ميثاق الشرف الإعلامي والقوانين في مواجهة التضليل الإعلامي .. بقلم/ مطهر يحيى شرف الدين
كثيرةٌ هي الفضائيات والإذاعات والصحف والوسائط الإعلامية والأَكْثَــرُ من ذلك هم الإعلاميون القائمون على تلك الوسائل من مختلف المكونات الاجتماعية والسياسيّة والثقافية سواءٌ أكانت مواقفُهم وتوجهاتهم مناهضةً للاستكبار العالمي الذي يسعى إلى النفوذ والسيطرة على الملاحة الدولية والممرات المائية وفرض الوصاية على الكثير من الدول العربية أَو كانت توجهاتهم متعاطفةً ومتعاونة مع دول العدوان والاستكبار العالمي وجعلت نفسها أداة حقيرة بيد الدول العربية المرتهنة للقرار الأمريكي الصهيوني الذي يفرض السياسات والتوجهات الغربية في قضايا ومواقف استراتيجية إقليمية ودولية.
محورُ الحديث هنا هو الخطابُ الإعلاميُّ الموجه من قبل تلك الشبكة الخبيثة التي تمارسُ دور البوق الكاذب المشجع لمحور الشر وَالصوت الخادم للسياسة الصهيو أمريكية التي تسعى لتمرير مُخَطّطاتها وبناء مؤامراتها على الدول العربية وبالذات الدول المتحررة من الهيمنة الغربية كاليمن وسوريا.
اليوم وعلى مدى أَكْثَــر من أربع سنوات نشاهدُ أدوات العدوان تمارسُ الدورَ الوضيعَ والمنحط الذي تخلت عن المبادئ والقيم والثوابت الوطنية بعرض من الدنيا قليل، أدوات دول التحالف عبر وسائلها ووسائطها الإعلامية تمارس تضليل إعلامي يفوق التصور هناك كذب وخداع ومراوغة وتشويش للمشهد السياسيّ من خلال بَثِّ الشائعات ونسج الذرائع بمستقبل أفضل والترويج للاحتلال والتمهيد لتحويل اليمن إلى ولاية غربية تابعة للمنظومة الرأسمالية الغربية كما سار في ذلك الفلك دول الخليج العربي، أصبح تغليب مصلحة الوطن والشعب وتعزيز قيم الولاء الوطني والديني منعدم تماماَ من قاموس تلك الأدوات المأجورة وهم يمهدون لدول الاحتلال الطامعة في خيرات وثروات الوطن العربي.
الإعلاميون من مرتزِقة دول تحالف العدوان ينتهجون خطاباً إعلامياً يهدف لتمزيق النسيج الاجتماعي في المجتمع العربي عموماً واليمني والسوري خصوصاً ويسعون في سياستهم الإعلامية إلى تعزيز المناطقية والطائفية وإثارة الأحقاد وبث الفرقة والكراهية في أوساط الشعوب الإسْلَامية والعربية ولن تتوقف تلك الآلة الإعلامية الكاذبة إلا إذَا تمت مواجهتها بتطبيق القوانين والتشريعات الإعلامية ضد من يثير الفتن والأكاذيب، وبمناسبة الحديث عن الخطاب الإعلامي تجرني الأفكار والعبارات إلى ميثاق الشرف الإعلامي الصادر عن اتّحاد الإعلاميين اليمنيين الذي يعتبر مرجعية معنوية أَخْلَاقية ينظمه الأداء الإعلامي من خلال الالتزام بقواعد المهنة الأَخْلَاقية وحق اتّحاد الإعلاميين في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أي إعلامي أَو صحفي لا يحترم ضوابط النشر وفقاً لميثاق الشرف الإعلامي والنظام السياسيّ واللائحة الداخلية للاتّحاد ويتناول الميثاقُ قواعدَ سلوكيةً ومهنية ومبادئَ أساسيةً تؤكّــدُ احترامَ الدستور والقوانين والثوابت الدينية والوطنية وفي مقدمتها الوحدة الوطنية وتغليب مصلحة الوطن والشعب على أية مصالح ذاتية أَو حزبية تخدم جهات أجنبية طامعة أَو مغرضة وتعزيز قيم الولاء الوطني والسيادة والاستقلال ومواجهة أي عدوان أَو احتلال أجنبي وأي قول أَو فعل يؤدي إلى فرض الوصاية أَو الهيمنة الخارجية على الوطن.
وَتجدر الإشارة إلى أن الميثاق قد أكّــد على أولويات المرحلة الراهنة ووجوب أن يصطف الإعلاميون اليمنيون أفراداً وَمؤسّسات في مواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي وكل من تورط في خدمة العدوان وإبراز مظلومية الشعب اليمني، وكشف جرائم وانتهاكات العدوان وأدواته والعمل على تعزيز ودعم حالة الصمود الشعبي ومؤازرة الجيش واللجان الشعبيّة في معركة الدفاع المقدس عن الوطن ووجوب تضامن الإعلاميون والمؤسّسات الإعلامية المناهضة للعدوان والتلاحم في مواجهة الحرب الإعلامية التضليلية العدوانية، وبذلك يتحقّق الخطاب الإعلامي الحر الذي يجعل رسالة الشعب اليمني للعالم الخارجي صادقة ومؤثرة في كشف مظلومية وفضح الانتهاكات الجسيمة والجرائم المرتكبة بحق اليمن أرضاً وإنْسَاناً، وفي الأخير ومن خلال هذا المقال أوصي الجهات المعنية والمسؤولة بضرورة تشكيل لجنة من الخبراء القانونيين والإعلاميين في الداخل والخارج لرصد التجاوزات المهنية والأَخْلَاقية والقانونية وتقديم من يخالف القوانين والتشريعات وميثاق الشرف الإعلامي للعدالة والمحاسبة.
قال تعالى ((مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))