ملف العدد :ثورة 21 سبتمبر.. من مسيرة الإنذار إلى يوم الانتصار العظيم! ج1
صدى المسيرة :خاص
نشرت صحيفة صدى المسيرة في عددها الصادر أمس الاثنين ملفاً خاصا عن ثورة 21 سبتمبر بمناسبة الذكرى الأولى لانتصارها.
وموقع الصحيفة يعيد نشر الملف على أجزاء متتالية
الجزء الأول :إعداد:أحمد داوود
ثورة 21 سبتمبر.. من مسيرة الإنذار إلى يوم الانتصار العظيم!
قرارٌ جائرٌ للحكومة.. هكذا كان يتحدث غالبية الشعب عقبَ إجازة عيد الفطر المبارك في أوائل شهر أغسطس 2014، ولسانُ حالهم يقول: لماذا الجرعةُ؟ ولمَ الأزمات ونحن نتطلع إلى التغيير والتحسن إلى الأفضل؟!.
وعلى مدى ثلاثة أشهر متواصلة هي مايو ويونيو ويوليو من العام 2014 تعمّدت حكومة باسندوة إخفاء المشتقات النفطية عن المواطنين، ودخل الناس في معركة البحث عن دبة بنزين أو دبة ديزل؛ لتأتي بعد ذلك الكارثة الكبرى وهي الإعلان عن جرعة سعرية جديدة بدون تخطيط مسبق أو إجراءات اقتصادية لهذا القرار.
وسبق للسيد عبدالملك الحوثي أن حذر الحكومة من مغبة الإقدام على أي قرار كهذا، وقال في خطاب له في شهر رمضان المبارك بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام مخاطباً الجهات الرسمية: “أنصحكم لا تمعنوا في استرضاء حزب الإصلاح على حساب أبناء الشعب وأن لا تستمروا في ممارساتكم الظالمة لهذا الشعب العزيز.. شعبنا يزداد وعياً وشعبنا هو شعب أبي وحر وعزيز.. وإذا طفح الكيل من ممارساتكم الظالمة توقعوا من شعبنا الكثير الكثير.. لماذا تتجهون إلى أن تقدموا هديتكم (يقصد الجرعة) السيئة جداً لشعبنا العزيز في هذا الشهر الكريم بجرعة جديدة.. برفع للأسعار بالتضييق على الناس في معيشتهم سواءٌ أردتموها في آخر هذا الشهر الكريم قربانكم في العشر الأواخر إلى الله أو أردتموها هدية العيد.. لا يجوز يكفيكم أن تقرروا جرعةً للحد من فساد المفسدين الذين ينهبون الثروة العامة والمصالح العامة.. ويستأثرون بخيرات هذا الشعب وبالمليارات الهائلة من ثروات هذا الشعب المظلوم والبائس والمعاني. ونصيحتي كما قلت سابقاً لعقلاء حزب الإصلاح أن يتدارسوا مع دواعشهم تغييرَ سياسة حزبهم ليس من العيب أن يراجعَ الإنسان الخطأ لديه، المسار الذي يسلكه حزب الإصلاح في تبني العنف وإثارة الفوضى والفتن والحروب والأزمات والمشاكل والتهيئة للامتداد القاعدي التكفيري صنيعة المخابرات الأمريكية سياسة خاطئة ستزيد من عزلة هذا الحزب وتؤثر على شعبية هذا الحزب وعلى مستقبل هذا الحزب”.
لكن الحكومة واصلت تعنتها وقررت المضيَ في جلد الشعب بالجرعة الظالمة وجاء قرار الإعلان ثاني أيام عيد الفطر المبارك، حيث استغلت الحكومة هذه الإجازة لإقرار الجرعة، الأمر الذي أفسد على المواطنين فرحتهم بالعيد ودخلهم في صدمة كبيرة من هذا التصرف الأحمق.
وأطل السيد عبدالملك الحوثي مرة أخرى في خطاب شهير في السابع من شهر شوال الثاني من شهر أغسطس 2014 داعياً الشعب للخروج والتظاهر للتنديد بجرائم العدوان الصهيوني في قطاع غزة ولرفض قرار الجرعة.
