في فعالية جماهيرية نظمها المكتب السياسي لأنصار الله بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد:
البخيتي: الرئيس الشهيد نموذج القائد الذي لم يترك مسؤولية الجهاد وقد أصبح في أعلى المناصب للدولة
الجنيد: ذكرى الشهيد محطة لكل مسؤولي الدولة للتزود من المآثر والدروس العظيمة التي تركها رئيس الشهداء
حسن زيد: جسّد الشهيد الرئيس في سلوكه عظمة الفكر الذي آمن به من أجل دين الأمة وعزة وكرامة الإنْسَان
حسين حازب: الشهيد الرئيس كان مشروع دولة ومشروع أمة ولم تخسره اليمن فحسب بل خسرته المنطقة بأكملها
الرئيس الشهيد.. الحضورُ المتجدد
المسيرة: نوح جلاس
في إطار الزخم الشعبي والرسمي لإحياء الذكرى السنوية للشهيد، نظّم المكتبُ السياسيُّ لأنصار الله فعاليةً جماهيريةً حاشدةً في العاصمة صنعاء، أمس الثلاثاء، وفاءً للرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد واستلهام الدروس من حياته الجهادية التي توجها ببذل روحه في سبيل نصرة الدين وبناء اليمن أرضاً وإنْسَاناً.
وخلال الفعالية التي أقيمت بجامعة صنعاء بحضور عدد من مسؤولي الدولة وقيادات المكتب السياسي لأنصار الله ونخبة من الأكاديميين يتقدمهم رئيسُ جامعة صنعاء الدكتور أحمد دغار، وكوكبة من أساتذة الجامعات اليمنية، وحشد غفير من المواطنين، أكّــد الحاضرون أن الذكرى السنوية للشهيد ستظلُّ محطة يقف عندها كُلّ اليمنيين لاستلهام ملاحم الشجاعة والفداء من مسيرتهم النضالية، فيما أكّــد مسؤولو الدولة أن هذه المناسبة محطة للتزود من الدروس القيمة التي خلّفها الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد في بناء الدولة اليمنية التي تحفظُ للإنْسَان اليمني دينَه وكرامته وعزتَه واستقلاله.
الفعاليةُ الجماهيريةُ الحاشدة قدّمها رئيسُ الدائرة الحقوقية والقانونية بالمكتب السياسي لأنصار الله القاضي عبدالوهاب المحبشي، بُدِئت بآياتٍ من الذكر الحكيم التي بيّنت فضلَ الجهاد في سبيل الله ونعمةَ الشهادة في الفوز برضاه تعالى في الدنيا والآخرة، فيما أعقبها النشيدُ الوطني للجمهورية اليمنية وفي حضرة الرئيس الشهيد ردّد كُلّ الحاضرين “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.
وفي كلمة الافتتاح، رحّب عضوُ المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي بالحاضرين في حضرة الرئيس الشهيد والشهداء العظماء.
وفي كلمته أكّــد البخيتي أن الشهادةَ في سبيل الله هي الوسيلةُ الوحيدةُ للوصول إلى حياة دائمة، والطريق للحياة الدائمة هي الشهادة في سبيل الله، مضيفاً “أن الشهداء ما زالوا متصلين بنا فيما نحن منقطعون عنهم وهذه الحالة هي التي حكى الله عنها بالقُـرْآن الكريم بقوله تعالى (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ).
ولفت البخيتي الى “أن الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد كان يدرك أهميّة الجهاد في سبيل وأهميّة الفوز بالشهادة؛ ولذلك كان وهو في أعلى منصب في الدولة لم يترك موقعَه الجهادي لحظة واحدة وكان يشارك المجاهدين والمواطنين مخاطرَ الاستهداف في كُلّ مكان”.
