مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظ تعز في حوار مع صحيفة المسيرة:
تحالف العدوان لا يملك تأريخاً حضارياً ولذلك جاء لقصف حضارتنا والمعالم الدينية
العدوّ السعوديّ يرمّم حصون وقلاع اليهود ويأتي لتدمير المساجد والأضرحة والمقامات الدينية في بلادنا
الهدف من استهداف المعالم الدينية هو عزل المجتمع عن هُويته الأصيلة
يسعى العدوان لعزلنا عن هويتنا والسير بنا نحو الانخراط في موالاة اليهود والنصارى
تدمير المعالم الدينية.. استهداف الوعي والهُوِيّة
في ظل استمرار العدوان والحصار على بلادنا يعمل تحالفُ الشر والطغيان وأدواته الإجرامية على استهداف حضارتنا اليمانية الدينية القويمة؛ بهدفِ مسخ الهُوِيّة الإيمانية الأصيلة.
ولأن المعركة هي معركة وعي بالدرجة الأولى، أسرف تحالف العدوان في استهداف الأضرحة والمساجد والمقامات الدينية للأولياء الصالحين لعزل المجتمع عن الأعلام الذين يرتبط بهم المجتمع، كخطواتٍ متسارَعةٍ نحو ضمَّ اليمانيين في قائمة الشعوب بلا هُوِيّة والتابعة لليهود والنصارى.
وتعتبر محافظة تعز بما تحويه من حاضنة اجتماعية دينية وإرث ديني زاخر من المحافظات التي تعرضت آثارها الدينية للقصف المباشر بالطيران الأمريكي السعوديّ، والتدمير والتفجير عبر مرتزِقة العدوان من الجماعات الإجرامية.
وفي هذا السياق سلّط مديرُ عام مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة تعز الأُستاذ محمد ناجي الأهدل على الأسباب والخلفيات التي دفعت تحالف العدوان لاستهداف إرث تعز الديني.
وسرد الأهدل في حواره لصحيفة المسيرة بعض الإحصائيات المتعلقة بحجم الدمار والأضرار التي تعرضت لها الآثار الدينية في المحافظة نستعرضها في الحوار التالي:
حاوره: جميل المقرمي
– حدثنا عن الأوقاف والإرشاد في تعز.. وما هو دور الأوقاف والإرشاد في هذه الظروف؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله.
مرافِقُ الأوقاف والإرشاد استهدفها العدوان واستهدف مرافق الدولة والبنية التحتية وكل شيء جميل في اليمن، ودور مكتب الإرشاد في المواجهة لا بُدَّ أن يتصدر؛ كونه يحملُ رسالةَ المنبر ورسالة الأنبياء ورسالة إرشاد الأُمَّـة وتوعية الناس.
والمعركة ليست معركة عسكريّة فقط، وإنما معركة وعي أكبر من المعركة العسكريّة؛ لأَنَّ العدوان جاء للقضاء على هُوِيّتنا واستبدالها بهُوِيّة الأجانب.
فمعركتنا مهمة وكبيرة في كيفية صد زحوفات التضليل الإعلامي والفكري والديني من على المنابر في المجالس في الندوات في الفعاليات في كُــلّ اجتماع في كُــلّ مقيل.
ويجب على مكتب الأوقاف أن يتحمل مسؤولية كبيرة وهو جهاد في سبيل الله لا تقل أهميّة الخطيب والمرشد عن ذلك المجاهد في المعركة؛ كون هم جميعاً يصدون زحوفات، ويجبُ على الموعظ أن يستشعرَ مسؤولية المؤمن الصادق المتحمل للمسؤولية.
ونحن في مكتب الأوقاف والإرشاد بتعز منذ تولينا عملنا على الاهتمام بجانب الإرشاد وجانب المنبر والخطيب والمسجد وأولينا اهتماماتٍ كبيرةً بها والاعتناء بالخطباء والمرشدين وبالمساجد.
– تعز تحمل إرثاً كبيراً وقديماً ويتواجد فيها العديد من الآثار الدينية.. تعرضت القباب والمساجد للتدمير.. هل ممكن تعطينا أرقاماً لحجم الدمار الذي تعرضت له.. ولماْذا سعى العدوان لاستهدافها؟
المساجد والأضرحة في تعز كثيرة لأئمة الصوفية؛ كون تعز طابعها صوفي عتيق، ففيها الأضرحة لأولياء الله الصالحين وغالباً ما يوجد مسجد بحوار الضريح.
ولكون هذه الأضرحة تمثل هُوِيّة مجتمع تعز، وارتباطهم بالأئمة والأولياء الصالحين هو ما جعل السكينة عامرةً في ديارهم منذ أمد بعيد.
