنْسَان إنتاجَ جيل يتعلم سنوات وسنوات ويتخرج بمحصول علمي وثقافي مادي بحت ومشتت وفي “حالة اللاوعي”، وهذا ما نلمسه جلياً دون مبالغة.
اليوم وفي ظل ثورة ثقافية تستمد وعيها بنور القُــرْآن الكريم كونه المرجعَ الذي من خلاله تستقيم حياتنا العلمية والعملية وتغيير جذور الافكار المغلوطة بالفكر والتوعية وليس بالإرهاب.
الذكرى السنوية للشهيد تُعطِي دفعةً ثقافيةً وتوعوية عميقة لمبادئ وقيم الشُّـهَـدَاء المستمدة من وعي قيادة الثورة التعبوية في عظيم وسمو أهدافها.
وفعلاً تغيُّر استراتيجي في الوعي المجتمعي وبالفعل أعاد للمجتمع اليمني القوة الفكرية والثقافية والإنْسَانية فعظيم الوعي الثقافي للمجتمع والشُّـهَـدَاء خَاصَّـة والتي تحتوي فلسفة عالمية وراقية وقطعاً أن كُـلّ مقاتل وشهيد يمتلك ثقافة “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل” منابع الشر في العالم..
ولذا فإن فلسفة الشهادة في حاضرنا المقاوم والمشرف لكل أحرار العالم.
فكل شهيد اليوم يرسم ملامحَ السيادة للوطن والتحرّر من أذناب دول الاستكبار العالمية التي هي أساس التحرّر العالمي من دول الاستكبار التي عاثت في العالم فساداً وفي العالم الإسْلَامي خَاصَّـةً.
بمعنى أن كُـلّ شهيد يبني لبنة أساسية في خطى التحرّر والاستقلال من دول الاستعمار العالمي وعلى رأسها أمريكا وما يسمى بإسرائيل “عسكريّا وسياسيّا واقتصاديا وثقافيا وَ… إلخ”.
إن التحرّرَ اليمني وتضحيات الشُّـهَـدَاء العظام فعلاً تسير بخُطَىً واضحة المعالم لتحرير فلسطين ضمن محور المقاومة في مبادئ الحقوق والحريات وحقوق الشعوب السيادية فالمبادئ الإنْسَانية للتحرّر والسلام والسيادة عابرة للحدود فعظماء الماضي القريب باختلاف أديانهم يلتقون في الحقوق والحريات والسيادة وحق الشعوب في استقلال قرارهم واقتصادهم وحقهم في العيش الكريم.
هكذا رسم الشَّـهِـيْـدُ القائد السيد حسين الحوثي مبادئه العظيمة والعالمية بحق الشعب اليمني والشعوب المستضعفة في العالم.
حقاً.. رسمت للمجتمع اليمني والأمة العربية والإسْلَامية عظيمَ الأهداف وسمو المبادئ والتي لولاها لما تكالبت الدول العظمى والاستكبارية في هجوم شرس للفكر وللقضية وللمبادئ ابتداء من حروب صعدة وامتداداً إلى اليوم ضمن مخطط خبيث يستهدف الأُمَّـة في وعيها وثقافتها وحقوقها بل واستعبادها وذلها ونهب ثرواتها واحتلالها بواسطة من ويترعرعون في كنف الدول الاستكبارية كالأحزاب والحركات والتيارات التي تتماشى مع قيم الاستعمار وأهدافه كما هو حالنا اليوم فمن هم في السعوديّة والإمارات هم أنفسهم أذرع الاستعمار المحلية كما هو حال التحالف العربي الذراع الإقليمي لنفس الدول.
وهنا تبرز عالمية فلسفة شهداء اليمن المقاوم والمدافع عن أرضهم وحقوق المستضعفين، ويستمر عطاء الشُّـهَـدَاء على خطى النصر والتحرّر الأكيد وهو النصر لفلسطين المحتلّة ولكل الشعوب المستضعفة في العالم.
إن الشُّـهَـدَاء اليوم لن يخلدَهم التأريخ اليمني وحسب بل سيخلّدُهم العالَمُ كعظماء للتأريخ الإنْسَاني والعربي والإسْلَامي، بعظيم رسالتكم وسمو أهدافكم وشهادتكم في مقارعة دول الاستكبار، ففي اليوم الذي تقاتلون فيه وتستشهدون يخرج الشعب اليمني وتخرج أسرُكم حاملين قضيةَ فلسطين في قلوبهم ووجدانهم ونصرة لشعب فلسطين ويصرخون في وجه أمريكا وما تسمى بإسرائيل.