أسرى وحروب من نوع آخر .. بقلم/ سكينة حسن زيد
بالأمس أعلن السيدُ عبدالملك الحوثي عن مبادرة إنْسَانية لإطلاقِ الأسير السعوديّ المريض والذي تجاهل آل سعود نداءاتِه لهم واقترابَه من الموت بالرغم من محاولات أنصار الله علاجَه إلّا أن حالتَه متأخرة والحصار والإمكانيات الشحيحة جعلت الوضعَ أصعبَ وأصعب..
في المقابل، عرفنا هذا الأُسبُوع عن جريمة حدثت في سنحان.. “سميرة” اعتقلها ابن عمها بالتعاون والتآمر مع زوجها يعتقلها وهي حاملٌ ويربط قدمها بالأغلال وهي “حامل” وتلد ابنتها براءة وهي هكذا!
وتبقى مقيدة بهذه الحال لمدة “أربع سنوات”!!
بعلم الأهل والقرية!!
وتبقى الطفلة براءة عرضةً لتعذيب ابن عم والدتها حتى يرحمَها اللهُ بخروج روحها!!
تبلّغ أختُ براءة عن اختفاء أختها وَبعد أيام يُكشَفُ أن براءة مقتولةٌ ومدفونة وبمعاينة الجثة يتضح أن المجرمَ كان يطفئ في جسدها الغض السجائرَ وأصابع يديها مخلوعة!!
يعترف المجرمُ بقتله للطفلة وبأنه كان يعذّبُها، ويدخل الناس لفك الأغلال عن قدم الأم المظلومة، المرأة التي أعزها الله بالإنْسَانية والكرامة وَأعزها بإرثها عن أبيها وأملاك في صنعاء وسنحان، ولكن طمع وإجرام ابن عمها وعدم خوفه من أي عقاب أَو حساب وسكوت المجتمع والقرية على هذا الإجرام والانحراف كان سبباً لجعلها تعاني “أربع سنوات” في كُــلّ دقيقة وساعة ويوم.. أربع سنوات من الآلام والخوف عاشته هي وطفلتها لا يعلم بقدر هذه المعاناة إلّا الله جل جلاله!!
إن الفرقَ بين الخبرين: خبر إطلاق أسير سعوديّ حاربنا واعتدى علينا ولكنه صار ضعيفاً مريضاً وتحت رحمتنا ولكن لأنه لا دوافع ولا نوايا لدى السيد لإذلاله وتعذيبه فقد بادروا بإطلاقه واعادته لأهله..
وخبر أسر امرأة يمنية حرة عزيزة وإذلالها وقهرها من أهلها وذويها ليس لأيام ولا لشهور بل “أربع سنوات”! إن الفرق بين الخبرين يبرز كم الكثير منا بحاجة للتوعية والتثقيف عن التقوى والخوف من الله ومراعاة حقوق النساء من إرث وكرامة الحقوق التي كفلها الله، حقوق الإنْسَان وكرامته وواجب المجتمع في الحفاظ على هذه الكرامة والحقوق..
يبرز كم الكثير منا بحاجة للتوعية القانونية عن حدوده وحقوق غيره وعن العقوبات التي تترتب على تجاوزه لحدوده.
إننا نبدو في غاية التناقض وَفي وادٍ سحيقٍ من الجهل والسلبية واللامبالاة.
مؤلم وموحش ومرعب أن نتخيلَ كم تخفي الجدران من أنين المظلومين وقد لا نعرف عنهم أَو عنهن إلّا بالصدفة!
إن المؤمنَ الحقيقي لا يسكُتُ عن منكر يحدُثُ، بل يغيره بقدر استطاعته، إن الشرفاء لا يصمتون على باطل واضح، والأحرار يشعرون بالإهانة الشخصية حين يهان أي ضعيف في وجودهم..
من الأحرى بنا أن نتذكرَ دائماً قوله تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
صدق الله العظيم..