ملف العدد:المؤامرة الدولية والإقليمية على ثورة 21 سبتمبر ج3
صدى المسيرة : خاص
نشرت صحيفة صدى المسيرة في عددها الصادر أمس الاثنين ملفاً خاصا عن ثورة 21 سبتمبر بمناسبة الذكرى الأولى لانتصارها.
وموقع الصحيفة يعيد نشر الملف على أجزاء متتالية.
الجزء الثالث:إبراهيم السراجي
ملف العدد:المؤامرة الدولية والإقليمية على ثورة 21 سبتمبر ج3
تحلُّ اليومَ الذكرى الأولى لثورة 21 سبتمبر التي انتصرت للإرادةِ الشعبية وانتصرت لثورة 11 فبراير الشبابية، فأسقطت قوى النفوذ التي كانت على مدى عقود تمثلُ الهيمنة الإقليمية والدولية على القرار السياسي في الـيَـمَـن وتشرع انتهاك السيادة الوطنية.
ما حقّقته الثورةُ مثَّلَ صدمةً لدول الاستكبار، ولذلك لن يكون من المبالغة إذا قلنا: إن المؤامرة التي استهدفت الثورة منذ اندلاعها إلى نجاحها وإلى اليوم تعد أكبر مؤامرة تستهدف ثورة في العالم كله.
أمام الإرادةُ الشعبية والأهداف التي حددت للثورة وجذبت الجماهير إليها لم يكن لدى قوى النفوذ ما تدافع عنه، ولذلك في سابقة هي الأولى من نوعها التي يجري فيها الدفاع عن رفع أسعار المشتقات النفطية باعتبار أن الأفضلَ للمواطن أن يدفع أكثر مقابل الحصول عليها، في محاولة بائسة لمواجهة أحد أهداف الثورة في ذلك الوقت وهو “إسقاط الجرعة” وكانت سابقة أخرى والأولى من نوعها التي يجري فيها حشد الناس في مسيرة للدفاع عن قرار الجرعة كما فعلت قوى النفوذ في مواجهة الثورة وأهدافها.
ويخلص القول: إن ثورة 21 سبتمبر كانت إرادة تبناها الشعب في وجه قوىً تفتقر لأدوات المواجهة سواء على الصعيد السياسي أو على مستوى الشارع، إذ لم يكن بيد تلك القوى سوى أنها حاملة وواجهة للهيمنة الإقليمية والدولية ولذلك لم يكن غريباً أن كانت الثورة مصدر قلق معلن لتلك الدول.
- الثورة.. والقلق المشترك بين إسرائيل والسعودية
في العام 2011 وعندما شرعت الجامعةُ العربية بدعم سعودي قطري تدخل الناتو في ليبيا كان الإعلامُ يحاول أن يدافع عن ذلك التدخل باستخدام ورقة إسرائيل، ولذلك بثت قناة الجزيرة في أحد تقاريرها تزعم فيها أن الخطاب الإعلام الإسرائيلي يتناغم مع موقف القذافي. وهنا يبرز سؤال: ألم يتناغم الإعلام الإسرائيلي مع نظيريه القطري والسعودي في مواقفهم ضد 21 سبتمبر؟، ألم تعبر قناتا الجزيرة والعربية عن القلق السعودي والقطري من تحركات الشعب الـيَـمَـني في ذلك الحين وتناغمت مع الإعلام الإسرائيلي الذي اهتم بشكل غير مسبوق بالـيَـمَـن وكانت قنواته تستضيف العسكريين والمحللين الذين اعتبروا أن الثورة التي رفعت شعارَ العداء للصهيونية تمثل خطراً كبيراً على إسرائيل؟.
أكثر من ذلك وعلى أعلى المستويات تحرك القلق الإسرائيلي والسعودي في ذات الاتجاه من ثورة 21 سبتمبر التي كانت تسيرُ في طريقها بثبات، حيث خرج وزير دفاع الكيان الصهيوني في تصريحات إعلامية قال فيها: إن إسرائيل تشعر بالقلق مما يحدث بالـيَـمَـن وتعتبره خطراً عليها.
الإعلام الإسرائيلي اهتم بتصريحات وزير دفاع الكيان واستضاف المحللين الذين قالوا إن رفع الشعارات المعادية لإسرائيل في المسيرات الكبيرة تجعل من المنطقة أن تشعر الحكومة الصهيونية بالقلق وأن عليها أن تعمل مع المملكة السعودية لكبح جماح الثورة باعتبار ذلك مصلحة مشتركة.