وأتبع البخيتي “الشهيدُ صالح الصمَّـاد ليس هو القيادي الوحيد الذي قدمته المسيرة القُـرْآنية فهناك الكثير من القادة والأكاديميين الذين ساروا على هذا النهج نهج الجهاد والاستشهاد كالشهيد الدكتور أحمد عبدالرحمن شرف الدين والدكتور عبدالكريم جدبان وغيرهم الكثير”.
وعلى صعيدِ القضايا المركزية للأمة، لفت البخيتي إلى المكانة الهامة التي تحتلها القضية الفلسطينية في قلوب اليمنيين، بعد أن تخلت كُلّ الشعوب العربية عن قضية فلسطين، مضيفاً “الشعب اليمني لم ينسَ القضية الفلسطينية أو يتخلى عنها وما زالت القضية الفلسطينية من أولويات الشعب اليمني حتى في ظل العدوان الأمريكي السعودي الذي يتعرض له الشعب”.
الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد كان الغائب الحاضر، حيث ألقى نجلُه الأكبرُ “فضل صالح الصمَّـاد” كلمةً عبّر فيها عن امتنانه للسيد القائد على ما يوليه من رعاية واهتمامٍ بهم وبسائر الشهداء العظماء، مؤكّــداً أن السيدَ القائدَ عَبدالملك بدر الدين الحوثي أبٌ لكل ابن شهيد، وقائدٌ مسؤولٌ كرّس حياتَه لتصحيح مسار هذه الأمة.
وأضاف الصمَّـاد في كلمته “إنَّه لَشرفٌ لنا أن نكونَ نحن أبناءَ الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد أُسوةً لكل أبناء المسؤولين في الاقتداء به مسؤولاً نزيهاً لم يتركْ لأبنائه من حطام الدنيا الفاني، ولكنه ترك لهم الكثيرَ الكثيرَ مما لا ينفد من سيرة الجهاد والبذل والعطاء والتضحية والولاء لأولياء الله، والتفاني في إعلاء كلمة الله”.
وفي كلمته، قال نجلُ الرئيس الشهيد: “إن مما عزَّانا في فقد الوالد الشهيد أننا رأينا كُلّ هذا الشعب اليمني المجاهد قد واسانا في الفَقد، وشاركنا في الحُزن”، مخاطباً مسؤولي وقيادات الدولة:” نقولُ لكل المسؤولين في الدولة لا نطالبُكم بشيء من الدنيا ولكن نطالبكم بأن تكونوا أنقياءَ وأن تقوموا بالأمانة حتى تُثمرَ دماء الشهداء نصراً، وأنّ مشروعَ الشهيد الرئيس الصمَّـاد (يدٌ تبني ويدٌ تحمي) مظهرٌ لوفائكم لتلك الدماء”.
واختتم الصمَّـاد كلمتَه: “نقول للمرابطين في الجبهات إن ثباتكم وتنكيلكم بالعدوّ هو بلسمُ الجراح وشفاءُ الصدور، ونقول لجماهير شعبنا العظيم إن المكاسبَ العظيمةَ التي تحقّقت حتى الآن بالصمود لا تُقَدَّرُ بثمن وهي جديرةٌ بمزيد من الصمود للحفاظ عليها”.
بدوره، ألقى نائبُ رئيس الوزراء الأستاذ محمود الجنيد كلمةً أكّــد فيها أن الذكرى السنويةَ للشهيد بكل ما فيها تعيدُ الى الأذهان كُلَّ المآثر التي خلّفها الشهداء العظماء وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد، مجدّداً العهدَ والوفاءَ للرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد في المضي قدماً بمشروع (يدٌ تبني ويدٌ تحمي).
وأشار الجنيدُ الى أن الرئيسَ الصمَّـادَ بما تركه من مشروع وطني قد سجَّلَ بصمةً عظيمةً في تأريخ اليمن أرضاً وإنْسَاناً، مؤكّــداً أن الرئيسَ الصمَّـادَ سيكونُ المعلمَ الذي يستمدُّ منه كلُّ مسؤولي الدولة الوفاءَ والإخلاصَ للأمة والوطن.
