جامعة صنعاء تنظم فعالية جماهيرية بمناسبة الذكرى السنوية للشهيدَين البروفيسور أحمد شرف الدين والدكتور راجي حميد الدين
المسيرة: نوح جلاس
تواصلُ جامعةُ صنعاء إحْـيَـاء المناسبات الاحتفائية؛ وفاءً وتقديراً لمنتسبيها الذين بذلوا أرواحهم ودماءَهم في سبيل الله وفي سبيل بناء الدولة اليمنية الحرة الأبية كاملة السيادة، فبعد أسبوع من إقامة الفعالية الجماهيرية بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، نظّمت جامعة صنعاء، صباح أمس الثلاثاء فعاليةً جماهيريةً بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد اثنين من هاماتها الأكاديمية “الشهيد البروفيسور أحمد عبدالرحمن شرف الدين، والشهيد الدكتور راجي أحمد حميد الدين”.
وخلال الفعالية التي حضرها عددٌ من الشخصيات الأكاديمية والقبلية والسياسيّة وأسرتا الشهيدَين ومحبيهما وأقاربهما، وحشد غفير من المواطنين، رحّب رئيسُ جامعة صنعاء الأُستاذ الدكتور أحمد محمد هادي دغّار بالحاضرين، معبّراً عن اعتزاز جامعة صنعاء باحتضان هذه الفعالية التي تعتبرُ محطةً لاستلهام الدروس التي ورّثها الشهيدان.
وأكّـد الدكتور أحمد دغّار أن الشهيدَين وضعا بصماتٍ عريضةً في خدمة الوطن عامة وجامعة صنعاء خَاصَّـة، لما قدماه من معارف وعلوم ومؤلفات ثرية بالفكر النير، والذي درج عليها كثير من الأجيال التي تعلمت على أياديهما.
وأشار دغّار، إلى أن استشهادَ البروفيسور شرف الدين والدكتور حميد الدين، بقدر ما هو فخرٌ لجامعة صنعاء بتقديمها هذا العطاء فداءً للدين وفداءً للوطن، إلا أن رحيلهما مثّل خسارةً للصرح الأكاديمي خَاصَّـةً وللشعب اليمني عامة.
واختتم دغّار كلمتَه بالتأكيد على أن جامعة صنعاء ستظل متمسكةً بالمآثر التي خلّفها الشهيدان، لافتاً إلى المكانةِ العزيزة التي يحتلها الشهيدان في قلوب كُــلّ الأحرار عامة ومنتسبي جامعة صنعاء على وجه الخصوص.
بدوره، لفت الدكتورُ علي شرف الدين -نائبُ وزير التعليم العالي والبحث العلمي-، إلى المحطاتِ التي جمعته بالشهيدَين خارج البلد، مؤكّـداً أنهما بما يحملانه من فكر نيّر وثقافة أصيلة ومعرفة أكاديمية عالية، جعلتهما محطَّ استهداف الأنظمة السابقة التي مارست الضغوطَ بحقهما ومِن فوقها قوى الهيمنة والاستكبار، وذلك لمواقفهما المشرفة في مختلف القضايا السياسيّة أبرزها قضية صعدة سابقاً، وقضية العدوان على اليمن مؤخراً.
أسرتا الشهيدَين كان لها حضورٌ في منصة الفعالية للإضاءة ببعض الكلمات، حيث ألقى والدُ الشهيد الدكتور راجي حميد الدين” الأُستاذ الدكتور أحمد حميد الدين” كلمة أكّـد فيها ان مساعي قوى العدوان والاستكبار وأدواتها في الداخل، سعت بقتل الشهيدَين لإفراغ الوطن من مفكريه ومن عقوله النيّرة التي تعهّدت بتربية الأجيال على نهج لا يقبل الخضوع والركوع لقوى الهيمنة والطغيان، فيما ألقى الدكتور محمد محمد شرف الدين أحد أقارب الشهيد البروفيسور أحمد شرف الدين كلمةً، تطرق فيها إلى مدى الفجوة التي كادت تقع على الشريحة الأكاديمية لولا مواصلة الأحرار السيرَ في الطريق الذي شقه الشهيدان في مختلف العلوم والمعارف، لافتاً إلى أن مساعي قوى الطاغوت وأدواتها في اغتيال الشهيدَين زادت من قيمتهما في قلوب كُــلّ الأحرار، وشدّت أنظارَ الكثير ممن جاءوا ليقرأوا عن الشهيدَين ويقرأوا الخلفيات والأسباب التي جعلتهما محطَّ استهداف تلك القوى الغادرة والمتغطرسة والجبانة.
من جهته، ألقى الأُستاذ فيصل الهطفي -نائب مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة الحديدة- كلمةً، استعرض فيها مآثر الشهيدَين وكذا حجم الاستهداف الذي يتعرض له بلدنا لإفراغه من الأدمغة ومن المفكرين ومن الشخصيات والهامات الوطنية التي تحملُ على عاتقها مسؤوليةً بحجم أُمّة.
وتطرق الهطفي إلى الأثر الكبير الذي يتركه الشهداء بشكل عام في نفوس الأحرار، لافتاً إلى المسارات التي ينتهجُها تحالف العدوان وأدواته، وخياراته في تدمير اليمن أرضاً وإنساناً، مؤكّـداً أن الشعبَ اليمني سيظلُّ على العهد في السير على نهج الشهداء العظماء ومواصلة المشوار الذي فيه كرامة وعزة اليمنيين والذي قدّموا من أجله أرواحهم ودماءَهم رخيصةً.
وفي كلمة كلية الشريعة والقانون التي كان الشهيدان في وقت سابق قاداتها، أشار الدكتورُ عبدالرحمن الضحياني إلى الفضلِ الكبير للشهيدَين الراحلين في المضي بقافلة العلم والثقافة وتأهيل الآلاف من رجال القانون، فيما كان لضيف الشرف كلمةٌ ألقاها الشيخ ضيف الله رسّام -رئيس مجلس التلاحم القبلي-، دعا فيها كُــلّ الأحرار إلى مواصلة الصمود وتعزيز عوامل الثبات في مواجهة التحديات.
ولفت الشيخ رسام، إلى دور القبيلة في مواجهة المؤامرات على بلادنا، وكذا دور الشريحة الأكاديمية في تنمية الأجيال الرافضة للذل والخنوع، مثمّناً الدور الذي يقوم به الأكاديميون في سبيل الدفاع عن الدين والوطن، مختتماً كلمته بالإشارة إلى المكانة التي يحظى بها الشهيدان شرف الدين وحميد الدين وكل الشهداء العظماء في قلوب اليمنيين، بكل شرائحهم.
وفي ختام الفعالية اعتلت قيادة جامعة صنعاء والملتقى الأكاديمي وعدد من كبار الضيف منصة القاعة لتكريم أسرتَي الشهيدَين بدرع الوفاء.
تخلل الفعالية فقرةٌ إنشاديةٌ لفرقة شباب الصمود التي قدمت خلالها أوبريت خاص بالشهيدَين، فيما تم استعراضُ بعضٍ من مسيرة الشهيدَين النضالية الجهادية المشرّفة، في عرض “بروجوكتر” أعاد إلى الذاكرة أصواتَ الشهيدَين المليئة بالشموخ والكبرياء أمام جحافل الطغيان والاستكبار.