قائد حكيمٌ.. عنوانٌ لشموخ وطن وأُمّة .. بقلم د/ مطهر مرشد
* مدير هيئة المستشفى الجمهوري بأمانة العاصمة
الكلمة المعبرة العظيمة لقَائد الثورة وقَائد المسيرة القُـرْآنية السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكري السنوية للشهيد مثّلت أعظمَ رؤية تجاه شهدائنا عندما قال: شهداؤنا ليسوا شهداء صراع بل هم شهداء ينتمون إلى مبادئ وقيم وأخلاق سامية.. نستذكرُ هؤلاءِ الشهداءَ الذين لن يبرحوا أبداً عن ذاكرتنا ولا من وجداننا، ولا من مشاعرنا، فنحن نستذكرُهم في كُــلّ يوم، ونحن دَائماً نستفيدُ منهم الدروسَ العظيمةَ التي قدّموها بأفعالهم وبأعمالهم وبتضحياتهم قبل أن يقدّموها بأقوالهم، ونحن كذلك نعيشُ معهم الكثيرَ والكثير من الذكريات العظيمة والمهمة والمؤثّرة، بما كانوا علَيه في وجودهم بيننا، بما كانوا علية من أَخْلَاقٍ عظيمةٍ ونبيلة، ومواقفَ مشرّفةٍ، ومسار حياة، يتسمُّ بالإيْجَابية والعطاء.
أيضاً قال قائد الثورة: نتحدَّثُ عن الشُّهَــدَاء، ونحن نمجِّدُ هذا العطاءَ، الذي هو أسمى عطاء قدّمه الإنْسَان، وأسمى ما يعبّرُ عن حقيقة مصداقية الإنْسَان في انتمائه الإيْمَــاني وانتمائه الإنْسَاني، وانتمائه الوطني.
وفي ما أشار إليه السيد عبدالملك أن ما تعيشُه هذه البلدان وهذه الشعوب من محنٍ كبيرة في هذا العصر، هو نتيجةٌ لما تُقْدِمُ عليه من قوى الشر والطاغوت وقوى النفاق والخيانة والعمالة التي تواليها وتقفُ إلى جانبها في صفها، فنتج عن ذلك من مآسٍ كبيرةٍ في واقع أمتنا، والكثير والكثير من المشاكل على كُــلّ المستويات، على المستوى السياسيّ، على المستوى الاقتصادي، على المستوى الأمني، على المستوى العسكريّ، حتى باتت الوضعية التي تعيشها أمتنا وشعوبنا لربما أقسى وضعية في العالم بكله.
إن العودة إلى القُـرْآن الكَـرِيْم توضحُ الكثيرَ والكثير من الآيات المباركة التي تعلِّمُنا أن الصراعَ مع قوى الشر مع قوى الطاغوت مع قوى الاستكبار، مع قوى النفاق نفسها، والخيانة والعاملة، أمرٌ حتميٌّ لَا بـُـدَّ منه، وأمرٌ واقعي وموجودٌ على مر التأريخ، وأكد أن الصراعات على مرِّ التأريخ كانت ساخنةً جِـدًّا، ونحن عندما نأتي إلى هذا الزمن ونرى أننا بمُجَـــرّد إصرارنا على أن نكونَ أَحْــرَاراً في هذه الحياة وألّا يستعبدَنا أحدٌ من دون الله سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى، ونريدُ أن نتحَـرّكَ انطلاقاً من هُويتنا كشعب يمني مسلم، وهي هُويّة إيْمَــانية، الإيْمَــان يمان، والحكمة يمانية.
وعليه فإن الكلمة المعبرة للسيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي تشي بأنه هو القَائدُ الحكيمُ الذي يمثل الأُمَّـة وهو عنوان الصفاء والحكمة.. قَائد اعتمد الصدقَ والوضوحَ في قيادته وإدارته في كُـلّ شؤون الحياة وهو أمام تحالف 18 دولة معتدية والمكون من (السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومصر وإسرائيل والمغرب والبحرين والكويت وَ… إلخ والذي تشكل في مارس 2015م للحرب علَى اليمن وتعرضت اليمن لأبشع الحروب وأشدها همجية وإجراماً، مترافقاً مع حصار خانق وشامل.
ورغم ذلك فإن هذا الشاب المؤمن الذي ترتقي هامته المباركة إلى أعلى درجات الشموخ جعل الأَعْدَاء في موقف منهزم ومنكسر، ووجه لهم ضربات مزلزلة فظهروا في أضعف موقف.
وكل كلمة يوجهها يجعل الأَعْدَاءَ والمرتزقة يرتجفون خوفاً وهلعاً وتصيبهم بالهستيريا؛ لأَنَّهم متأكدونَ أن جموعَ الشعب تتحرك كالأمواجِ الهادرة صوب الجبهات غير مبالين بالموت ولا بالمخاطر؛ لأَنَّ كلمة السيد عبدالملك بدرالدين هي توجيهٌ مقدسٌ وأمر لا يمكن التردد في تنفيذه حَتَّى لو اقتحم الشعب البحر أَو اجتاز الفيافي والصحارى لمواجهة أَعْدَاء الله وأَعْدَاء الأُمَّـة وأعداء الوطن.
هذا القَائد العظيم والمحنك هو سند الأُمَّـة وهو المرجعية التي ترتقي الأُمَّـة والوطن بها وبسعة حكمتها وقدرتها علَى اجتياز أصعب المواقف.
حفظكم الله سيدي القَائد وبارك ربُّ العرش العظيم بكل خطواتكم وأَنْتَــم تقودون بكل ثقة وإيْمَان، مواجهة المعتدين والغزاة والمرتزقة.
ونحن علَى أعتاب العام الخامس من الصمود الأسطوري مع قوَى الاستكبار العالمي والصهاينة والأمريكان وقد صدق سيد المقاومة السيد حسن نصرالله عندما وصف صمود اليمنيين بالأسطوري، مؤكّداً أن التجربة اليمنية جديرة بأن تدرَّسَ في الأكاديميات العسكرية.. وهذا بفضلكم يا قَائد ثورة 21 من سبتمبر العظيم، أَيُّهَـا القائد أَيُّهَـا العنوان الأعظم للصمود والشجاعة.
أَيُّهَـا القامة العالية، اليمن بخير طالما أَنْتَــم تبذلون كُـلّ جهدٍ دفاعاً عن الوطن ودعماً للحق ومواجهة الباطل والعدوان.
حفظكم الله وثبّت صمودكم، فقد لقنتُم العدوان درساً قاسياً خلال أربعة أعوام.