- الثورة بين الانتصار والمؤامرة
في 21 سبتمبر انتصرت الثورة التي انفردت بكونها الثورة الوحيدة التي لم يسقط خلال المعارك فيها أي مدني، ففي ذلك الحين حين خاضت اللجان الشعبية معركتها الأخيرة مع عناصر القاعدة والفرقة التابعة لعلي محسن والإصلاح وانتهت بهروبه وعدم التعرض لأي مسلح منهم حال هروبهم بل تم تأمين الطريق لهم ووقتها لم يظهر أن صنعاء تحتضن ميدانَ معركة فكانت الحياة طبيعية.
كشف هروب اللواء علي محسن الأحمر حجم نفوذه، حيث مثل فراره سقوطاً مدوياً لقوى النفوذ الأخرى بما فيها حزب الإصلاح الذي اعتقد أن الأحمر كان كُلّ الحزب.
الانتصار الأخلاقي الأبرز للثورة كان بالذهاب في يوم الانتصار إلى منزل الفار هادي والتوقيع على اتفاقية السلم والشراكة وبموجبه أعلنت قوى الثورة عدم نيتها الاستحواذ على السلطة وإيمانها المطلق بالشراكة وبالفعل وقَّعت كُلّ الأطراف بما فيهم الإصلاح على الاتفاق الذي كان يُفترض تطبيقه على الواقع لضمان السلام والعدالة المتمثلة بالشراكة.
إنتصار الثورة الذي خالف توقعات الدول الإقليمية والغربية شكل لها صدمة كبيرة وأربكها فلم تكن السعودية أو أمريكا تتوقع سقوط الأحمر بهذه السهولة، ولذلك لم يجدوا ما يعبروا به عن ذلك وإبداء رد فعل، ولذلك اضطرت الدولة الراعية للمبادرة الخليجية لمباركة وتأييد اتفاق السلم والشراكة، واتضح أن ذلك لم يكن إلا اختيار الضرورة لحين تكتمل المؤامرة على هذه الثورة.
وتمثّلت الصدمة التي أصابت السعودية وأمريكا بشكل خاص في كونهما فقدوا النفوذ في الـيَـمَـن بسقوط القوى التي كانت تمثلهم، وعن ذلك عبر الكاتب العربي المعروف أنيس النقاش منسق شبكة الأمان للأبحاث الاستراتيجية بقوله في ذلك الحين: إن أحداث الـيَـمَـن الأخيرة قضت على الدور السعودي في المنطقة، ولذلك تعتبر النتيجة الحاصلة في الـيَـمَـن بحسب النقاش أهم وأكبر مما يجري من مفاوضات في جنيف على الملف الإقليمي حول سوريا.
ولفت النقّاش في ذلك الحين إلى ما أسماه التحول الإقليمي الكبير باستدارة تركيا نحو إيران توازيها “هزيمة قوية في الـيَـمَـن تلقي بظلالها على الدور الاستراتيجي للسعودية.
وأضاف أن ما حدث في الـيَـمَـن هو تحول استراتيجي في المنطقة، والدول عليها أن تعيد حساباتها، ولعل ما يجري في الـيَـمَـن هو أهم مما يجري في سوريا والعراق.
في اليوم التالي للثورة ألقى السيد عبدالملك خطاباً تأريخياً أعلن من خلالها مد الأيادي للجميع وعدم نية الثورة إقصاء أي طرف سياسي، معبراً عن حق الجميع في إدارة البلاد والمشاركة في السلطة.
لم تتلق القوى المرتبطة بالسعودية خطاب السيد عبدالملك الحوثي بحُسن نية، ولذلك دشنت مؤامرتها على الثورة رغم توقيعها على اتفاق السلم والشراكة، وتمثلت أولى الخطوات بسحب التواجد الأمني من العاصمة والمؤسسات التابعة للدولة بهدف خلق انفلات أمني رغم أن اللجان الشعبية لم تكن تعتزم اقتحام المؤسسات ولكن الانسحاب كان مخططاً من قبل وزير الداخلية في ذلك الحين التابع للإصلاح.
