مفتي الديار اليمنية يكرّم أسر الشهداء في صنعاء القديمة
المسيرة: حسين الكدس
أقامت رابطةُ علماء اليمن في الجامع الكبير بصنعاء، أمس الثلاثاء، ندوةً تحت عنوان “يا ليت قومي يعلمون”، إحْيَــاءً للذكرى السنوية للشهيد، بحضور مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين وعدد من العلماء والخطباء والمرشدين.
وقُدِّمت في الندوة ورقتا عمل، الأولى بعنوان “جوانب من عظمة الشهداء” قدمها عضو رابطة علماء اليمن طه الحاضري، استعرض فيها عظمة الشهداء عند الله تعالى ومواقفهم ووعيهم بأساليب العدوّ التضليلية ووسائل المرجفين وكذا فضل الشهادة والكرامات التي أعدها الله للشهداء، منوّهاً إلى الآثارِ التي تركها الشهداءُ على شعوبهم ومجتمعاتهم وواقع عدوهم وواجبات المجتمع تجاه أسرهم في الوفاء والرعاية لأبنائهم وذويهم.
واستعرض الحاضري نموذجَين في الصراعات البشرية، الأول استسلام الشعوب أمام عدوها وغزاتها، والثاني يناقض النموذج الأول في وجود شعوبا ومجتمعات كلما سقط لها قتلى زادت صلابة وعزيمة وإرادة وتضحية، مبيناً أن الفرقَ بين النموذجين يكمن في أن القتلى في النموذج الأول ضحايا وفي الثاني شهداء عظماء.
بدوره، تطرق عبدُالرحمن المروني في ورقة العمل الثانية بعنوان “الشهادة في فكر الشهيد القائد”، إلى أن المؤمنَ هو من يهب حياته وموته لله تعالى كما جاء في قوله عز وجل “قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.
ولفت إلى أن المؤمنَ ينبغي أن يستثمرَ موتَه ببذل النفس في سبيل الله لينال الأجر العظيم في الآخرة، مؤكّــداً أن الشهادةَ قارب نجاة وفوز وحياة أبدية ومقام رفيع ودرجة عالية ونصر حقيقي للمؤمن على أرض المعركة.
واعتبر رئيسُ رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، الشهادةَ إحدى ركائز الدين الإسْلَامي الحنيف، خَاصَّـةً في ظل ما تتعرض له الأُمَّــة من مؤامرة تستهدف النيل من وحدتها وتماسكها المجتمعي وثرواتها وخيراتها، مستدلا بقوله تعالى ” قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ، وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا”.
ولفت إلى أن أسر الشهداء ضربت أروع الأمثلة في الصمود باستقبالها الشهداء برباطة جأش وعزيمة وإصرار في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره.
وتطرق إلى أهميّة الندوة في التذكير بتضحيات الشهداء في سبيل رفعة وعزة اليمن واستقلاله وسيادته والتعريف بمآثرهم التي يستقي منها الجميع في تعزيز ثقافة الجهاد والاستشهاد، لافتاً إلى ما أعده الله تعالى للشهداء من كرامات ومنازل عظيمة في الجنة.
وأشار بيان صادر عن الندوة، إلى أهميّة إحْيَــاء قيم التربية الجهادية الواعية وحمل ثقافة الشهادة كمبدأ قرآني يكفلُ للمسلمين العزة والكرامة والغلبة على الأعداء والانتصار على الغزاة والمعتدين، موضحاً وجوبَ الرعاية المادية والمعنوية لأسر الشهداء والإحسان إليها وإكرامها وتأهيل أبناء الشهداء.
ولفت البيان إلى أهميّة الاستفادة من هذه الذكرى لتعزيز الصمود وتحقيق النصر الذي لن يتحقّقَ إلا بالسير على خُطَى الشهداء والصدق في الجهاد مع الله تعالى، معتبراً هذه الذكرى محطةَ وعي ومناسبة وفاء لتجديد العهد للشهداء في السير على ركابهم وحمل راية الحق والعدل والحرية ومقاومة الطاغوت ومواجهة تصعيده وتحشيده بالنفير في سبيل الله ورفد الجبهات بالمال والرجال.
إلى ذلك كرّم مفتي الديار اليمنية ومعه مدير عام مديرية صنعاء القديمة الشيخ أحمد عبدالملك الصماط شهداء صنعاء القديمة “الحي الثاني”، وذلك ضمن فعاليات الذكرى السنوية للشهيد التي تنظمها المديرية.
وخلال التكريم الذي حضره المجلسُ المحلي والهيئة الإدارية بصنعاء القديمة، أشاد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين بالتضحيات التي يقدمها الشهداء العظماء في سائر ربوع اليمن.