الذكرى السنوية للشهيد.. (أهميتُها – دلالاتُها – أهدافُها– أبعادُها) (2) .. بقلم/ خالد موسى
* عضو رابطة علماء اليمن
معنى الشهادة وسببُ تسمية الشهيد بهذا الاسم
الشهيد لغة: القتيل في سبيل الله، والشين والهاء والدال أصل يدل على حضور، وعلم، وإعلام، ومن ذلك الشهادة.
الشهيد والشاهد: الحاضر.
مَن هو الشهيدُ المبشَّرُ بالجنة؟ ومن هو القتيلُ المستحقُّ للنار؟
الشهيد عند الله هو الذي خرج من بيته ليجاهد وَيقاتل في سبيل الله مواجهاً لعدوان خارجي أجنبي أَو بغي داخلي يستهدف الآمنين من الأطفال والنساء في بيوتهم وأسواقهم ومدارسهم ومستشفياتهم كما هو الحال في البغي والعدوان على الشعب اليمني ويكون هذا التحَـرّك بدافع الإيْمَــان الصادق والاستجابة الخالصة لله ليقطع دابر القوم الظالمين البغاة المجرمين الذين لم يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة.
فالشهيد تحَـرّك بدافع إيْمَــاني هذا الدافع جعله للمسؤولية أمام الله وأمام المستضعفين قال تعالى: فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76).
وطاغوت اليوم هي أمريكا التي تمارس الطغيان وتسعى لاحتلال البلدان والهيمنة على الدول وفرض سياساتها وقراراتها وثقافتها ثقافة المسخ والانحلال ومحاربة الإسْلَام والسعي لطمس معالمه وهدم أسسه وهذا ما وعاه الشُّهَـدَاء وأدركوا مخاطره فتحَـرّكوا لمواجهة هذا الخطر والوقوف في وجه هذا التحدي مستعينين بالله واثقين بعونه باذلين مهجهم مسترخصين أرواحهم في سبيل الحق صادقين في إيْمَــانهم قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)} [الحجرات: 15] وقال جل وعلا: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) فشهداؤنا من اللجان الشعبيّة وأبناء الجيش الأحرار يستشهدون وترتقي أرواحهم وهم يواجهون قوى محلية عميلة ودول أجنبية تساندها اعتدت ولا زالت تعتدي وتقصف بطائراتها وبارجاتها وتسعى لاحتلال اليمن والتحكم في ثرواته وخيراته
من يريد بصدق ومصداقية ونية خالصة متجردة للحق أن يعرف من هو الشهيد فما عليه إلا أن يتأمل جيدا وبتجرد لله في كلام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وفي ويوميات هذا العدوان وما قد ارتكبه ولا زال يرتكبه من جرائم ومجازر وما يقوم به من نهب وسرقة لثرواتنا وحصار وتجويع لشعبنا، وما يطمع ويطمح إليه من الهيمنة علينا والتحكم بنا والتعامل معنا كعبيد أذلاء نخدم مشاريعه ومشاريع أسياده من الصهاينة والأمريكان وهذا ما لم يقبل به الشعب اليمني الحر هذا الشعب الذي وعي جيدا قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم:: مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُوماً فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ نَفْسِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ جَارِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَكُلُّ قَتِيلٍ فِي جَنْبِ الله فَهُوَ شَهِيدٌ).
وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: «فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: «قَاتِلْهُ» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: «فَأَنْتَ شَهِيدٌ»، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: «هُوَ فِي النَّارِ».
وأتى رجلٌ آخر إلى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، ما الجهاد في سبيل الله، فإن الرجل يجاهد ليغنم، ويجاهد ليذكر؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: ((من جاهد لتكون كلمة اللّه هي العليا فهو الجهاد في سبيل الله.
وسأل رَجُلٌ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله َسَلَّمَ عن الرَّجُل: يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
وللسيد القائد تعابير مهمة وكلام مفيد فيما يتعلق بمفهوم وفلسفة الشهادة وحقيقة الشهيد ويمكن أن نقتبس بعض العبارات والمفاهيم المهمة ونستفيد منها لنميز بين شهيد الحق وصريع الباطل الباغي المستحق للنار، حَيْــثُ لا يستحي البعض من تسمية المرتزِقة بالشُّهَـدَاء لا يخجل عندما يطلق صفة الشهادة على أناس قاتلوا تحت الراية والدعم الأمريكي والقيادة الخليجية المنغمسة في العمالة والتطبيع والمتاجرة بقضايا الأُمَّــة كقضية فلسطين بل وتسخر هذه الدول المحسوبة على الإسْلَام اقتصادها وثرواتها لتقوية أمريكا وتوسيع نفوذها وتنفيذ مخططاتها ويأتي الجهلاء ليطلقوا على من يقاتل مع السعوديّة أَو الإمارات شهداء وهم أعوان للظالمين وظهير للمجرمين وخدام لمشاريع المستكبرين فليس شهيدا من تسنده وتدعمه أمريكا ويقف في صفه النظام السعوديّ والنظام الإماراتي حتى لو كان مسلما مصليا ملتزما حافظا للقُــرْآن قائما به آناء الليل وأطراف النهار.
فالشهيدُ عند الله –كما يذكر السيد القائد- هو: الذي ارتقت روحُه إلى الله وهو في طريق الحق، في منهج الحق، في القضية العادلة بقدر القضية العادلة التي حملها الشهيد، والمنهج الذي حمله وجسد مبادئه وقيمه.
ويقول السيد القائد: الشهيد هو الذي يقف موقف الحق له شرعية الموقف وسلامة المقصد والنية ليس في موقع الظالم والمتجبر والمهتدي، هذا هو الشهيد نيته نية سليمة، موقفه موقف مشروع ومحق.