كانت قيادة الثورة منتبهة لوجود مؤامرة على الثورة ويظهر ذلك من خلال أن كُلّ خطوة كانت تقدم عليها القوى المرتبطة بالسعودية لإفشال الثورة كانت هناك خطوة أخرى تعالج وتفشل المؤامرة، ولذلك حين أمر الإصلاح عبر وزير داخليته في ذلك الحين بسحب القوات الأمنية من الشوارع والمؤسسات قابله تحرك للجان الشعبية التي ملأت ذلك الفراغ المتعمد.
الآلة الإعلامية المضادة للثورة اشتغلت بشكل واسع وحاولت ترويج اشاعات لإقلاق الناس عبر الحديث عن عمليات نهب للمنازل والشركات لكن التزام اللجان الشعبية بحماية المؤسسات والشركات والمنازل بما فيها مقرات الإصلاح كلها جعلت من تلك الشائعات مجرد محاولات لم تصمد أمام الحقيقة.
- اتفاق السلم والشراكة.. يكشف حقيقة الأذرع السعودية
في العام 2011 في ثورة الشباب كانت ساحات الثورة تمثّل كُلَّ المكونات الـيَـمَـنية، ولا فضل لطرف فيها دون غيره، ومع ذلك ذهب الإصلاح إلى الرياض ليوقّع على ما سمي المبادرة الخليجية بموجبها استحوذ على السلطة متخلياً عن اهداف الثورة وعن الشراكة مع المكونات الأخرى.
تلك الخطوة جعلت من اتفاق السلم والشراكة مفارقة فرغم انتصار الثورة وسقوط قوى النفوذ ووجود الفرصة للاستحواذ على السلطة غير أن قيادة الثورة بالتوقيع على اتفاق السلم والشراكة جسّدت على الواقع أخلاق الثورة والرغبة بالشراكة حتى مع القوى التي اعتبرت نفسَها مهزومةً بفعل الثورة وأبرزها حزب الإصلاح.
وفيما كان يشير المنطق أن القوى المنتصرة بالثورة هي التي قد تتلكأ في تنفيذ الاتفاق ولكن على العكس كانت القوى التي اعتبرت نفسَها مهزومة هي التي تنصلت وماطلت في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وكان تشكيل حكومة جديدة.
محاولة الانقلاب على اتفاق السلم والشراكة من قبل الأطراف الموالية للسعودية كانت واضحة رغم أن الاتفاق كان تأريخياً واستثنائياً بالنسبة للمنطقة العربية.
عن ذلك يقول الكاتب والسياسي الـيَـمَـني محمد المنصور في مقال نشرته الأخبار اللبنانية: إن قوى الثورة برغم انتصارها الحاسم على القوى المعيقة للحوار السياسي والانتقال السلمي للسلطة، فإنها لم تفرض شروط المنتصر على الخصوم، بل سارعت لتوقيع اتفاق «السلم والشراكة»، برعاية المبعوث الدولي إلى الـيَـمَـن، جمال بن عمر، الذي نص على الشراكة الوطنية، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتصحيح اﻻختلالات التي شابت اﻻجراءات التنفيذية، ولا سيما في موضوع الدستور والأقاليم. ونص «السلم والشراكة على دمج «أنصار الله» في أجهزة الدولة وقيام الدولة بالتصدي للحرب على لجماعات الإجرام. حينها، قبل هادي وبعض القوى المعرقلة الاتفاق على مضض، واعترفت به الدول العشر الراعية لما سمي المبادرة الخليجية.
وتكمن أهمية اتفاق «السلم والشراكة» في أنه عمل على تحويل مرجعية الحوار الوطني والعملية السياسية من المبادرة الخليجية وما استتبعها من وصاية إقليمية سعودية بريطانية أميركية، إلى مرجعية يمنية وطنية للمرة اﻷولى منذ عقود من الزمن.
وبالعودة لموضوع تشكيل الحكومة كانت الصيغة الأولى لها أن تشكّل من جميع القوى السياسية الـيَـمَـنية ويومها أعلن السيد عبد الملك الحوثي تنازُلَ مكون أنصار الله عن حصته في الحكومة لصالح الحراك الجنوبي، في خطوة تعبر عن حسن النية والرغبة في حل القضية الجنوبية.
ورغم أن القوى الأخرى ومنها حزب الإصلاح حصلت على حقائب وزارية تزيد باثنتين عما حصل عليه أنصار الله بالاتفاق إلا أن هذه الصيغة فشلت بتعنُّت القوى المعادية للثورة، وهو ما اعتبره المراقبون “دلال زائد عن الحد”.