وأشاد الجنيد بالتضحيات العظيمة التي قدمها الشهداء العظماء من في سبيل إحياء الأمة، مؤكّــداً أن قوى العدوان لن تتمكّن من كسر عزيمة الشعب اليمني الذي زاد اندفاعاً وإخلاصاً وثباتاً بعد التزود من هذه المناسبة العظيمة “الذكرى السنوية للشهيد.
من جهته أكّــد حسن زيد أمين عام حزب الحق وزير الشباب والرياض في كلمة عن الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان، أن “الشهيدَ الصمَّـادَ ترك أبلغَ الأثر في نفوسنا، رغم قصر الفترة التي التقينا به والظروف الأمنية التي فرضها العدوان، مضيفاً “فقد ترك أبلغَ الأثر في نفوسنا لأنه قدّم نفسَه كنموذج استثنائي لركب الثورة والمجاهد المؤمن المتفهم الذي عاش كُلّ لحظة في حياته تقريباً، وهو يستشعر بالآخرين والتزاماته”.
كما أكّــد الوزيرُ حسن زيد “أن رئيسَ الشهداء صالح الصمَّـاد جسّد في سلوكه عظمة الفكر الذي آمن به من أجل حياة الإنْسَان وعزة وكرامة الإنْسَان، فقد كان في كُلّ فترات رئاسته نموذج لما ينبغي أن يكون عليه كُلّ مسؤول حريصاً على وحدة الأمة ووحدة الشعب على تظافر كُلّ الجهود في مواجهة العدوان الظالم والغاشم”، متبعاً “لم أرَ في حياتي إنْسَاناً تمكّن من تجسيد رؤيته الاستراتيجية في بناء بلده، مثلما عرفت الشهيد الرئيس صالح الصمَّـاد الذي لم أجده إلا مستشرفاً للمستقبل، والمؤمن بأن المستقبل سيكونُ أفضلَ”.
وأشار زيد إلى أن الحديثَ عن الشهيد الصمَّـاد هو حديث كُلّ الشهداء العظماء والمجاهدين الكرماء المرابطين في جبهات القتال ممن بذلوا أرواحهم رخيصةً في سبيل الله والدفاع عن الدين والأرض والعرض، فسلامُ الله على الشهداء العظماء، وعلى رأسهم الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد.
حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته الوطنية الشريفة كان لها حضورٌ في الفعالية، حيث ألقى وزيرُ التعليم العالي والبحث العلمي الشيخ حسين حازب كلمةً هنّأ فيها الجميعَ بمناسبة حلول الذكرى السنوية للشهيد، مشيراً إلى “أن هذا اليوم هو اليوم الذي يحتفل فيه الشعب اليمني بذكرى الشهداء ذكرى الرجال الكرماء أكرم الناس، ممن أكرمونا وأكرموا الوطن بدمائهم لنعيشَ أحراراً، وعلى رأسهم الرئيس الشهيد صالح علي الصمَّـاد الذي لم يخسرْه أنصارُ الله فحسب ولكنها خسرته اليمن بل وخسره الإقليم، فالشهيدُ صالح الصمَّـاد كان مشروعَ دولة وكان مشروعَ بناء وكان مشروعَ سلام وأخوّة “.
وأضاف الشيخ حازب في كلمته “عرفتُه قبل أن يكونَ رئيساً وكنت التقيه بشكل متكرر يكاد يكونُ أُسبوعياً وكنت أحمل إليه العديد من القضايا ولم أكن أخرجُ من عنده إلا وقد عالج العديدَ منها، وكان سلام الله عليه لا يكل ولا يمل ويحرصُ كُلّ الحرص على تحسين العلاقة فيما بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وأن لا تشوبَها أيةُ شائبة”.
