بين الفكر الإسلامي الأصيل والفكر الوهّابي الدخيل .. بقلم/ محمد أمين عزالدين الحميري
الحديثُ عن الفكر الوهّابي ومخاطرِه طيلةَ عقود من الزمن وبيان إلى أين يتجه اليوم، وخاصةً في أرض الحرمَين والدعوة للتصحيح والوعي واليقظة، لا يلزمُ منه استهدافُ جماعة أو توجُّهٍ معينٍ في الساحة اليمنية، كما لمستُ ذلك من كثير من الإخوة في الإطار السلفي -الذي ننتمي إليه كما هم- هو استهدافٌ للانحراف الفكري والسلوكي الذي يتصادمُ مع الإسْلَام الصافي النقي الذي جاء به نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وهذا العملُ نتقرَّبُ به إلى الله ومن أعظم الطاعات المنسية شريطةَ أن يكونَ كُلُّ جهدٍ في هذا السياق عن وعي وبصيرة وموضوعية وبإخلاص وصدقٍ، نسألُه التوفيق لذلك.
بمعنى أدق:
نحن معنيون اليومَ في اليمن وأكثرَ من أي وقت مضى داخل التيار السلفي بشكل أخص -وبمختلف فصائله – بفَكِّ الارتباط بين هذا الفكر القائم على التطرُّف والغلو والاستعداء للمخالف والقطيعة بينه وبين الأُمَّــة وما تتطلع له من نهوض، وما إلى ذلك من مرتكزات تدميرية، وبين الفكر الإسْلَامي الأصيل القائم على أساسِ الحرية والعدل وكُلِّ القيم والمُثُلِ العليا التي تعززُ في المسلم روحَ الانتماء للإسْلَام وتوطيد أواصر الأخوّة بين المسلمين، ومعرفة مَن يوالي المسلم ومن يعادي كقضية جوهرية..
الصحوةُ الإسْلَامية بمختلف مدارسها وليس في بلادنا فحسب عانت كثيراً من هذا الفكر الدخيل الذي تقفُ وراءه سياساتٌ عالمية مشبوهة تتجلى يوماً بعد آخر، وبما أن الأقنعة اليوم تتساقَطُ والحقائق المغيّبة تتكشفُ وعلى أيدي الوهّابية أنفسهم، فلا أقل من العودة الراشدة والواعية لديننا، وأقرب نقطة جامعة للإصلاح والنهوض حتى لا نتيه وندخل في شِقاقٍ ونزاع مرة أخرى هي القُـــرْآن الكريم، وأقربُ نموذج عمل بالقُـــرْآن وغيّر مجرى الحياة نحو الخير هو نبينا محمدٌ صلى الله عليه واله وسلم، وعليه فليكُنِ الاتباعُ له أسلمَ والاقتداءُ بهديه أوعى وأصدق..
وفي الأخير لكُلٍّ مذهبُه ورأيُه وفق ضوابطَ مدروسة، ومن مسؤولية الدولة الحفاظُ على التنوع الإيجابي ورعايته ليكون التعايُش بين فئات المجتمع بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية وحتماً سيحصل التعاونُ والتكامل لما فيه الصالح العام، هذا ما نتكلم عنه ونطمح إليه عند الحديث عن هذا الموضوع الذي يراه البعض حساسا ولا بد من غض الطرف والانشغال بأمور أخرى، بينما في حقيقة الأمر، فالبيانُ وإبرازُ الحقيقة للأُمَّــة والدور الذي ينبغي هو الأنسبُ لو كانوا يعلمون (شرعاً وعقلا)..!