غير أنه منذ اللحظة اﻷولى لتوقيع اﻻتفاق، وما تلاه بدأ هادي والقوى في التلكؤ من تنفيذ بنوده والخضوع للاملاءات السعودية والأميركية، محاوﻻً مع شركائه عرقلة الحوار السياسي الذي رعاه بن عمر للتأسيس لشراكة سياسية جديدة ومرحلة انتقالية جديدة. كان سيكون هادي فيها رئيساً توافقياً بصلاحيات محددة وليس كما كان حاكماً مطلقاً، وهذه المرة بوجود قوى «ثورة 21 سبتمبر» بقيادة حركة «أنصار الله» في مؤسسات الدولة لمحاربة الفساد وملء الفراغ في المحافظات التي أُريد لها أن تسقط في أيدي «القاعدة»، وبوجودهم في الشارع للتعبير عن هموم الجماهير وتطلعاتها الوطنية والقومية، وعلى جبهات محاربة التنظيمات الإجرامية.
فشل الصيغة الأولى للحكومة أدّى لمناقشات وحوارات بين المكونات بموجبها فوّضت الرئيس في حينه بتشكيل الحكومة من غير الأحزاب وتعيين مستشارين له من جميع المكونات وكان رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد أحدهم، وبموجب ذلك التفويض يلتزم الرئيس بموافقة المستشارين عند تعيين الحكومة.
تجلت المؤامرة أكثر عندما فوجئت مكونات الثورة بخروج هادي من اجتماع مع السفير الأمريكي على الفور ليعلن قراراً بتعيين مدير مكتبه في حينه أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة والذي ظهر فيما بعد أنه رجل أمريكا الجديد في الـيَـمَـن.
رفضت قوى الثورة وبمقدمتها أنصار الله هذا القرار وعبّرت عن هذا الرفض سلمياً عندما دعا السيد عبدالملك في خطابه إلى الخروج في مظاهرة رفضاً للقرار المخالف لاتفاق السلم والشراكة ولم يتراجع هادي عن قراره الأمريكي بامتياز إلا بعد سقوط أكثر من 50 شهيداً استهدفهم انتحاري تم تسهيل دخوله للعاصمة بمؤامرة أخرى وفجر نفسه في التحرير حيث كان يتجمع المتظاهرون ليعبروا عن رفضهم لتعيين بن مبارك.
- إستقالة الرئيس والحكومة بداية اكتمال المؤامرة
لم تكن ملامح المؤامرة ضد الثورة قد اتضحت ولكن مرور الوقت جعل قراءة الأحداث التي سبقت العدوان تكشف بوضوح أن هناك مؤامرة أمريكية سعودية على الثورة يجري تنفيذها على قدم وساق.
في 21 يناير من العام الحالي وفي خطوة مفاجئة قدم هادي وبحاح استقالتهما من رئاسة الجمهورية والحكومة وكانت خطوة تهدف لأحداث فراغ دستوري لم يحدث من قبل بمحاولة جديدة لإفشال الثورة بإيعاز أمريكي سعودي.
ظنت الولايات المتحدة والنظام السعودي أن تلك الخطوة ستكبح جماح الثورة وستعطي أتباعهما ما يريدون على حساب قوى الثورة غير أن رد السيد عبدالملك الحوثي في خطابه عقب الاستقالات أبدى نباهةً لتلك المؤامرة ولم يظهر ضعفاً وعلّق في خطابه على ذلك بالقول “رب ضارة نافعة” واتضح أن قيادة الثورة لم تقبل أن يتم ابتزازُها إلى هذا الحد.
- إيقاف بن مبارك وانكشاف مشروع التفتيت
كانت تحركات مدير مكتب هادي في ذلك الحين أحمد عوض بن مبارك مشبوهةً بعد انكشاف ارتباطه بأمريكا وكانت خطوة إيقافه من قبل اللجان الشعبية خطوة موفقة كشفت كثيراً من خيوط المؤامرة.
ضبطت اللجان الشعبية تسجيلات كانت في حوزة بن مبارك لمكالمات جرت بينه وبينه هادي وأظهرت أنهما تكفلا بالمشروع الأمريكي لتفتيت الـيَـمَـن وسعيهما لإقرار مشروع الأقاليم تنفيذا للإرادة الأمريكية كما ورد في بعض تلك المكالمات وتلك الإرادة تمثلت بتجاوز مكونات الحوار الوطني وإقرار الأقاليم باعتبارها أمراً واقعاً.