وأتبع الشيخ حازب “أما بعد أن أصبح رئيساً فقد شعرنا بشي آخر شعرنا بأنه انتقل من قائد للمكتب السياسي لأنصار الله إلى قائد للبلد، فكان يتعاملُ معنا على هذا الأساس كرئيس دولة، ولم نشعر في يوم من الأيّام لتعصُّب منه لتلك القضية أو تلك، وأذكر في أحد الاجتماعات الشهيرة بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، وأراد أن يقول كلمة لصالح أنصار الله، وقبل أن يقولها، استأذن، فقال بما أني رئيس الجلسة ولا يحقُّ لي أن أقفَ إلى هذا الصف أو هذا الصف فدعوني استأذن الجميع لأتكلم قليلاً باسم أنصار الله إلى هذا المستوى كان هذا الرجل يفكّر وكان دقيقاً في كُلّ ملاحظاته”.
وخاطب الوزير حازب قوى العدوان: “نقولُ لأولئك المتوحشين الذين يقتلوننا ليلاً ونهاراً، ويقولون إنهم يريدون شرعية وما شرعية، وبالحقيقة هم لا يريدون سوى تدمير الوطن أرضاً وإنْسَاناً ونهب مقدراته وثرواته”، متبعاً “هم قلقون من الكتلة البشرية الموجودة في جنوب شبه الجزيرة العربية وهم يعملون على تفكيكها”.
واختتم الوزير حازب كلمتَه بالتأكيد على أن “مكرهم سيخيبُ، فمن يقدم هؤلاء الشهداء العظماء من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية لا يمكن أن يفرطوا بالبلد، ونقول للعدوان الذين يقولون إنهم يواجهون أنصار الله، أنظروا إلى معارض الشهداء وستعلمون أنكم تواجهون الشعب اليمني بأكمله من صعدة حتى المهرة على امتداد وعرض الأراضي اليمنية”.
بدورهم، أشار أكاديميو جامعة صنعاء إلى أن الشهداءَ العُظَماءَ سيظلون مدرسةَ الأجيال التي يتعلَّمُ منها كُلّ من يبحث عن العزة والكرامة والحرية والاستقلال، لافتين الى التضحياتِ التي قدمتها جامعةُ صنعاء من أكاديميين وطلاب وموظفين، في سبيلِ الله والوطن.
وأكّــد الأكاديميون أن مشروعَ الرئيس الشهيد في بناء الدولة “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”، سيظلُّ المنهجيةَ المُثلى التي يسير وفقَها كلُّ مَن يبحث عن بناء دولة قوية ذات سيادة وشعب ذي كرامة وحرية واستقلال.
هذا وتخلل الفعالية قصيدةٌ شعريةٌ لشاعر الثورة معاذ الجنيد، أشار فيها الى مآثر الرئيس الشهيد، والملاحم الوطنية التي خلّدها للأجيال، فيما قدمت فرقةُ أنصار الله أنشودةً في حضرة الرئيس الشهيد والشهداء العظماء.
يُشارُ الى أن الشعبَ اليمنيَّ منذ السبت الماضي قد أشعل كُلَّ المحافظات والمديريات والأحياء بفعاليات وأنشطة متنوعة في حضرة الشهداء؛ للوقوف عند تضحياتهم والتزوُّد من عظمتهم في تصحيح المسار الإيْمَاني.
دعا المسؤولين الى الوفاء لمشروع بناء الدولة حتى تُثمر دماء الشهداء نصراً
في كلمة له خلال الفعالية:
نجل الرئيس الصمّاد: السيد القائد أبٌ لكل اليمنيين والرئيس الشهيد أكسبنا فخرَ الدنيا وفاز بنعيم الآخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين وصلى اللهُ وسلَّم على سيدنا محمد وآله الطاهرين..
أما بعد..
أيها الآباء.. أيها الإخوة.. الحاضرون جميعاً.
يشرِّفُني أن أقفَ أمامكم لأُلقِيَ كلمةَ أسرة الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد رحمةُ الله عليه في أُسبوع الشهيد.