وتطرق السيد في خطابه إلى الجرعة، حيث قال “هذه الجرعة تأتي في هذا السياق في هذا التوقيت في هذه المرحلة عامل من عوامل الاستهداف وليست أبداً في سياق إصلاحات اقتصادية، أين هي الإصلاحات الاقتصادية؟، لو كانت ضمن إصلاحات اقتصادية لنزلت ضمن منظومة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية”.
وأكد أن الحكومة لا يهمها الشعب ولا المواطنين قائلاً في سياق كلامه: “بئست الهدية في توقيت أيام العيد هدايا من هذا النوع تقدمها هذه السلطة الظالمة الجرعة هذه أيضاًَ بقدر ما هي استهداف ورغبة خارجية هي أيضاًَ إخفاق تمثل حالة من حالات الإخفاق السياسي والفشل السياسي أنا أقصد أنه سياق هذه الجرعة ليس فقط سياقا اقتصادياً يعني لم نكون نعيش وضعاً سياسياً إيجابياً وصالحاً ومستقراً، وبالتالي في ظل الوضع السياسي المستقر إنما عرضت لنا مشكلة اقتصادية”.
الخروج الكبير
واستجابةً لدعوة السيد عبدالملك الحوثي خرج الشعب اليمني يوم الاثنين في السادس من شهر أغسطس 2014 في مسيرة جماهيرية حاشدة تلبية لدعوة السيد عبدالملك الحوثي وذلك رفضاً لقرار حكومة باسندوة إقرار الجرعة وكذلك للتنديد بالجرائم الصهيونية في قطاع غزة، كما شهدت معظم محافظات الجمهورية زخماً جماهيرياً كبيراً، حيث رفع المشاركون في تلك المسيرات العديد من اللافتات كُتبت عليها عبارات منددة بالجرعة والاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة.
ويتوالى التصعيدُ الكبيرُ ضد قرار الجرعة من قبل العلماء والمواطنين والشخصيات السياسية والاجتماعية والذين كانوا يؤكدون أن معاناة الشعب اليمني ستتحول إلى بركان غضب يقتلع الفاسدين وأن جماهير الشعب بدأت في فتح اعتصامات سلمية استعداداً للخيارات القادمة، غير أن حكومة باسندوة كانت تغض الطرف حول كُلّ ما يدور في الشارع من امتعاض حول هذه القرارات التعسفية ليأتي السيد عبدالملك الحوثي بعد ذلك بخطاب تأريخي عشية الثالث عشر من شهر أغسطس داعياً كُلّ جماهير الشعب اليمني للخروج الكبير في ثورة شعبية ثانية بهدف إسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، معلقاً الأمل على كُلّ الأحرار والشرفاء داخل المؤسسة العسكرية والأمنية أن يكونوا جنباً إلى جنب مع شعبهم في مطالبه المشروعة والمحقة والعادلة وناصحاً الجهات المعنية أن تتعاطى بمسؤولية وبعقلانية وأن لا تتورط في جرائم وأيام دموية أمثال جمعة الكرامة، مطمأناً الجميع بأن المسيرات لا تهدف إلى احتلال صنعاء أو ابتلاعها فنحن شعب جمهوري أكثر من الفاسدين والعابثين، كما أعلن السيد عن خطوات تصعيدية ضاغطة ممهلاً الحكومة 5 أيام ما لم سيتم فتح مخيمات وساحات للاعتصام في محافظة صنعاء كما ستشهد أمانة العاصمة مسيرات مكثفة خلال هذه المهلة.
شارع المطار.. محطة ثانية للتصعيد
وأمام التحرك الشعبي الضاغط على الحكومة شكل هادي لجنة رئاسية نزلت إلى محافظة صعدة للتفاوض حول تهدئة الشارع، لكن اللجنة وبعد مرور أربعة أيام غادرة بطريقة مفاجئة ودون استكمال المفاوضات وقال ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام حينها: إن نقطة الخلاف الجوهرية مع اللجنة الحكومية أنها وصلت إلى صعدة وهي مجردة من أية صلاحيات حول القضايا الرئيسية وبالأخص قرار الجرعة السعرية وحتى دون أن تقدم مبادرات أو حلول وإنما طلبوا من أنصار الله الاستجابة لموقف الحكومة.
