بدمائهم تُبنى الأوطان .. بقلم/ محمد صالح حاتم
اليمن ضحت بكوكبة من رجالها وَفلذات اكبادها على مر التأريخ لتبقى اليمن دولة ذات سيادة مستقلّة ويعيش الشعب حرا ًكَـرِيْما ًعزيزا ًوفي تأريخها الحديث قدمت اليمن مئات الآلاف من الشُّهَــدَاء الأَحْــرَار الذين فدوا اليمن بأرواحهم ورووا ترابَ اليمن الطاهر بدمائهم الزكية في ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر بهدف نيل الحرية والكرامة والتخلص من الجهل والتخلف والاستقلال من الاحتلال البريطاني واللحاق بركب التقدم والرقي والازدهار وبناء يمن واحد قوي مستقلّ، واليوم لا زال اليمن يقدم الشُّهَــدَاء من خيرة رجاله في سبيل الدفاع عن الأَرْض والعرض والشرف والتحرر من الوصاية الخارجية والتبعية، فعلى مدى أربعة أعوام واليمن يقدم الشُّهَــدَاء تلو الشُّهَــدَاء في جميع جبهات العزة والكرامة ضد تحالف بني سعود ودويلة عيال زايد وأسيادهم أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ومرتزِقتهم من الداخل العملاء الخونة شرعية وحكومة الفنادق، فكل يوم يمر ويرتقي شهيد في سبيل الدفاع عن الوطن فإن سقوطه شهيداً يعني وضع لبنةً من لبنات البناء للوطن والازدهار والعيش الكَـرِيْم للشعب، فكل أسرة تقدم من ابنائها شهيدا ًفإنه تساهم في الدفاع عن الوطن وتساهم في بناء الوطن، فالشُّهَــدَاء هم السياج المنيع والصخرة التي تتحطم عليه مشاريع ومُخَطّطات الأَعْــدَاء، وهم النبراس الّذي يضيء دروبَ المستقبل، فيجب أن يكون الشُّهَــدَاء حاضرين معنا في كُــلّ زمان ومكان، فلا نتذكرهم في العام أسبوعا فقط ومن ثم ننساهم بل يجب أن يكونوا حاضرين معنا في كُــلّ وزارة وفي كُــلّ ندوة وفي كُــلّ استراتيجية وفي كُــلّ خططنا وبرامجنا، وإذاعتنا وصحفنا وأن نتذكرهم ونحن في أعمالنا ووظائفنا ونحن ننعم بالأمن والأمان والرقي والتقدم والازدهار، فالطبيب يجب أن يتذكر دماء الشُّهَــدَاء وهو في غرفة العمليات والمعلم وهو في داخل الفصل والطالب وهو يستمع إلى شرح المعلم، والمهندس وهو في ورشته والمحاسب وهو فوق حاسوبه والوزير وهو في مكتبه والمرافقين حوله والمدير وهو في ادارته، والقاضي وهو في محكمته، والتاجر وهو في محله وشركته؛ لأَنَّه لولا دماء هؤلاء الشُّهَــدَاء ما وصل كُــلّ واحد إلى ما هو فيه من منصب وجاه ومركز وتجارة وغيرها، فعلينا أن نجعل من هذه الدماء الطاهرة التي روت تراب اليمن الطاهر أَسَاس بناء اليمن الحديث الذي يتسع لجميع ابنائه، وأن لا ننسى أسر الشُّهَــدَاء وأن يكونوا حاضرين معنا لا نتذكرهم فقط في أسبوع الشَّهِيْـد ونكتفي بزيارتهم ونقدم لهم الهدايا الرمزية، بل يجب علينا أن تحظى كُــلّ أسر الشُّهَــدَاء بالرعاية والاهتمام وأن تخصص لهم سلات غذائية شهرية وأن يكون لأبنائهم مقاعد دراسية مجانية في المدارس والجامعات الأهلية والخاصة، والكليات العسكريّة والمنح الخارجية، وأن يتم معالجتهم مجانا ًفي جميع المستشفيات الحكومية والأهلية، وكذا تخصيص أراضي سكنية، وبناء مساكن لأسر الشُّهَــدَاء، وفي ظل الظروف الراهنة التي تعيشها اليمن جراء الحرب والعدوان والحصار الاقتصادي يجب ايجاد مساكن مجانية لأسر الشُّهَــدَاء التي تسكن في مساكن مستأجرة، أَوْ دفع ايجارات البيوت التي تسكنها هذه الأسر وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهذه الاسر الكَـرِيْمة التي قدمت خيرت رجالها وفلذات اكبادها؛ دِفَاعاً ًعن الوطن والأَرْض والعرض والشرف.
إن دماء الشُّهَــدَاء ستكون سيولاً وفيضانات تجرف عروش المستكبرين من حكام بني سعود ودويلة عيال زايد وكل الخونة والعملاء، وأن كُــلّ شهيد يسقط في جبهات العزة والكرامة والشرف يعجل بزوال دول تحالف العدوان ومرتزِقتهم وتؤكّـد قرب الفرج وَالنصر لليمن السعيد وتحافظ على سيادته ووحدة أراضيه واستقلاله وعزة وكرامة ابنائه.
وعاش اليمن حراً أبياً والخزي والعار للخونة..