فنزويلا: واشنطن تقف وراء المحاولة الانقلابية في البلاد
المسيرة| متابعات
تواصِلُ أمريكا خطواته الإجرامية في شتى دول العالم، فقد سعت مباركة إلى تأييد انقلاب على شرعية الرئيس الفنزويلي مادورو الأربعاء الفائت من قبل أحزاب المعارضة، في خطوة تؤكّـد بُعدَها عن ما تدعو اليه وتروج له للديمقراطية واحترام حرية الشعوب، وفي ذات الوقت تهافت دول العالم إلى إدانة الانقلاب وتأييد شرعية الرئيس مادورو.
وأكّـد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي ارياسا، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة تقف وراء المحاولة الانقلابية في البلاد وسيناريو إعلان خوان غوايدو “رئيساً انتقالياً” لفنزويلا.
وأوضح ارياسا خلال مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية، أن الانقلابات في أمريكا اللاتينية عزّزتها دَائماً الحكومة الأمريكية، مذكراً بما قاله رئيس بوليفيا إيفو موراليس في وقت سابق حول أن الدولة الوحيدة في نصف الكرة الأرضية التي لا توجد فيها انقلاباتٌ هي الولايات المتحدة؛ كونه لا توجد سفارة أمريكية في واشنطن.
وأضاف الوزير الفنزويلي، في هذه الحالة حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تقف وراء الانقلاب ولم تطرحه كونها كانت في المقدمة وعلى الخط الأمامي بل هي من أملى السيناريو إلى اليمين الفنزويلي.
وكان الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب أقدم في مسرحية واضحة معدة مسبقاً وموقف تدخلي فاضح على اعتبار خوان غوايدو “رئيساً انتقالياً” لفنزويلا بعد وقت قصير من إعلان الأخير توليه نفسَه مهامَّ الرئاسة، في محاولة انقلاب على السلطة الشرعية.
في حين قال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو في تصريحات لرويترز: إن الرئيس نيكولاس مادورو هو الرئيس الشرعي للبلاد.
وأضاف: نيكولاس مادورو هو الرئيسُ الشرعي للبلاد وأن المعارضةَ تنفّــذ انقلاباً بعد أن أعلن رئيسُ البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو نفسَه رئيساً للبلاد، مضيفاً: إن الولايات المتحدة وحكومات أُخْــرَى كانت تشن حرباً اقتصاديةً ضد فنزويلا وهي دولة تحظى بعضوية منظّمة الدول المصدرة للنفط أوبك وتملك أَكْبَــــرَ احتياطي من النفط الخام في العالم.
إلى ذلك، أعربت الصين عن معارضتها التدخل الأجنبي في شؤون فنزويلا الداخلية ودعمها لجهودها في حماية سيادتها واستقلالها واستقرارها.
ونقلت وكالةُ الأنباء الصينية شينخوا عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ قولها: إن الصين تدعم جهودَ الحكومة الفنزويلية لحماية سيادتها واستقلالها واستقرارها وتعارض التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية وتدعم دَائماً مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأُخْــرَى.
وأضافت هوا، نتابع عن كثب الوضع الحالي في فنزويلا ونحث كُــلّ الأطراف على التحلي بالتعقل والهدوء والسعي لحل سياسي لمشكلة البلاد عن طريق الحوار السلمي في الإطار الدستوري لفنزويلا.
وكانت الخارجية الروسية دعت في بيان لها في وقت سابق، أمس الأول، المجتمع الدولي إلى الإسهام في إيجاد تفاهم متبادَل بين مختلف القوى السياسية في فنزويلا، مؤكّـدة أن الشعب الفنزويلي وحدَه مَن يجبُ أن يقرّر مستقبلَ بلاده.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: إن تصرفات واشنطن تجاه كراكاس تؤجّجُ الأزمةَ في فنزويلا أَكْثَـــرَ فأَكْثَـــرَ، محذراً من أن تنفيذ السيناريو العسكريّ سيكون كارثياً.
من جانبها، أكّـدت إيران دعمَها لحكومة وشعب فنزويلا في مواجهة التدخلات الأمريكية السافرة.
ونقلت وكالة إرنا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله: إن الجمهورية الإسْـلَامية الإيرانية تقف إلى جانب حكومة فنزويلا وشعبها في مواجهة أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لفنزويلا أَو أية أعمال غير مشروعة وغير قانونية”.
في حين، أكّـدت كوبا دعمَها “الحازمَ” للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في مواجهة التدخلات السافرة للولايات المتحدة والأعمال العدائية ضد فنزويلا.
وقالت الحكومة الكوبية في بيان، أمس الأول الخميس: إن الأهداف الحقيقية للأعمال العدائية ضد فنزويلا هي السيطرة على الموارد الكثيرة لتلك الدولة الشقيقة وتدمير قيمتها ورمزيتها كمثال في الدفاع عن كرامة واستقلال أمريكا اللاتينية”.
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة قامت بعدة محاولاتٍ لزعزعة الاستقرار في فنزويلا وصلت إلى حَـدِّ تهديد رئيس الولايات المتحدة باستخدام الخيار العسكريّ ضدها، إضافة إلى محاولة اغتيال الرئيس مادورو.
إلى ذلك، دعت حكومة أوروغواي في بيان إلى إيجاد حَـلّ “للأوضاع المعقدة” في فنزويلا واحترام سيادة القانون.
وكان الرئيسُ البوليفي ايفو موراليس عبر، أمس الأول الخميس، عن تضامُنِه مع الشعب الفنزويلي والرئيس مادورو، وقال: “نعبر عن تضامننا مع الشعب الفنزويلي والأخ نيكولاس مادورو في هذه الساعات الحاسمة التي تحاول فيها مخالِبُ الامبريالية مرةً أُخْــرَى إلحاقَ الضرر بالديمقراطية وتقرير مصير شعوب أمريكا الجنوبية”.