المخدّرون .. بقلم/ عبدالباسط سران
لا توصيف يناسبُ الحالة الجنوبية الجنونية سوى كونها ترجمان بالصورة والصوت للكيفية التي يكونُ عليها الحالُ حين يُسلَبُ ذوو العقول عقولَهم، في كُلّ يوم يسَاق عشرات الشباب من أبناء الجنوب إلى مذابح الساحل الغربي كالنعاج علَى عربات المحتلّ السعوديّ والإمَارَاتي؛ ليعادوا جثثاً وأشلاءً ومصابين، في كُلّ يوم تمتلئ مستشفيات عدن بالذبائح المسترخصة التي لا يزيد سعرُ كُلّ رأس منها عن ألف ريال سعوديّ، وفي كُلّ يوم يتم البيع والشراء في سوق الرق المفتوح، ما هي القضية التي يبادون من أجلها؟ وما هو الثمن أَو العائد من وراء هذا الحقد علَى أنفسهم وعلَى إخوانهم في الشمال هل مُجَرّد ألف ريال سعوديّ يستطيعُ أن يعملَ في عقول الآباء والأمهات والعقلاء والمجانين كُلّ هذا التخدير؟؟
اليوم نحن علَى أبواب العام الخامس وأبناء جلدتنا من المحافظات الجنوبية قتلى بالمجان في عسير وجيزان ونجران وصرواح ونهم وتعز والساحل الغربي قتلى وجرحى ومفقودين، وهم كانوا كذلك في حروب صعدة الستة، في المقدمة ضحايا رخيصة للسلطة الظالمة آنذاك.
وعليه نقول (طنجرة وجدت غطاها، طارق عفاش وهيثم قاسم طاهر وأخوه جوّاس غير الشقيق أعداء الأمس إخوان اليوم، والطباخ سعوديّ إمَارَاتي واللحم جنوبي جنوبي، والبهارات بنظر الإعلام الخليجي وتجار الكلمة والتأريخ والمستهلك الضباع والكلاب الضالة، والمستفيد ليس مجهولاً، جنوبيون التحرير الحديدة والدفاع عن جيزان ونجران وعسير والجنوب محتلّ، ليست لغزاً ولا أُحجية بل استعباد لليهود والأمريكان في كُلّ زمان ومكان.