وعلى الرغم من أن الأحزابَ السياسية الكبرى في البلد آنذاك تقدم بعدة مبادرات لإخراج اليمن من أزمته القائمة إلا أن حزب الإصلاح فضل حشد جماهيرية والخروج بمسيرات كبيرة معلنين تأييدهم لقرار الجرعة ومطلقين هتافات طائفية ضد أنصار الله ومنددين بالتحرك الشعبي الكبير ضد قرار الجرعة وإسقاط الحكومة.
وفي لوحة شعبية فريدة عكسها اليمنيون مع انتهاء الخمسة الأيام للمهلة التي حددها السيد عبدالملك الحوثي أدى الآلاف من المواطنين صلاة الجمعة 22 أغسطس 2014 في شارع المطار حيث أم الحشود مفتي تعز العلامة سهل بن عقيل الشافعي وهي رسالة إلى السلطة بأن الشعب اليمني بكافة شرائحه ومكوناته يقفون خلف المطالب الثلاثة العادلة وأن لا تراجع عنها.
وفي هذه الأثناء بدأت القبائل اليمنية بالاعتصام سلمياً واستحداث ساحات ثورية لأول مرة على مداخل أمانة العاصمة معلنين استمرارهم في الساحات حتى تحقيق كافة مطالبهم، وعلى قارعة الطريق نصب الثوار خيامهم، حيث لم يقطعوا طريقاً ولم يمنعوا مسافراً من المرور.
ولغرض تخويف الثوار أقدم الطيران الحربي لنظام هادي يوم 20 أغسطس 2014 على التحليق في ساحات الاعتصام للقبائل على مداخل العاصمة في منطقة الصباحة وشارع الرسول الأعظم ومديرية همدان، حيث حلّق الطيران على علو منخفض عدة مرات.
وكان خروجُ الشعب في الساحات إيذاناً للدخول في معركة التحرر الوطني بكافة أبعادها ولوازمها وضغط على السلطة للتراجع عن قراراتها التعسفية لكن الحكومة واصلت التعنت مستعينة هذه المرة بالخارج وتحديداً مجلس الأمن الذي سارع عشية الجمعة 29 أغطس لإصدار بياناً دعا فيه أنصار الله لسحب قواتهم من عمران ونبذ ما سماه العنف ووقف جميع أعمال القتال ضد الحكومة وتفكيك نقاط التفتيش التي أقاموها في صنعاء وحولها وهو ما لاقى انتقادات واسعة من قبل الشعب ومن قبل أنصار الله حيث اعتبر المكتب السياسي لأنصار الله أن البيان غير بريء وهو محاولة لخلط الأوراق وتأزيم للوضع في اليمن.
وفي الجان الآخر كان الشعب يواصل ثورته، وبدأت القبائل اليمنية ترفد الساحات بالقوافل الشعبية وبالمواد الغذائية فيما استمر التوافد إلى هذه الساحات وإعلان مشايخ وضباط الانضمام إلى الثورة الجديدة.
وفي صورة جسدت مدى الوعي الشعبي والانخراط الكبير في هذه الثورة أدت الجماهير وللمرة الثانية صلاة الجمعة 29 أغسطس 2014 في شارع المطار فيما انطلقت صباح الاثنين 1 سبتمبر مسيرة جماهيرية حاشدة من ساحة التغيير بصنعاء للتأكيد على ضرورة تحقيق مطالب الشعب والتأييد الكامل لجميع الخطوات التصعيدية بوعي وتصميم وجد.
والتحقت النساء أيضاًَ بركب هذه الثورة حيث خرجت مسيرة نسائية حاشدة بصنعاء يوم الأَربعاء 27 أغسطس انطلقت من شارع المطار مروراً بعدد من شوارع أمانة العاصمة.
