بالتعايش نفوِّتُ الفرصةَ على عدونا .. بقلم/ مروان الجماعي
أحضُرُ الكثيرَ من الاجتماعات والمواقف وَأُلاحِظُ التعايشَ، وحريةَ الفكر.. سلفيون وأنصار الله وناصريون ومؤتمريون.. بعضُهم يجيبُ الصرخةَ وبعضُهم لا.. كُـــلُّ واحد له حريتُه.. فلماذا التباعد؟
ولماذا التمترسُ وراء التصورات المسبقة؟ ولماذا الإذعانُ للتحريض الإعلامي المغرِض ضد بعضنا البعض كيمنيين؟.. دعوةٌ من هنا للتقارب والتعارف والتحاور والتعايش مهما اختلفتِ الأفكارُ والتوجهات إلا أن (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) تجمعنا جميعاً. وأيضاً أخوّة الوطن والحسَب والنسَب والصحَب والصداقة والقَرَابة.
بهذا سنفوِّتُ الفرصةَ على العدو الخارجي بشكل عام، فعندما ندعو إلى التعايش والتحاور والتفاهم فهذا من الدين وهذه حقيقة دعوة السلف الصالحين، فأنت أَيـُّـهَـا الإخواني (المعتزلي)، وأنت أَيـُّـهَـا السلفي(الجامي)، وأنت أَيـُّـهَـا السلفي التكفيري (السروري)، وأنت أَيـُّـهَـا السلفي (المرجئي)، وأنت أَيـُّـهَـا السلفي (المدخلي)، وأنت أَيـُّـهَـا المؤتمري (العلماني) والقبيلي وأنت أَيـُّـهَـا الإصلاحي، وأنت أَيـُّـهَـا الزيدي، وأنت أَيـُّـهَـا الشافعي، وأنت أَيـُّـهَـا الصوفي، يَسَعُني ويسعُك قول الله تعالى: ((هو سماكم المسلمين))، يسعني ويسعك قوله سبحانه: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ))، يسعُني ويسعك قولُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم: أتاكم أهلُ اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية.
دعونا نختلفْ، لكن ليعترفْ كُـــلٌّ منا بالآخر وليقبَلْ كُـــلٌّ منا بالآخر، فإذا كان ((لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)) فما بالُكم في المذهب فلكُـــــلٍّ رأيُه ولكُـــــلٍّ مذهبُه ولكُـــــلٍّ اجتهادُه والحسابُ على الله عز وجل.
نحن جميعاً كمسلمين بشكل عام وَكيمنيين بشكل خاص علينا وعلى بلدنا وعلى هُويتنا مؤامرة كبيرة وعدوان واضح بكل محتوياته وأدواته وأساليبه وطرقه.
فلنرفِقْ ببعضنا في الخلاف. ولا نكُنْ أدواتٍ للمجرمين لقتال بعضنا البعضَ، ولنكُنْ إخوةً متحابين متعاونين متراحمين فيما بيننا، كما قال تعالى في وصف المؤمنين في سورة الفتح: ((أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ))، فلنتراحَمْ ولنتعاونْ ونتقاربْ فيما بيننا ولنوحِّدْ صفوفَنا وقلوبَنا وسيوفَنا ضد أعدائنا، ولا نكُنْ وقوداً لهم ولشائعاتهم وتدليساتهم..