من عصى الله وخالف واعتدى ستُضرَبُ عليه الذلة
المسيرة/ خاص
تناوَلَ الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- مسألةَ المخالَفة لأوامر الله من قِبل اليهود، في التوراة، أنها السببُ في أن ما أصابهم من ذلة ومهانة هو بسببها، حيث قال: [الله عندما ضرب الذلة والمسكنة على بني إسرائيل، بنو إسرائيل هم اختارهم الله ألم يختارهم هو، ألم يصطفيهم هو؟ ألم يقل: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}؟ ألم يقل موسى لهم: {وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ}. ألم يقل الله عنهم: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}. ألم يقل هكذا؟ ثم لماذا ضرب عليهم الذلة والمسكنة؟ {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} كانوا يقتلون الأنبياء يكذبون بآيات الله فقال: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}.
وأشار إلى أن المسلمين متى ما خالفوا سيصبح واقعُهم أسوأَ من واقع اليهود، حيث قال: [فمَن عصى مَن اعتدى ستضرب عليه الذلة والمسكنة، فمن فرط في المسؤولية.. نحن عندما فرّطنا في مسؤوليتنا كعرب، ونحن عندما فرطنا في مسؤوليتنا كزيود أصبحت جريمتنا أكبر من جريمة اليهود والنصارى.
مضيفاً في ذات السياق: [يجب على الناس أن يلتفتوا بجدية إلى واقعهم، وأن ينظروا إلى ما حكاه الله عن بني إسرائيل، بنو إسرائيل اختارهم الله، واصطفاهم، وفضلهم، ولكنهم عندما فرطوا في المسئولية وعندما قصّروا وتوانوا، وعندما انطلق منهم العصيان والاعتداء ضرب عليهم الذلة والمسكنة، وعندما يقول الله لـك في القُــرْآن الكـريم: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} هو ليقول لك وللآخرين بأنك وأنت إذا ما عصيت واعتديت، إذا ما قصرت في مسؤوليتك، ستُعَرض نفسك لأن تضرب عليك الذلة والمسكنة، وأن تَـتِيه كما تاه بنو إسرائيل من قبلك].
أنواع من فساد اليهود المنتشر بيننا:ــ
وعدَّدَ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- بعضاً من أنواع الفساد التي نشرها اليهود بيننا؛ بسببِ تفريطنا الخطير في كتاب الله، وتركنا له كالآتي:ــ
أولاً: الربا:ــ
أكّــد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- بأن الربا آفةٌ كبيرة انتشرت بين المسلمين حتى أصبح التعامل بها شيئاً عادياً، حيث قال: [الربا أليس من المعروف أن بني إسرائيل هم كانوا من المشهورين بالتعامل بالربا؟ التعامل بالربا الآن أصبح طبيعياً وأصبح تعاملاً اقتصادياً طبيعياً داخل البلدان العربية كلها، البنوك في البلدان العربية تتعامل بالربا بالمكشوف، والشركات تتعامل بالربا بالمكشوف. ألم يُفسِد بنو إسرائيل حتى العربَ أنفسَهم؟ وحتى جعلوا الربا الذي قال الله في القُــرْآن الكريم وهو يحذر من الربا: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} يتهدّدُ بحرب من جهته وبحرب من جهة رسوله لمن يتعاملون بالربا، ثم يصبح الربا شيئاً طبيعياً!!].
ثانياً: السفور:ــ
وأضاف أَيْضاً أن من الفسادَ المنتشر بيننا؛ بسببِ اليهود هو سفور المرأة وتبرجها، فقال: [السفور في النساء، تجد النساء في القاهرة وفي معظم العواصم العربية، وبدأ في صنعاء بشكل كُـلّ سنة أسوأ من السنة الماضية، أصبح شيئاً طبيعياً، لا تفرّق بين المرأة المسلمة وبين المرأة اليهودية، لا تفرق بينهن شكلهن واحد، ثقافتهن واحدة، زيهن واحد، أليس هذا من إفساد اليهود؟].
آثارُ غضب الله على الأُمَّــة ظاهرة بيننا:ــ
مؤكّــداً -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- بأن الأُمَّــة متى ما ابتعدت عن كتاب الله وتعاليمه لا بد أن ينزل غضب الله عليها في الدنيا، حيث قال: [والغضب من الله لا يأتي هكذا حالة لا أحد يعلمها، آثارها تظهر، الغضب من الله، السخط من الله على عباده على أحد من عباده تظهر آثاره في حياته تظهر آثاره؛ لأَنَّ الله قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}].. ذاكراً بعضاً من تلك الآثار كالتالي:ــ
الأثر الأول:ــ
حالةُ الضنك التي يعيشُها الإنْسَانُ العربي، وعدم افتخاره بعروبته، حيث تساءل قائلا: [أليس وضع الأُمَّــة العربية وضعاً سيئاً جداً في حياتهم المعيشية، في كُـلّ شؤونهم؟ أصبح العربي لا يفتخر بأنه عربي، من هو ذلك الذي يفتخر بأنه عربي؟ هل أحد أصبح إلى درجة أن يفتخر بأنه عربي؟ أصبح العربي الذي تجنّس بجنسية أمريكية أَوْ بريطانية يفتخر بأنه استطاع أن يتجنس أن يأخذ الجنسية الأمريكية أنه عربي أمريكي، لكن العربي الأصيل العربي الذي لا يزال عربياً أصبح لا يرى بأن هناك بين يديه ولا في واقع حياته ما يجعله يفتخر بأنه عربي].
الأثر الثاني:ــ
أصبحنا كالتائهين ــ بالرغم من أن القُــرْآن بين أظهرنا ــ لم نعد نشعر بالأخطار من حولنا، حيث قال: [ثم نحن هكذا جيلاً بعد جيل بعد جيل إلى الآن، وفي هذا الزمن تجلى بشكل كبير تجلى بشكل واضح آثار تقصيرنا مع الله سبحانه وتعالى، آثار إهمالنا لديننا، آثار عدم استشعارنا للمسئولية أمام الله، ظهرت آثاره على هذا الشكل المؤسف الذي أصبحنا إلى درجة لا نكاد نعي ما يقال لنا.