عن الشهيد القائد والمشروع الوطني القرآني .. بقلم/ حسين العزّي
منذُ اليوم الأول قرّر الشهيدُ القائد أن يتحركَ في المساحات المشتركة ويتمسك بالقيم الجامعة، فاختار القُـرْآن مرجعيةً، وانحاز للوطن كُـلّ الوطن وللشعب كُـلّ الشعب وللأمة كُـلّ الأمة وللإنْسَانية كُـلّ الإنْسَانية.
فلا مذهبية ولا مناطقية ولا عصبية ولا عنصرية ولا أي شيء مما يثير أيَّ نزاع داخلي..
لقد قرّر أن يتجنب كُـلّ ذلك.
وتجسيداً لهذا النهج لم نتوجهْ ضدَّ الداخل اليمني أَو المحيط العربي أَو الإسْلَامي أَو حتى الإنْسَاني، وإنما كانت المواقفُ وما زالت ضد أعداء اليمن والعرب والمسلمين والإنْسَانية جمعاء، ألا وهم أمريكا وإسرائيلُ ليس كبشر أَو ديانة وإنما كسياسة تغتصبُ الحقوقَ وتدعمُ الأنظمةَ الفاسدة وتقفُ وراءَ معاناة الشعوب.
وعبّرنا عن هذه المواقفِ بطريقةٍ حضارية تندرجُ ضمن حرية التعبير وبطريقةٍ سلمية لم ترتبطْ بأي شكل من أشكال العنف أَو الاعتداء؛ ولذلك لم يكن لسلطات الفسادِ أيُّ مبررٍ لكل ما قامت به آنذاك من ممارسات البطش والظلم ومع ما هي عليه من فساد وتخلف وارتهان وكل ما هنالك من مبررات التمرد عليها إلا أننا لم نفعل.
لقد كان قرارُ الشهيدِ القائد أن يتجنَّبَ الناسُ الاصطدامَ؛ لذلك كان الشباب يستجيبون لممارسات الاعتقال بكل طواعية ودون مقاومة، وفي المعتقلات كانوا يخضعون أبناءَ هذه المسيرة المباركة لأشد صنوف التعذيب ويمطرونهم بأقذع الشتائم، وكان الجواب في مختلف الحالات والظروف: (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل).
حينها كانت الغرابةُ تغمُرُ جلاوزةَ النظام الفاسد وجلّاديه، وكانوا يسألون الشباب: من نحن؟ هل تروننا أمريكيين؟ ويأتيهم الجواب: بل أنتم إخوتنا يمنيون! فيعودون ليقولوا: ما دمنا في نظركم يمنيين فلماذا تقولون الموت لأمريكا ونحن نحن من نعذبكم ونشتمُكم.. ويأتيهم الجواب: لأن المسؤول عن ذلك أمريكا.
ويعود الجلادون من جديد كيف؟ أقنعونا!
ويأتيهم الجواب: ليس بيننا وبينكم عداوةٌ أَو أحقادٌ سابقة، فلم يسبق أن اعتدينا عليكم أَو قطعنا طريقاً أَو شتمنا أَو نقدنا… الخ، وما تقومون به ضدنا ليس من أخلاق اليمنيين المسلمين العقلاء، وبما أنكم يمنيون ومسلمون ولستم مجانين فإنكم هنا مجبورون لذلك (الموت لأمريكا).
ذات يوم قرّر النظامُ أن يصارحَنا فأرسل من يقول: أنتم والحق يقال مثالٌ في الصدق والأخلاق ولم تعتدوا نعم ولم ترتكبوا أية مخالفة!
إذن فماذا يلزمنا كي يوقف النظام بطشَه بنا وظلمَه لأهلنا؟
قال أوقفوا الشعار!
فكان الجواب: مزاج الفاسدين ليس قانوناً نمتثل له..
ليجرموا ترديده بقانون ونحن جاهزون.