وتتوالى الأحداث، ليطل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مرة أخرى في خطاب متلفز مساء الأحد 31 أغسطس معلناً فيه عن بدء المرحلة الثالثة من التصعيد الثوري ومفنداً المزاعم والشائعات بشأن موقف أنصار الله من الجرعة السعرية وبخصوص بيان مجلس الأمن ومواقف الدول العشر ودول الجوار.
وأكد السيد في خطابه أن الشعب اليمني يواجه سياسة ظالمة قائمة على الظلم والإذلال والإفقار والتجويع ونهب ثرواته ومقدراته، مشيراً إلى أن سكان صنعاء الشرفاء رجالاً ونساء تحركوا في طليعة هذا التحرك وإلى جانبهم الشرفاء من سكان المناطق المحيطة بصنعاء.
الانزلاق نحو العنف
كثّف الثوار من تحركاتهم الضاغطة ضد الحكومة التي لا تسمع ولا ترى وبدأوا في نصب خيام أمام وزارات الكهرباء والمواصلات والداخلية والبريد المركزي رافعين الشارات الصفراء ومغلقين شارع المطار وسط تأكيدات من قبل ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام بأن الشعب اليمني سيرفع سقف مطالبه في حال تمادت السلطة في عدوانها وأن الأيام القادمة ستشهد فتحَ مخيمات اعتصام في مناطق حساسة ومزعجة للسلطة، كما شهدت العاصمة عصياناً مدنياً شل الحركة لأربع ساعات وتم إغلاق البنوك الرئيسة في شارع الزبيري.
وبدأت حكومة باسندوة عصر الأحد 7 سبتمبر بإرسال قوات مكافحة الشغب إلى مخيمات المعتصمين في خط المطار متقدمين بعدد من العربات وجرافة شيول، محاولين فض الاعتصام وإزالة الحواجز الأسمنتية، غير أن المعتصمين حاولوا منعَهم لتباشر هذه القوات بإطلاق النار صوب المتظاهرين وإلقاء القنابل الغازية، فيما قامت عربات مكافحة الشغب بفتح المياه الساخنة على المعتصمين في محاولة لتفريقهم وفض الاعتصام.
وسقط في هذه الحادثة أول شهيد في ثورة 21 سبتمبر وهو الثائر البطل جبريل يحيى محمد الغرباني من محافظة إب، كما أصيب 40 آخرون تم نقلهم إلى مستشفى المؤيد وبعضهم حالته خطيرة.
واتهم الثوار وزير الداخلية المحسوب على حزب الإصلاح اللواء عبده الترب بالتوجيه المباشر للاعتداء على المعتصمين، موضحين أن قوات الشغب كان يرافقها مليشيات إخوانية مسلحة يرتدي بعض أفرادها الزي الرسمي لقوات مكافحة الشغب وكانت تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين، والتقطت عدسات الكاميرا في ذلك اليوم صوراً لجنود تابعين لمليشيا الإصلاح وهم يهددون المتظاهرين بالذبح.
تواصلت القوافل الغذائية ورفد ساحات الاعتصام على مداخل العاصمة بالمواد الغذائية وغيرها، فيما واصل الشعب الخروج بمسيرات في عدد من محافظات الجمهورية تضامناً مع ثوار صنعاء وتأييداً للمطالب المشروعة، مؤكدين أن الجرائم لن تمر دون جزاء، فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص، فيما لاقى الاعتداءُ على المعتصمين تنديدات واستنكاراً سياسياً واسعاً.
ولم تمر سوى 3 أيام فقط من الاعتداء على المتظاهرين في خط المطار حتى خرج الشعب في مسيرة جماهيرية حاشدة صباح يوم الثلاثاء في 9 سبتمبر منطلقين من ساحة التغيير بصنعاء ومرددين هتافات مناهضة للحكومة ومستنكرة تعنتها وإقدامها على العنف، ولما وصلت المسيرة إلى ساحة رئاسة الوزراء حتى تم إطلاقُ الرصاص وكانت الحصيلة 75 مصاباً بطلق ناري و144 بالغازات السامة و50 مفقوداً و7 شهداء، وحمّل المتظاهرون الرئيس هادي المسؤولية الكاملة لما حدث مشيرين إلى أنهم خرجوا سلميين ينشدون الحرية والعدالة ويطالبون بتخفيض الأسعار لكن الحكومة قابلتهم بالرصاص الحي وبالغازات السامة.