أيها الآباء والإخوة إذا كنت أريد الحديث عن الرئيس صالح الصمَّـاد باعتباره رئيساً لليمن فأنتم تعرفون عن رئاسته لليمن وكفاءته وقدرته الإدارية أكثر مما أعرف.
ويكفينا في وصف جدارته الرئاسية ونزاهته وإحساسه بالمسؤولية كلام السيد القائد عنه بأنه نموذج لمن يتولى المسؤولية.
وإذا كنت أريد الحديث عن المجاهد صالح الصمَّـاد فكذلك يكفي في الحديث عنه وصف السيد القائد وكونه رفيق درب الجهاد للسيد القائد تكفيه شهادة وشرفاً.
وإذا كنت أريد الحديث عن أبي صالح الصمَّـاد فكذلك لا أجد أبلغ من كلام السيد القائد عنه: (إن أبا الفضل كان للفضل أب).
حين أتذكر أنّي فقدت أنا وإخوتي أبانا صالح الصمَّـاد فإن ما يواسينا في هذا الفقدان أن السيد القائد كان أباً للجميع حين كان الصمَّـاد رئيساً، وما زال قائداً وأباً ومربياً لنا ولكل أبناء الشهداء.
ويكفينا عزاءً أن صمود شعبنا وثبات جبهاتنا والنكاية في العدوّ مستمرة بقيادة السيد القائد وببركة دماء الشهداء وجراح الجرحى وثبات المرابطين.
وإنه لشرفٌ لنا أن نكون مصدراً لمواساة قلوب أبناء الشهداء حين يشعرون بمواساة الرئيس للشهداء بنفسه ومبادلته لهم الوفاء بالوفاء.
وبأن يشعر كُلّ أبناء الشهداء أن المسيرة تحافظ على عهدها وأنها مسيرة عطاء وتضحية وفداء، أفرادها عظماء وعظماؤها شهداء.
كما إنه لشرفٌ لنا أن نكون نحن أبناء الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد أُسوةً لكل أبناء المسؤولين في الاقتداء به مسؤولاً نزيهاً لم يترك لأبنائه من حطام الدنيا الفاني.
ولكنه ترك لهم الكثير الكثير مما لا ينفد من سيرة الجهاد والبذل والعطاء والتضحية والولاء لأولياء الله، والتفاني في إعلاء كلمة الله.
وهكذا يسرنا أن يكون كُلّ أبناء المسؤولين يشعرون بنفس الشعور الذي نشعر به وينظرون إلى آبائهم نظرة الإعزاز والإجلال التي ننظر بها إلى الشهيد الوالد من حيث الرضا بالسيرة العطرة وحُسن الذِكر وعظيم الأثر.
إن مما عزَّانا في فقد الوالد الشهيد أننا رأينا كُلّ هذا الشعب اليمني المجاهد قد واسانا في الفَقد، وشاركنا في الحُزن.
وإن كان قد آلمنا فَقْدُ الوالد وأحزننا غيابُه عنّا، فإن أكثرَ ما أحزننا هو حزنُ السيد القائد لِفَقْدِه وعميق تأسفه لرحيله.
ولقد هان علينا مصابُنا الأُسَري حين شعرنا بعظيم المُصاب للمسيرة وللبلد.
لقد كان استشهاد الرئيس الصمَّـاد في حَـدّ ذاته غايةً طالما جاهد للفوز بها وتحدث عنها.
ولقد أثمر استشهادُه فصار من أصدق التعبيرات على عظمة الخط وصدق الجهاد.
ولقد كان لدمه الطاهر مفعولٌ وأثرٌ في قلوب الكثير من الأحرار الذين هبّوا إلى الجبهات وما زال ذلك الأثرُ مستمراً.
في الختام..
نقولُ لكل أبناء الشهداء يجبُ أن نكونَ أوفياءً لدماء آبائنا بالاستقامة على هذا النهج القُـرْآني والجهاد في سبيل الله ودفاعاً عن المستضعفين من عباده.
