الحديدة.. بين الحق والواجب .. بقلم/ أحمد الحسني
من حقِّ كُلِّ يمني أن يُبديَ رأيَه سلباً أَو إيجاباً في ما تضمنه اتّفاقُ السويد بشأن الحديدة وَغير الحديدة، وَمن حَـقّ أي يمني أن يتوجسَ من القرار الأممي الأخير بزيادة عدد المراقبين الأمميين وَتمديد فترة عملهم وَيرى أن مجلس الأمن بذلك يخالف اتّفاق السويد وَيناقضُ قرارَه السابق بتأييد ذلك الاتّفاق وَيدعو القيادة الوطنية إلى اتّخاذ الموقف الذي يراه مناسباً..
كُلُّ ذلك حَـقٌّ مشروعٌ بل هو مؤشر على حس وطني وَروح مسؤولية لكن الإرجافَ وَتثبيط العزائم وَالتشكيك في وطنية المخالفين وَتصنيف آرائهم وَأدائهم ضمن دائرة الخيانة لا يندرجُ ضمن ذلك الحَـقّ وَمشروعيته ممارسته، وَإنما هو مؤشرُ نفاق وَسوءُ طوية كالاقتصار على سورة تبت في كُلّ صلاة بجوار الرسول قديماً أَو كالذي يشاهد الطائرة السعوديّة أَو الإماراتية تستهدفُ حافلة أطفال أَو سوقاً أَو عرساً أَو مجلسَ عزاء فيقول: اللهم انصر الحَـقّ وَأهله.. وَكأن ثمة شبهةً في الأمر وَاحتمال بأن تكون الطائرة المغيرة مظلومةٌ وَالأطفال الذين تناثرت أشلاؤهم هم الظالمون..
ليس الغرضُ مما سلف التدخلَ في أعمال القلوب وَمحاكمة نوايا الناس وَوطنيتهم إلى سوء الظن وَتكميم الأفواه وَالأحاسيس عن الشعور بالمسؤولية تجاه ما يدور في وطنهم، وَلكننا لا نريد أن تصب الوطنية حقاً أَو ادّعاءً في خدمة الخيانة وَالعدوان، وَنريد فقط أن يكونَ هناك تناسبٌ بين ممارسة الحَـقّ في القلق على الحديدة وَغير الحديدة وَأداء واجبك في الدفاع، بمعنى أنه قبل أن تشعل مواقع التواصل الاجتماعي حول ما يجب وَما لا يجب عليك أولاً أن تسأل نفسَك: ماذا فعلت أَو قدمت للجبهة الذي تبدي قلقَك عليها سواءٌ أكانت جبهةَ الحديدة أَو غيرها من الجبهات مهما كان جهدُك متواضعاً وَعطاؤك يسيراً؟!..