سقوط الفرقة وانتصار الثورة
وعقب حادثة ساحة الوزراء توالت الأحداث وبشكل متسارع، حيث عم الغضب الساحات الثورية وأدّى الثوار للمرة الخامسة على التوالي صلاة الجمعة بشارع المطار مؤكدين مواصلة الثورة واستكمال الخطوات التصعيدية، وجدد المتظاهرون مطالبتهم للرئيس هادي آنذاك بسرعة تقديم مرتكبي مجزرة شارع المطار ومجزرة رئاسة الوزراء للمحاكمة والاقتصاص منهم.
وبدأ قواتُ علي محسن الأحمر مباشرةً بعد حادثة رئاسة الوزراء بالاعتداء على المواطنين وإطلاق القذائف العشوائية في صنعاء، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين، ما دفع اللجان الشعبية للتصدي لهذا الإجرام والدخول في مواجهة مسلحة مع قوات علي محسن وتمكنت اللجان من السيطرة على تبة التلفزيون مساء السبت 20 سبتمبر 2014 وَمواصلة السير قدماً باتجاه مقر الفرقة الأول مدرع والتي شهدت مواجهاتٍ يومَي السبت والأحد، ليتم الإعلانُ عصر الأحد 21 سبتمبر عن سيطرة اللجان الشعبية على الفرقة أولى مدرع، وخلال 24 ساعة شهدت صنعاء متغيرات كبيرة تمثلت في هروب الجنرال علي محسن وسقوط الفرقة وإعلان وزارة الدفاع تأييدَها للثورة، كما أعلنت وزارة الداخلية أن أنصار الله أصدقاء للشرطة وقدّم باسندوة استقالته من الحكومة، كما انضم عددٌ من جنود ومنتسبي الشرطة الجوية وجميع المطارات للثورة الشعبية.
ومساء الأحد 21 سبتمبر تم التوقيع على اتفاق سياسي يستجيب لمطالب الشعب الثلاثة، إسقاط الجرعة على مرحلتين وتشكيل حكومة شراكة وطنية مبنية على الكفاءة والنزاهة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأطل السيدُ عبدالملك الحوثي مساء الثلاثاء 23 سبتمبر في خطاب متلفز مخاطباً الشعب اليمني ومحتفلاً معه بانتصار الثورة ودخول اليمن مرحلة جديدة عنوانها الشراكة والأمن والعدالة وبناء الدولة.
ورسم السيد عبدالملك خطوطَ المستقبل وشكر الجهود الشعبية المتنوعة التي كانت من عوامل الصبر والصمود والانتصار وطمأن كُلّ المتخوفين من الاستئثار أو الإقصاء في المرحلة المقبلة، داعياً الجميعَ إلى التكاتف والتعاون خلال المرحلة الانتقالية.
وقال السيد في خطابه: إن ثورة 21 سبتمبر تنشد أحسن وأطيب العلاقات مع كُلّ الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها دول الجوار، كما حذّر من خطورة القاعدة والتي هي صنيعة استخباراتية للأجنبي وتعلب دوراً سلبياً في تدمير الشعوب العربية والإسلامية.
واحتفى الآلافُ من الثوار عصر الثلاثاء 23 سبتمبر في ميدان التحرير بصنعاء، كما تزينت العاصمة بالألعاب النارية وبذلت اللجانُ الشعبية دوراً كبيراً في تأمين المنشآت العامة والخاصة ومنازل المسؤولين وقيادات الأحزاب بعد أن تخلت الأجهزةُ الأمنيةُ عن واجبها وتكفلت بحماية البنوك ومحلات المواطنين من النهب والسرقة، وعبّر الكثير من المواطنين عن ارتياحهم الكبير لما حدث وللأمن الذي عاشته صنعاءُ بوجود اللجان الشعبية.