ونقولُ لكل المسؤولين في الدولة لا نطالبُكم بشيء من الدنيا ولكن نطالبُكم بأن تكونوا أنقياءً وأن تقوموا بالأمانة حتى تُثمرَ دماءُ الشهداء نصراً.
وأنّ مشروعَ الشهيد الرئيس الصمَّـاد (يدٌ تبني ويدٌ تحمي) مظهرٌ لوفائكم لتلك الدماء.
ونقولُ للمرابطين في الجبهات: إن ثباتَكم وتنكيلَكم بالعدوّ هو بلسمُ الجراح وشفاء الصدور.
ونقولُ لجماهير شعبنا العظيم: إن المكاسبَ العظيمةَ التي تحقّقت حتى الآن بالصمود لا تقدّرُ بثمنٍ وهي جديرةٌ بمزيد من الصمود للحفاظ عليها.
ونقولُ للسيد القائد حفظه الله..
يا سيدي حفظك الله إن صالح الصمَّـاد كان موفَّقاً حين جاهد معك، وكان سعيداً بالشهادة تحتَ قيادتك، ولم ينَل إلّا ما تمنى، فأكسبنا فخرَ الدينا وفاز بنعيم الآخرة ولم نفقدْ منه بوجودِكم إلا شخصَه.
حفظكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل صالح الصمَّـاد
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد
قيادات الدولة تضع أكاليل الزهور على ضريح الشهيد الرئيس صالح الصمَّـاد
المسيرة| خاص
شهد ميدانُ السبعين، أمس الثلاثاء، زياراتٍ متعددةً لضريح الشهيد الرئيس صالح علي الصمَّـاد ورفاقه الشهداء بميدان السبعين، بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، وقام كُلٌّ من القاضي أحمد المتوكل رئيس مجلس القضاء الأعلى، والقاضي أحمد عقبات وزير العدل، والقاضي عصام السماوي رئيس المحكمة العليا، ومحمد علي النعيمي عضو المكتب السياسي الأعلى، والمهندس نبيل عَبدالله الوزير، وزير المياه والبيئة، وحسن زيد وزير الشباب والرياضة، ومحمد الزبيري وزير الثروة السمكية، وأمين سر المجلس السياسي الدكتور ياسر الحوري.
وقرأ الزائرون الفاتحةَ على روح الشهيد الصمَّـاد ورفاقه، واضعين أكاليل من الزهور على ضريح الشهيد، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين.
واعتبر القاضي أحمد المتوكل رئيسُ مجلس القضاء خلال الزيارة، أن زيارة الشهداء وعلى رأسهم الشهيد الصمَّـاد مناسبةٌ لتذكُّرِ مواقفهم الخالدة التي تقتضي التكريم والسير على خطاهم ونهجهم، مؤكّــداً أن الذكرى السنوية للشهيد تمثل دافعاً للانطلاق ميادين العزة والبطولة، لمواصلة الدرب الذي اختطه الشهداء في مواجهة العدوّ ومرتزقته.
من جانبه أكّــد القاضي عبدالله عقبات وزير العدل، أن الذكرى السنوية للشهيد مناسبة تهدفُ للتذكير بمآثر الشهداء واستحضار تضحياتهم الجسيمة من أجل عزة وكرامة اليمن، مُشيراً إلى البطولات التي سطرها الشهداء من الجيش واللجان الشعبية وضربوا أروعَ الأمثلة في البطولة والصمود وواجهوا طغاة العالم وألحقوا بهم شر هزيمة.
وأشاد الزائرون، بالمواقف الوطنية الشجاعة للشهيد الصمَّـاد وكل الشهداء الذين كانوا وسيظلون عنوناً للعطاء والتضحية في سبيل عزة وكرامة اليمن، مبتهلين إلى المولى العلي القدير أن يرحمَ الشهيدَ الرئيس صالح الصمَّـاد وكافة الشهداء ويسكنَهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والصالحين.