(صفقة القرن) وبن سلمان: بيعُ القدس بـ 50 سنة مُلك.. بقلم/ عبدالباسط سران
أخيراً قرّرت السعودية أن تُظهِرَ تطبيعَها علناً مع كيان الصهاينة المزروع على أرض فلسطين السليبة بعد أن كان خفياً طيلةَ عقود، بل ومنذ تأسيس الكيانَين (السعودي والصهيوني) على يد الاحتلال البريطاني، فما كشفه سيّدُ المقاومة، الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في حوار العام على قناة الميادين، لَشيءٌ خطيرٌ جداً، إذ قال بأن ما يسمى (صفقة القرن) ليست سوى بيع القدس وفلسطين من قبَل بن سلمان مقابل تربُّعِه على العرش 50 عاماً.
في تفاصيل هذه الصفقة المشؤومة، أن الصهاينةَ والأمريكان يعتمدون على محمد بن سلمان والرمزية الدينية لبلاد الحرمين الشريفين، ولقب (خادم الحرمين) وتأثير ومكانة المملكة في العالم العربي والإسلامي وكذلك مئات المليارات التي يمتلكها بن سلمان، في فرض (صفقة القرن).
مملكةُ بن سلمان التي ما ملأت الأرضَ بالإرْهَـاب وزرعت في زاوية من زوايا العالم تنظيماً إرْهَـابياً وأنفقت مئاتِ المليارات من الدولارات لنشر التطرف الوَهَّــابي في كل أنحاء الكرة اﻷَرضية.. ها هي تسعى لترسيخ إسلامٍ آخر يناسب الصهاينة.
المشهدُ السعوديّ في زمن الحداثة الوَهَّــابية مليءٌ بكل أشكال النفاق وَالمتاجرة بالفتوى ليس أقلها أن عتاولة التحريم الذين رأوا الأعضاء التناسلية في كل شيء واشتبهوا حتّى بالخضروات كمهيجات جنسية يحللون اليوم كل شيء حتّى الذبح والتقطيع.
اللافتُ في الدور الجديد الذي رسمه بن سلمان للدين الوَهَّــابي هو القفز البهلواني والتبرؤ من كل التنظيمات التي خرجت من أصلابهم، هذا هو دأبُ آل سعود، فهم متمرسون في قضايا القتل والاغتيال؛ لأن المعتقدَ الذي يسيرون عَلَيه أعطاهم شرعيةً للقتل والنهب والسلب باسم الإسلام وتحولوا إلى أداة لهدم هذا الدين من داخله من قبل الكتائب الوَهَّــابية في زمن محمد بن سعود الأول واستمر نفس الموال إلى الزمن المعاصر عندما أقدمت نفس الكتائب الوَهَّــابية عَلَى إعدام (3000) حاج يمني في تنومة وَ(62) حاجاً في ساق الغراب كانوا بملابس الإحرام.. وهذه هي ثقافتهم الدينية فهم الذين مكنّوا الآخر من استهداف الدين ومحاولة هدمه بأن قدموا المشاهد الإجرامية الغاية في البشاعة ونسبوها إلى الإسلام ومع ذلك نسمعهم يرددون صباحا ومساء خادم الحرمين الشرفين.. وهل السحل والمنشار يمثل الإسلام.. إنها مأساة لا توازيها مأساة حينما يسكت المسلمون عن هذه التصرفات ويجعلون الحرمين الشريفين تحت هذه الأسرة الشاذة، إنها معضلة كبرى أن تصل الأمور إلى يد هؤلاء الذين يدعون الإسلام وهم يتآمرون عَلَيه ويحاولون هدمَه من داخله بل ويمكنون الأَعْدَاء من استهدافه بما في ذلك الصهاينة الذين انبروا في هذه الأيام للدفاع عن ابن سلمان ويطالبون بالحفاظ عَلَيه في منصبه بعد أن عرَفوا أن جرائمه في اليمن وتقطيع خاشقجي قد تؤدي إلى استبداله بشخص آخر واليهود يعتبرونه امتداداً لهم ومناصراً لقضاياهم، ومن الصعب أن يتخلوا عنه، لكن لا غرو في ذلك فالمَثَلُ يقول: (الكفرُ ملة واحدة).