ومثالاً على ذلك نعرض نصاً لإحدى المكالمات التي دارت بين هادي ومدير مكتبه:
هادي: أنا أهم حاجه عندما تخرج وثيقة الحوار ويذيعون به كلهم والله بيرجعوا زي الدجاج وبعديين بتحصل يعني تأييد من مجلس الأمن، مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوربي جميعاً.
بن مبارك: عشان كذا موضوع عدد الأقاليم أنه يتثبت في الوثيقة مهم لأنه مجلس الأمن بايؤيد نتيجة مخرجات الحوار، ولو اجلنا أي حاجة مابتكنش موجودة في مؤتمر الحوار.
هادي: أي شي يتأخر يعني ما يخرجشي الآن بعدين باتندم عليه.
إذن فقد ظهر واضحاً أن هادي ومدير مكتبه كانا ينفذا مشروعاً خارجياً ويتظاهران شكلياً بالالتزام بمخرجات الحوار الوطني.
- موفمبيك.. مماطلة بانتظار “عدوان دبّر بليل”
فشلت مؤامرة الاستقالة التي قدمها هادي وبحاح في ابتزاز الثورة بل إنها تحولت إلى صدمة جديدة خاصة للسعودية وأمريكا ويبدو أنها كانت بداية التخطيط للعدوان.
وظهر أنه وفيما تعد السعودية لعدوانها أوعزت للقوى التابعة لها وفي مقدمتها الإصلاح للدخول في حوار استمر شهرَين في موفمبيك وتظاهرت فيها القوى التابعة للسعودية أنها قبلت بالحوار على مرحلة ما بعد هادي والتوصل لاتفاق يفضي إلى سد الفراغ الدستوري وكان تشكيل مجلس رئاسي أحد تلك الحلول.
الوثائق التي وُجدت في حوزة قيادات الإصلاح مؤخراً وتضمنت مخططاً كاملاً لإسقاط صنعاء في ساعة الصفر كما أطلقوا عليها بالتزامن مع الذكرى الأولى للثورة كشفت أن السعودية أمرت الإصلاح بالمماطلة في الحوار حتى ينضج مشروع العدوان والبدء فيه.
وفعلاً كان الإصلاحُ يقبل بما يتم التوصل إليه من اتفاقات وفي اللحظات الأخيرة يصدر بياناتٍ تنقلب على كُلّ ما اتفق عليه وظل على هذا الحال إلى يوم السادس والعشرين من مارس الماضي عندما شن النظام السعودي عدوانه على الـيَـمَـن لتبدأ مرحلة جديدة من المؤامرة على الثورة لم تنجح حتى اليوم في مراميها.
- الثورة في صنعاء والقلق في تل أبيب
لمعرفة حجْم القلق الإسرائيلي الذي عبّر عنه الكيان المحتل بواسطة أكبر مسؤوليه ومحلليه بل إنه كان السبب الأبرز الذي دعا النظام السعودي لشن عدوانه على الـيَـمَـن.
– ألقى نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي خطابا أمام الكونجرس الأمريكي في مارس الماضي أي قبل العدوان بقرابة عشرين يوماً وقال: إن أنصار الله في الـيَـمَـن يشكّلون خطراً وجودياً على إسرائيل.
– عوديد غرانوت محلل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلي قال: إن ما يحدث بالـيَـمَـن أمرٌ جوهري بالنسبة لإسرائيل ويشكل خطراً عليها.
– تسفيكا يحزكالي المحلل السياسي الإسرائيلي قال بأنه يوجد اهتمام إسرائيلي كبير حول ما يحصل بالـيَـمَـن وأن التغيرات التي تحدُثُ هناك سيسمح للسلاح بالوصول إلى حماس في غزة.
– أيهود يعري سياسي إسرائيلي قال في إحدى القنوات التلفزيونية: إن ما يهم هو أن من سارع لتهنئة حزب الله على عمليته ضد إسرائيل ليس حماس وإنما أنصار الله بالـيَـمَـن.
اقرأ أيضا:
ملف العدد :ثورة 21 سبتمبر.. من مسيرة الإنذار إلى يوم الانتصار العظيم! ج1
ملف العدد:قراءة في الأبعاد المدنية والأخلاقية لثورة 21 سبتمبر المجيدة ج2