الشهيد اللاحجي.. قدوةُ العطاء ومدرسةُ البذل في سبيل الله
مع استمرارِ العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا، يواصلُ أبناءُ الشعب اليمني تقديمَ الأرواح والدماء رخيصةً في سبيل الله، كما ضربت الأسر اليمنية أروع الأمثلة في تقديم الأنفس والأموال في سبيل الله وفي سبيل الوطن.
وفي خضم الأيامِ التي يحييها الشعبُ اليمنيُّ بالفعاليات والأنشطة المختلفة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، نستعرضُ القليل من حياة شهيد جسدت أسرته السخاء اليماني في تقديم الأولاد والأموال رخيصة؛ دِفَــاعاً عن الدين ونصرةً للمستضعفين.
الشهيد أيمن اللاحجي العابد لله بإخلاص والفارس المعطاء من أسرة كلها عطاء وأم كـ زينب بنت الحسين.
من لا يعرف الأسرة التي قدمت 3 شهداء من أبنائها، والأم التي قدمت كُـلّ ما لديها بعد أولادها، وقالت بأعلى صوت ” لم أقدم شيء ولو لدي المزيد لقدمته”، نعم هذه هي قصة آل اللاحجي أسرة عطاء بكل ما تعنيه الكلمة وقائد هذا التحول هو الشهيد أيمن اللاحجي من عُرف بأخلاقه وشجاعته في مختلف الميادين العسكريّة وغيرها.
بطاقة تعريفية للشهيد
الاسم: أيمن هاشم اللاحجي
الاسم الجهادي: ساجد الذماري
المنطقة: الخرابة – مديرية شعوب أمانة العاصمة
العمر: 32 عاماً
تأريخ الميلاد: 12-11-1984م
تأريخ الاستشهاد: 2-6-2015م
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ولدان
روضة الشهداء: روضة الحشحوش بالجراف بأمانة العاصمة
نشأتُه – جانبٌ من صفاته:
نشأ الشهيدُ في بيئة يسودُها الودُّ للناس في أوساط أسرة كريمة، وتربّى تربية إيْمَـانية عند والدته المشهورة والمعروفة، بنذر أبنائها في سبيل الله وهذا واحدٌ منهم.
الشهيدُ بدأ سيرته طالباً في المدرسة وَأَيْـضاً كان طالبَ علم للعلوم الشرعية، وعُرف عند زملائه وأساتذته ومحبيه بحُسْن الخلق وحُسن التعامل مع من حوله ومن عرفه أحبه من صفاته الحميدة.
بعض صفاته:
كان لديه اهتمامٌ كبيرٌ وبارز في توعية وتفهيم المجتمعات بالمسيرة القُـرْآنية ويتميز بالمبادرة في الأعمال والتحَـرّك ضمن التوجيهات.
وكان لديه همةٌ في تحشيد الناس إلى الجبهات وكان من السباقين الأولين الذين لهم الفضلُ الكبير في الدفاع عن اليمن أرضاً وإنْسَاناً، ويتمتعُ بمعنويات قوية ويزيد المجاهدين برفع المعنويات.
التحاقه بالمسيرة القُـرْآنية ومشوار حياته الجهادية:
بدأ رحلته الجهادية منطلقاً في سبيل الله لا يخيفُه أحد ولا يخشى إلا الله -سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى-، كان من السبّاقين في المسيرة القُـرْآنية وتحَـرّك بجدٍّ ونشاط وهمة عالية.
ومع أنه أُسِرَ وتم تعذيبه وقهره في السجن إلا أنه واصل السيرَ بهمة عالية وإرادة قوية واصل العمل الجهادي في هذه المسيرة القُـرْآنية، تحَـرّك في كُـلّ المجالات أبرزها في المجال العسكريّ.
ولأن الشهيدَ مثّل الأخلاقَ والمبادئ الحقيقية لهذه المسيرة القُـرْآنية، انطلق عددٌ من الناس والتحقوا بهذه المسيرة اقتداءً واقتفاءً لأثر الشهيد؛ لأَنَّه كان محبوباً لديهم ويعتبرونه أُسوة وقدوة لهم وتحَـرّكوا متأثرين بسلوكياته.
أعمالُه الجهادية:
تولّى الشهيدُ أيمن اللاحجي العديدَ من المهام وقاد عدداً من المعارك، وفي فترة لاحقة أصبح مشرفاً عسكريًّا وثقافياً لمجاميعَ كثيرةٍ في رداع بالبيضاء.
كما تولّى الشهيدُ الإشراف الثقافيَّ في منطقة آنس، وقد ترك إثراً عظيماً هناك، فيما عمل مشرفاً عسكريًّا لمحافظة ذمار.
شهادةُ أهله ورفاق دربه
شهادة أهله: كان يطيعُ والدَيه، خصوصاً والدته التي قامت بتربيته بعد وفاة والده، وكان اجتماعياً خلوقاً يحبُّ الخير وإصلاح ذات البين.
شهادة رفاق دربه: كان الشهيدُ يهتمُّ بأفراده ثقافياً وعسكريّاً ويكشفُ لهم حقيقةَ الصراع الحاصل مع أعداء الله والوطن، عُرف بشجاعته في أصعب الظروف وفراسة قوية، وكانت شجاعتُه تغلُبُ الظروف، وإذا كان هناك هجومٌ للأعداء كان الشهيد يتصدى لهم، قبل أفراده.
قصةُ استشهاده:
بعد أن عجزت أدواتُ الاستخبارات الأمريكية –القاعدة- في مواجهته؛ بسببِ حنكته العسكريّة وشجاعته في الميدان، عمدوا إلى قتله غدراً عبر أساليبهم الخبيثة، حيث وضعوا للشهيد عبوةً ناسفةً على الطريق وأثناء مروره بسيارته قاموا بتفجيرها فاستشهد والتحق بركب الفائزين، ونال أُمنيتَه التي تمنّاها كثيراً.
وصيةُ الشهيد:
دَائماً ما كان يؤكّدُ للمجاهدين على ضرورة الالتزام بدين الله وكثرة الاستغفار والتسبيح ليتحقّق النصر؛ لأَنَّ النصر لا يأتي إلا من عند الله.