ماذا بعد إحياء الذكرى السنوية للشهيد؟ بقلم/ إبراهيم أحمد غالب
لقد أحيا الشعبُ اليمني ذكرى الشهداء العظماء وبكل اعتزاز وفخر بشهدائهم الذين كانوا على أرقى وأعلى درجات الإحسان حيث بذلوا أرواحَهم وأنفسَهم التي هي أغلى ما يملكونه، فضحوا بأنفسهم من أجل أن يعيشَ مَن خلفهم في أمن واستقرار وعزة وكرامة وحرية واستقلال وسيادة.
فالشهداءُ قبل أن يستشهدوا وعندما رأوا مجازرَ العدوان والجرائم التي يرتكبها العدوان الذي تقودُه أمريكا وإسرائيل، عندما رأى الشهداءُ تلك الطفلة المقتولة ظلماً!! وتلك العجوز الملهوفة حزناً!! وتلك الدماء بحق الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال التي تسفك جرما وبغيا وعدوانا!!، عندما رأى الشهداء ذَلك!! تحملوا مسؤوليتهم واستجابوا لله فكانوا كما قال الله عنهم: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ).
فالشهداءُ هم من أصابهم بغيُ البغاة واعتداءُ المعتدين واستكبارُ المستكبرين فأبوا الذلَّ والخنوعَ والهوان وانتصروا لأنفسهم بالشهادة في سبيل الله والتي هي انتصارٌ شخصي للشهيد، كما أنهم انتصروا لقضية الأُمّةِ ولمبادئها وقيمها ومظلوميتها التي تتعرض لها وبالأخص شعبنا اليمني.
وما صمودُنا لليوم أمام قوى الاستكبار العالمي بأقوى ترسانة عسكريّة مسلحة إلا ثمرةٌ من ثمار تضحيات الشهداء العظماء، وما الخزيُ والعار الذي لحق بالمرتزِقة والعملاء والخوَنة وما إكشاف الوجه الحقيقي للعدوّ الأول للإسلام من أمريكا والكيان الصهيوني وَأَيْضاً كشف وفضح الوجه القبيح للنظام السعوديّ والإماراتي المتلبسين بثوب الدين إلا ثمرة من ثمار تضحيات الشهداء، وما الصواريخ البالستية والطيران المسيّر إلا ثمرةٌ من ثمار تضحيات الشهداء.
ولذَلك فالذكرى السنوية للشهيد هي كمحطة سنوية نجدّد فيها الولاء والوفاء لشهدائنا ونعاهدهم أننا في طريقهم ومنهجهم ماضون وأننا متمسّكون بالقضية والمشروع والمبادئ والقيم والمظلومية التي ضحّى الشهداءُ من أجلها وأن نكمل المشوار حتى تحقيق النصر والعزة والكرامة والغلبة لهذه الأمة.
ولا رهانَ على مفاوضات واتّفاقيات استوكهولم فالأمم المتحدة لم تحقّق أي شرط من شروط المفاوضات العقيمة التي لم تدفع عدواناً ولن تجلب خَيراً.
فما بعد الذكرى السنوية للشهيد إلا أن نحملَ المشروعَ والقضية والمظلومية والمبادئ والقيم التي حملها الشهداء.
وما بعد الذكرى السنوية للشهيد إلا أن نزدادَ عزماً وثباتاً وصموداً في مواجهة الغزاة والمحتلّين ونزداد قُــوَّة وتطوراً في صواريخنا البالستية وفي طيراننا المسيّر ونزداد إصراراً وتطلعاً إلى حمل راية النصر والتمكين، مستعينين في ذَلك بالله فلا رهانَ إلا على الله ولا نصرَ إلا من عند الله (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ).
(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا، إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).