غربان الفيس بوك والأقلامُ المشبوهة .. بقلم/ يحيى المحطوري
يزيّفون على الناس ويضلّلونهم بحُجَّةِ الحرص على مواجهة العدوان وعدم تقديم التنازلات وفضح ومكافحة الفساد، وهم يريدون التفريقَ والتشكيكَ والإرجافَ فقط، تماماً كأسلافهم الذين حاولوا تمريرَ نفاقهم بعمل مقدَّسٍ وهو بناءُ مسجد، وانطلقوا للتفريق بين المؤمنين وهم يحلفون أنهم لم يريدوا إلا الإحسانَ، فقال الله عنهم: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ)، وقال تعالى: (وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى، وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).
أمّا الأقلامُ المشبوهة التي ترفعُ رايةَ حرية التعبير عن الرأي فأقول لها: حريةُ التعبير لا تعني حريةَ النفاق والإرجاف والتخوين وإذاعة الأخبار الكاذبة؛ بهدفِ التشهير والابتزاز.
لا حَقَّ لأحد أن يفتِّشَ عن دوافعِك الدفينة في أعماقك لما تكتبُه وتنشطُ فيه وتتحدث عنه، لكن من البديهي أن نحكُمَ على كُلّ كلمةٍ تقولُها، هل تخدم فيها العدوّ أم لا؟.. حتى وإن كانت نيتُك صادقةً ودوافعك بريئة..
أما إذَا اجتمعت القرائنُ على أن نشاطَك موجَّهٌ من جهات معادية.. فالخطأ هو تأخيرُ عقابِك والسماحُ لك باللعب على ما يحلو لك.