والعدوّ يعتبر هذا الشيء جزءاً من هُوِيّة اليمن وهُوِيّة تعز؛ ولذلك عمد على استهداف هذه الآثار الدينية من المساجد والأضرحة بعضُها عبر الصواريخ والطيران وبعضها عبر التفجير عبر أدواته الإجرامية وبعضها بالنبش.
ولدينا إحصائية لعدد 58 مسجداً وضريحاً في محافظة تعز تم قصفه ونبشه وهدمه.
مدير أوقاف تعز يسرد حجم الأضرار للمساجد والأضرحة الأثرية والمقامات الدينية التي تعرضت لقصف طيران العدوان وهدم وتدمير مرتزِقته من الجماعات الإجرامية في المحافظة
مديرية المظفر
– مقام الشيخ إبراهيم بن عقيل آل باعلوي وهو كان مفتي تعز وولياً من أولياء الله الصالحين هدموه في 2016، وكان في حبيل سلمان عند جامعة تعز.
– قبور آل المتوكل تم نبشها في 25 / 9 / 2016م، ما يدل على حقد دفين
– هدم جميع الأضرحة في قبة المتوكل في 22 / 5 / 2016
– تفجير ونبش قبر الشيخ عبدالهادي السودي في 29 / 11 / 2015
– جامع عثمان تدمير كلي 15 / 8 / 2016
– تحطيم وهدم ضريح الشيخ عمر بن مدافع الخولاني في 25 / 11/ 2015
مديرية صبر الموادم
– مقام نبي الله شعيب تم قصفه من قبل طيران العدوان في أغسطس 2015
وهذا استهداف لهُوِيّة وتأريخ اليمن؛ لأَنَّ آباء السعوديّين والإماراتيين والخليجيين لم يهتموا ولم يملكوا تأريخاً أَو هُوِيّة؛ ولذا عمدوا على استهداف هُوِيّتنا ويريدون أن يجعلونا تابعين بلا هُوِيّة.
– هدم وقصف وتدمير مسجد دار النصر ومسجد جمال الدين الجنيد ومسجد الشيخ سلمان في 2016
– هدم ضريح الشيخ مسعود الرميمة في 2015
– نبش قبر السيد العلامة عبدالله الرميمة في 2 12 2015
– تفجير ضريح العارف بالله علي بن أحمد الرميمة في 13/ 3 / 2017
مديرية المخاء
– مسجد ومقام الشيخ عمر الشاذلي تم تفجيره في 12 / 2/ 2017
– تفجير مقام الإمام حاتم الأهدل 21 / 2/ 2017
– تفجير ضريح الشيخ إبراهيم إبراهيم السجاد في 2017
– تدمير مسجد المخاء
– تدمير مسجد المدينة
– تضرر مسجد الزهيرة
– تضرر مسجد الخضيرة
– قصف ثلاث مرات بالطيران مسجد مفرق المخاء في 2017
– مسجد الزاهري، استُهدف مرتين وتم تدميره
– مسجد الهاملي تدمير
– مسجد قرية المشرقة، قصف وهدم وتفجير من الأدوات الإجرامية
– قصف بالصواريخ مسجد الفليحة
– قصف مسجد يختل
مديرية جبل الحبشي
– تفجير مقام الشيخ عبدالصمد الهاشمي 2016
– قصف بالطيران مقام الشيخ حسان ين سنان 2017
– هدم وتفجير ضريح الشيخ سعيد الأنصاري 2015
وكانت هناك نوايا لتفجير مقام ابن علوان ولكن الحاضنة الاجتماعية المتعلقة بالشيخ منعت مرتزِقة العدوان.
مديرية صالة
– تفجير مقام الولي عبدالله الطفيل في 2015
– تدمير مسجد الجحملية
– تضرر مسجد المحيا في 2018
مديرية خدير
– تدمير مسجد الراهدة في 2015 وَ2017
– تدمير مسجد عبده مغلس في 2018
– تضرر مسجد ورزان في 2018
مديرية التعزية
– مسجد معاذ بن جبل تضرر من القصف الذي حصل بالجوار في 2015
– تدمير وقصف مسجد الربيعي الأثري في 2016
– تدمير مسجد الحوبان في 2016
– تدمير مسجد الحيمة 2017
– تدمير مسجد الجوجرة 2018
– تضرر مسجد مجاور لفندق مجاهد 2017
– تدمير مسجد التعاون 2015
مديرية موزع
– تدمير مسجد موزع في 2017
– تضرر مسجد العريش في 2017
مديرية ذو باب
– التدمير مرتين لمسجد مدينة ذباب في 2016
– تدمير مسجد قرية الجديد في 2017
– تدمير مسجد الاعروق 2017
مديرية المسرخ
– قصف وتدمير مسجد الوراق 2016
مديرية حيفان
– قصف مسجد مديرية الهتاري مرتين وتدميره في 2016
– تدمير جامع السقيل الأثري 2016
مديرية الوازعية
– تضرر مسجد الشقيراء في 2016
– تدمير مسجد مفرق الوازعية في 2017
مديرية الصلو
– تدمير مسجد الشرف 2016
مديرية مقبنة
– تضرر مسجد البحر في 2017
– مسجد الشوكاني قصف بالطيران في 16 يناير 2019
وهذه آخر إحصائية..
