الإرهاب الأمريكي.. وتطرُّفُ النظام السعوديّ .. بقلم/ عبدُالوهّاب الوشلي
كأداةٍ شيطانيةٍ للسياسة الخارجية الأمريكية، يتصدّرُ الإرهابُ عناوينَ الصحافة ومنابرَ الإعلام وأجنداتِ الساسة وكواليسَ السياسة؛ لتصنعَ منه دهاليزُ المخابرات الأمريكية طاعونَ العصر وكابوسَ العالم وفيروسَ الفكر البغيض.
فالإرهابُ فعلٌ شنيعٌ تتقنُ صناعتَه الإدارةُ الأمريكية المتغطرسة، تماماً كما يتقن النظام السعوديّ المتطرف عملية إنتاج وتصدير وتمويل أيديولوجيا الإرهاب والعواطف المنحرفة، تحقيقاً لأهداف ومقاصد الصهاينة، وخدمةً لمنافع وأبعاد السياسة الإمبريالية للولايات المتحدة الأمريكية، وتشويهاً للإسْلَام وعقيدة المسلمين، وتسويغاً لانتهاك سيادة الدول واحتلال الأوطان وتدمير البلدان وقتل الشعوب ونهب الثروات ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار.
فمن أفغانستان إلى العراق، ومن سوريا وليبيا والصومال إلى غيرها من البلدان، تكشّفت الحقائقُ وتبدّد زيف التضليل وسقط قناع الإدارة الأمريكية التي صالت وجالت من دولة لأُخْرَى بحُجَجٍ قبيحة لتسويغ مآرب سياستها الخارجية الرامية إلى تحقيق المصالح الاستعمارية وحماية النفوذ المستبد وفرض السيطرة الهمجية وبسط الهيمنة الأمريكية.
إن كُــلّ تلك الفظائع البشعة والجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام الأمريكي من غزو البلدان وقتل الإنْسَان وتدمير الأوطان وإسقاط الأنظمة ونشر الفوضى وهتك الحرمات وتشريد الأبرياء ونهب الثروات؛ كانت بذرائع زائفة أبرز عناوينها محاربة الإرهاب وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنْسَان ومناصرة الشعوب وإرساء الأمن وتثبيت الاستقرار.
والحقيقةُ أن تلك القيمَ والمبادئَ والشعارات والأفكار والنُّظُم الأمريكية المنمقة لم تكن في واقعها يوماً سوى وسائل وأدوات ناعمة لخداع العالم، وتضليل الشعوب، وتجميل قبح التدخل الأمريكي الهدام، ولإخفاء وتقنيع وتسويغ الأهداف والأبعاد والأطماع الفعلية للولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الفوضى والإرهاب وتمزيق لحمة الأمم وتقسيم وحدة الجغرافيا ليست سوى سياسات أمريكية مغلفة بغطاء الزيف والتدليس لتحقيق المصالح وحماية النفوذ.
إنَّ بشاعةَ الإرهاب الأمريكي وفظاعة تطرّف النظام السعوديّ لم تعد خفيةً على أحدٍ في ظل الحقائق الماثلة والأدلة الدامغة التي لا تقبل التشكيك، ولا يتردّد الأمريكي والسعوديّ في الكشف عنها. ويكفي أن نكرّرَ هنا التذكيرَ ببعض تلك الحقائق الثابتة باعترافات مسؤولي الإدارة الأمريكية وتصريح أمراء النظام السعوديّ وتوثيق عدسات الإعلام الدولي واعتراف عناصر الإرهاب القاعدي.
لقد صنع النظامُ السعوديّ الأيديولوجيا الوهّابيّةَ المتطرفةَ لصالح تحقيق أهداف مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما صرّح به وليُّ عهد الرياض محمد بن سلمان لوسائل الإعلام الدولية، حيث قال: إن نظام آل سعود قد أنشأ الوَهّابية بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية التي بالأمس وظّفت تلك العناصر في أفغانستان، وتدّعي اليوم محاربتَها.
وبالأمس القريب، أعادت المخابراتُ الأمريكية توظيفَ عناصر القاعدة وداعش في العراق وليبيا وسوريا، واليوم تدّعي مكافحتها، ولذات الغاية تستمرُّ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية في إدارة وحماية ودعم كيانات الإرهاب وجماعات التطرف كأداةٍ لتحقيق السياسة الخارجية.
كُلُّ تلك الحقائق وثّقتها عدساتُ الكاميرات بالصوت والصور وما أَكْثَــرَها على شبكة الإنترنت وموقع اليوتيوب، فمن اعتراف الرئيس الأمريكي الحالي ترامب بصناعة أمريكا للإرهاب من قبل أوباما وَوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلنتون، إلى تصريحات نائب الرئيس الأمريكي الأسبق جون بايدن الذي تحدّث فيها عن الدور الرئيسي للسعوديّة والإمارات في إنتاج وتمويل واحتضان ودعم الإرهاب وعناصر التطرف التي تدّعي محاربتها، إلى حديث هيلاري كلنتون أمام الكونجرس الأمريكي حول استخدام وَتوظيف عناصر الإرهاب الوَهّابي السعوديّ في أفغانستان، وحديث مسؤولين أمريكيين أمام الكونجرس أيضاً عن دور الوَهّابية والنظام السعوديّ في دعم وتغذية الإرهاب وعناصر التطرف مالياً وفكرياً.
تلك هي حقيقةُ سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي نسجت خيوط مؤامرة الإرهاب وساندها في ذلك دول وأنظمة مارقة في المنطقة تدعم الإرهاب وتساند التطرف وتعتدي اليوم على الدولة اليمنية وسيادتها الوطنية. وها هي عدسات الإعلام الدولي توثّق في اليمن مشاركة جماعات داعش وعناصر الإرهاب في القتال جنباً إلى جنب مع قُــوَّات تحالف العدوان، فضلاً عن عقد الصفقات مع تنظيم القاعدة بحسب وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية وَالتقارير الأممية والأفلام الوثائقية والصحافة الدولية، بل أَكْثَــر من هذا اعتراف عناصر القاعدة الصريح على شاشات الإعلام بمشاركتها في القتال إلى جانب تحالف العدوان في مختلف الجبهات.
إن الحقيقةَ الساطعةَ اليوم لم تعد خافيةً على أحد، وهي حقيقة أن الإرهاب صناعة أمريكية وتمويل سعوديّ، وأن أكاذيب الإدارة الأمريكية وتضليل أنظمة العدوان وتدليسها الرخيص وأهدافها البغيضة لم تعد تنطلي على شعب اليمن ومجتمع العالم الذي بات يدرك ويشاهد بأم عينيه أطماع وممارسات دول تحالف العدوان في اليمن، تماماً كما شاهد سابقاً أكاذيب وتضليل وخداع وتزييف الإدارة الأمريكية، لتسويغ وتبرير غزو واحتلال أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان.