حين يفرّط العلماء .. بقلم/ علي حسين عبدالله الهادي
يقول الله جل جلاله (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) صدق الله العظيم.
ونظراً لما تقوم به قوى الطغيان والضلال والفسق والفساد من تزوير الحقائق وطمس الحقيقة وقلب الأمر رأساً على عقب بحيث يصبح الحال كما في حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (سيأتي على الناس زمان يكون المعروف فيه منكراً والمنكر معروفاً)، وها هو الحديث يصدق فيما نرى من تحزب قوى الشرك والإفساد على استهداف يمن الإيْمَــان والحكمة إعلامياً وعسكريًّا وأَخْلَاقياً وبكل أنواع الفساد، فمن هذا المنطلق ننظر لواقع العلماء والمتعلمين في الأُمَّـة فإذا هم بين ساكت ومداهن وآخر لا يتدخل في السياسة ولكتاب الله رب يحميه، وهذا ليس واجب العلماء تجاه كتاب الله وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وآله، وعرض وأرض المسلم، وعملاً بقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: (لتأمرن بالمعروف ولتهون عن المنكر أَوْ ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لكم) فالواقع يصدق المقال، كم ندعوا وكم نبتهل ولكن لا حياة لهذا الدعاء؛ لأَنَّ هذا الدعاء يأتي من قلوب مفرغة من المضامين الإيْمَــانية، وإلا فالله يقول (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
فاللهُ قريبٌ ممن هو منه قريب، فالخللُ هو من عندنا وليس من جهة الله، فإذا قام الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر والاستجابة لله تلك الفريضة العظيمة التي أوجب الله، خُصُوصاً على العلماء والمتعلمين فما هو الجواب لله في التفريط والحق أوجب بالإتباع والله المستعان على نفسي وأَنْفُـسكم وهو حسبي ونعم الوكيل.
* عضو دائرة العلماء والمتعلمين