– برأيك لماذا يريد تحالف العدوان عزل المجتمع عن الارتباط بأئمة الصالحين وأولياء الله، والارتباط بهُوِيّتهم وثقافتهم الأصيلة؟.
لكي يكون أبناء المجتمع أداةً بيدهم يتولون اليهود والنصارى؛ لأَنَّ هذه ا لهُوِيّة تحافظ علينا من أن نتولى أعداء الله، فهم يرممون حصونَ وقلاع اليهود في نجد والحجاز ويأتون لتدمير الآثار الدينية الأصيلة في بلادنا.
– تعرضت المساجد الأثرية القديمة في مدينة تعز للإهمال ممكن توضح لنا أبرز ما تعرضت له هذه المساجد من أضرار ودمار واستهداف؟
بداية: وزارةُ الأوقاف لم تصرف لهذه الجوامع حقوقَها التي أوقفها الناس من قوت وميراث أبنائهم وأسرهم لإقامة بيوت الله ولكن كانت تصرف في غير مصارفها الشرعية فتجد اليوم الكثير من المساجد يشحذون لها المعونات من التجار مع أن لها أوقافاً خَاصَّــةً بها بيد الوزارة، ومن الأمثلة على ذلك مسجد إيراداته بالشهر حول عشرة ملايين ويشحذون له من الشارع.
إضافةً إلى وجود الإهمال المتعمد للمساجد وللقائمين عليها وبالتالي كانت تضيع الكثير من الحقوق، ونحن اليوم اكتشفنا الكثير من أعمدة الأنْظمة السابقة مستغلين وباسطين على أراضي مهمة وواسعة من أراضي الأوقاف ومع هذا لم نجد لهم أية تسديدات أَو دفع رسوم ومستحقات إلى الأوقاف وإنما مجرد عقد صوري قد انتهاء تأريخه ولم يجدد ولم يسدّد ولم يسلم له مأذونيات ولا مستحقات، هذا أولاً:
ثانياً: بعضهم يتصرف بها وكأنها حر وهذا إهمال كبيرة جداً للمساجد من حيث صيانتها وترميمها وتوفيرها للخدمات، فمثلاً جامع معاذ بن جبل طلبوا من السعوديّة ترميمه وصيانته فجاءت السعوديّة أخذت كُــلّ ما هو أثري وطرحوا بدلاً عنه خرسانات أسمنتية وحديد فاستهدفوا الطابعَ الأثري فيه.
فماذا صنع النظامُ السابقُ غير الكثير من الفساد والإفساد لبيوت الله وللمنابر وللوعي وللخطاب الديني وحَرْف وعي الناس واستغلال هذا الإهمال لتمدد الفكر الوهّابي كسلاح؟
– كيف استطاع الفكر الوهّابي التغلغلَ بين أوساط المجتمع من خلال هذه المنابر؟
وجد السلطةَ التي وفرت له النفوذَ إلى شعبنا اليمني، وهو فكرٌ وافدٌ وغازٍ من الخارج من نجد في السعوديّة، وجد السلطة التي سمحت له أن يدخل ويبيض ويفخر ويفعل ما يشاء حتى أنه وصل إلى تلقي الحماية من السلطة فأحياناً كنت تجد أطقماً ومرافقين مسلحين بعد الشيخ الوهّابي فلان الفلاني وأنه جاء من قبل فلان، بالإضافة إلى أن السلطة سمحت لهم بإنشاء الجمعيات وإنشاء المدارس الصيفية، ومراكز تحفيظ القُــرْآن الكريم، وَبتوزيع الكتب والأشرطة الوهّابية المجانية والكاست وعمل جمعية لتحفيظ القُــرْآن وغيرها العديد من المؤسّسات التي تعمل لخدتهم.
بينما قد يعملون لدفع التجار لدعمهم ليعملوا على حرف الفطرة لدى الشباب، يعني اغتيلت اليمن في هذه الفترة اغتيل العقل وحصل استعمار لعقول اليمنيين وهو استعمار أشدّ خطورة من استعمار الأرض وبهذا أوصلونا إلى ما نحن فيه الآن من تفرق وعدم انسجام وتفرق في الرأي والعقيدة وأهداف الجامعة؛ بسببِ هذه الجرثومة الوهّابية الخبيثة التي سمح لها أن تعيثَ في الأرض فساداً فادّعت أحقيتها هي في الوجود وألغت الآخر، فترى الآخر فاجراً وكافراً مجوسياً هكذا، فهذه التي اغتالت العقل اليمني بمساعدة الأنْظمة السابقة التي شاركت في اغتيال الأجيال فكان أثرُها سلبياً من حيث السماح لها بالدخول إلى أرض اليمن وتوفير الحماية لمحاربة المذاهب المنسجمة في اليمني منذ بدا الإسْـلَام، ومحاربة المفكرين من الزيدية والصوفية الموجودة في تعز.
– تعز كانت مناطق صوفية ولها إرث تأريخي.. لماذا لم تتصدَّ هذه المجتمعات لمثل هكذا أفكار دخيلة عليها؟
بداية مجتمع تعز كله صوفي ولم يكن يوجد فيه هذا الفكر الوهّابي، ولكن حركة حزب الإصلاح هم مَن بدأوا باستقطاب الشباب بالمعاهد العلمية وكانوا يصرفون الناس والشباب عن التصوف ويحرفونهم نحو الفكر الوهّابي وينتقدون التصوف وتراثه ومعالمه وطقوسه، فلما وصلت الوهّابية بدأوا باستغلال حاجات الناس وقاموا بتقديم المساعدات والتمور والأشرطة والرواتب وهكذا على مستوى كُــلّ قرية وعزلة ومديرية، وكاموا يختارون عقولَ النشأ الناشطين والأذكياء فاستهدفوا عقول الأطفال في المدارس وبحجة تحفيظ القُــرْآن وكانت السلطة كما أسلفنا تشجّع على ذلك.
والدولة لم تقُم بدعم رجال الصوفية فوجدوا المجتمع يكفّرهم في ليلة وضحاها والدولة تسد أُذُنَيها عن كُــلّ الشكاوى والبلاغات والتحذيرات بل كانت تشجع على استهداف مجتمعنا.
فكانت السلطة تدعم الوهّابية وتهمل الصوفية وتوفر المال لهذا لتضليل والزحف الفكري الذي لم يواجه بأبسط الإمكانيات بل أتيحت له الساحة بضوء أخضر خطير العواقب، وكانت مكاتبُ الأوقاف خانعةً ولم تقُم بدورها في المحافظات والمديريات.
– تعتبر أراضي الوقف أَكْثَــر الأراضي التي تتعرض للسلب والنهب كيف تواجهون هذه الظاهرة؟
طبعاً تعينت في شهر عشرة 2018م فوصلت والملف مثقلٌ بالكثير من المشاكل والاعتداءات أيضاً ووجدنا أموالَ الأوقاف ضائعة فعملنا أولاً على ترتيب العمل الإداري في المكتب لكي ننطلق والحمدُ لله تحَـرّكنا بمساعدة السلطة المحلية وكل الهيكل الوظيفي في المحافظة يدعم مكتب الأوقاف وقمنا بحصر مشاكل النافذين بأسمائهم وعملنا معالجاتٍ وبدأنا بتصفية واسترداد الكثير من أراضي الأوقاف التي كانت مصادَرة منذ ما قبل 2010م وكان تتم سرقة أراضي الأوقاف من المكاتب أَو بيعها بالمقابل.
جاء الناس وقدموا لنا الكثيرَ من الوثائق تنص على الكثير من الأراضي الخصبة والمساقي والصلبان والمناطق الاستراتيجية ذات الثروة الهائلة ولها من قبل 300 سنة وقمنا باستعادتها.
وقمنا بتوثيقها وتحريزها في المكتب بأصول وفق طرق رسمية وقانونية.
وهناك من جاء بنفسه لتسليم أراضي الأوقاف وتمت مكافئتهم.
– البعض يحرم ورثته ويوصي بوقف شكلي كيف تنظرون له؟
البعضُ يحرم الإناث من الورثة؛ بحُجّة وقف الذرية للذكور فقط، وهذا مجحفٌ بحق الورثة، والطبيعي والشرعي أن يوصي وقف ذرية شامل للذكور والإناث.
واجبنا هو الوقف العام أما الوقف الخاص فلا يعنينا وإنما نشرف عليه فقط والجهة المختصة هي المحاكم العامة.
– المقابر.. هل تقومون بصيانتها؟
أموال الوقف نصرفها للموقوف عليه، ولَكن بموجب القانون فإن صيانة المقابر واجب على المجالس المحلية، وهناك اعتداءات سافرة على المقابر؛ نظراً للجشع وبحجة غلاء الأراضي والازدحام السكاني، حمايةُ المقابر واجبٌ على الجميع ونحن نقوم بعملنا على حسب الشكاوى التي تصل إلى المكاتب وَيوجد لدينا مراقبون في مختلف المناطق يرفعون إلينا بالاعتداءات إلى جانب مسؤول الأوقاف. ونحن نعاني في مواجهة الاعتداء على المقابر.
– هل تقومون بتدريب الخطباء والمرشدين؟
كُــلّ فترة نقومُ بأخذِ عَـدَدٍ منهم، نحن نقوم بتدريب الخطباء والمثقفين، كما نرسلهم إلى صنعاء لتلقي الدورات التأهيلية ثم العودة إلى أماكن أعمالهم، قُمْنا باعتماد نفقات المنشدين والقائمين إلى المساجد خَاصَّــة المساجد التأريخية كمعاذ بن جبل وابن علوان وَقمنا بأعمال صيانة للمساجد ورفعنا رواتب القائمين بنسبة 100 %، بعض أموال الأوقاف بتعز هي ملْك للجوامع التأريخية، وبعضُ أموال الأوقاف حَقّ الجوامع التأريخية تذهب لمحافظات أُخْــرَى كذمار وصنعاء وغيرهما من المحافظات تجد الأوقاف في تلك المحافظات باسم الجنَدي أَو العلوي، ومن المعيب أن تذهبَ موارد تلك الأوقاف لغير أهلها وعدم الاعتناء بالقائمين على تلك المساجد.
– كم التكلفة المالية التي استخدمتموها في الصيانة؟
صيانةُ بعض المساجد التأريخية كلّفت ما يقارب ثلاثة ملايين ريال.
ومن المعوقات عدمُ استجابة القضاء بالشكل المطلوب معنا والتقصير في القيام بعملهم، عندما نقوم بمنع أي شخص من البسط على أراضي الوقف نجد أنه يذهبُ إلى المحكمة ويجلب لنا استدعاءً، ومن المفروض أن يقف القضاء مع الوقف وليس مع غيرهم، مسودتنا محجوزة داخل المدينة؛ ولذلك القاضي يطالبنا بالأصل ونحن لا نمتلك إلّا صوراً، مالك بالبسط والقبض، البسط والقبض ليس حجة شرعية إلّا في حالة تغيّب المطالبين بالحق.
– سمعنا أنه يوجد كنوز في بعض المدن هل هو صحيح؟
لم نسمع عن وجود كنوز إلى حتى الآن.
– ما هو الحكم الشرعي للكنوز؟
حكم الكنوز حكم الركاز يكون للدولة ويُعطَى الخمس لمالك الأرض ومكتشف الكنز.
– رسالة أخيرة تود إيصالها عبر صحيفة المسيرة؟
نقولُ كلمةً للعدوان أولاً بتوجيه رسالة كما أخبر الله: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ).
ونقول للقيادة السياسيّة: مزيداً من الاهتمام للمواطن وتحسين الوضع المالي ومزيداً من الاستثمار لقطاع الأوقاف واستغلالها الاستغلال الأنفع؛ لما يدر على المجتمع الكامل بالنفع.
ونقول للسيد عَبدالملك نحن معه قُدُماً قُدُماً وأرواحنا فداءٌ للمشروع الذي أخرج الأُمَّـة وأخرج اليمن من بوقة الخضوع والتولي لليهود والنصارى، وهو مشروع الحرية ومشروع الكرامة ومشروع العزة مشروع الإيمان مشروع الهدى، مشروع الدين.
كما نقول للمجتمع: اتقوا الله في حقوق الأوقاف، سدّدوا حقوقَ الأوقاف، راجعوا ضمائركم، ارجعوا إلى الله، خصمكم الوقف والواقفون الذين حرموا أولادهم وذرياتهم وأنتم تتلاعبون بحقوقهم وما أوقفوا له، ويجبُ على الجميع أن يراعيَ الله في هذا الأمر ويتقيَه.
ونشكُرُ صحيفةَ المسيرة أن أتاحت لمكتب الأوقاف أن يُدليَ بدلوه في هذا اللقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.