رئيس الهيئة العامة للزكاة في حوار لصحيفة المسيرة:
الهيئة تضم كوكبة من العلماء والفقهاء الذين هم محط ثقة المجتمع
أصبح الناس يعرفون أين تُصرف زكاتهم بعد الأنشطة التي قدمتها الهيئة
حرص قيادة الثورة على تأدية ركن الزكاة بمعناه الحقيقي سبب إنشاء الهيئة
مشروع تزويج أبناء الشهداء مكّن 583 شخصاً من إكمال دينهم
لدينا رؤية لتمكين الفقراء من التحول إلى منتجين
استجابةً لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في تفعيل الزكاة وصرفها في مصاريفها الشرعية التي شرعها الله، أُنشئت الهيئةُ العامة للزكاة والتي لمس المجتمعُ جدوى إنشائها في الواقع من خلال مشاريعها العديدة والهامة والتي أعادت الأمل لدى المجتمع في أن زكاة أمواله تُصرف وفق ما أراد الله، فكم من سجين معسرٍ لبث في سجنه سنين طويلة وهو يحلم بمنقذ يمنحُه ضياءَ الحرية، وكم من جائع ملهوف حرمه الظالمون مما وهبه الله وظل يحلم بما يسد رمقه، وكم من ابن سبيل تعطّل ومسكين حُرم من حاجته وكل مَن سبق ذكره في الزكاة تحل مشاكلهم.
وفي هذا الصدد أجرت صحيفة المسيرة حواراً مع رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، تم التطرق فيه إلى رؤى وخطط الهيئة والمشاريع التي تم تنفيذها.
وفي الحوار أكّد الشيخ أبو نشطان أن الهيئةَ تهدفُ إلى تنفيذ العديد من المشاريع نستعرضها في نص الحوار:
حاوره: محمد ناصر
– في البداية حدثنا عن سبب إنشاء الهيئة العامة للزكاة؟
أُنشئت الهيئةُ العامة للزكاة حرصاً من قيادة الثورة على إقامة ركنٍ هام من أركان الإسْلَام التي لطالما تم تغييبُ هذا الجانب عن الواقع وطالما تم التآمر على هذا الجانب وحرفه عن مساره الشرعي الذي أراده الله سبحانه وتعالى والهدف الأول والأخير هو تجميعُ الزكاة والاهتمام بالزكاة ايراداً ومصرفاً وفق مصارفها الشرعية التي أمر بها الله سبحانه وتعالى.
– متى تم إصدارُ قرار بإنشاء الهيئة العامة للزكاة واعتمادها كجهة رسمية؟
تم إصدارُ القرار قبل ثمانية أشهر في مايو 2018م وقد أنشئت من قبل بفترة، وذلك بناء على الحرص الشديد على إخراج الهيئة العامة للزكاة إلى النور، وكان هناك حرصٌ من بعض الجهات على إفشال هذا القرار العظيم، ولكن لحرص القيادة السياسية على إقامة هذا الركن العظيم من أركان الإسْلَام تم إصدار القرار والحمد لله الناس في تسارع لترتيب هذه الهيئة.
– ما هو أول مشروع للهيئة العامة للزكاة؟
هناك عدةُ مشاريعَ للهيئة العامة للزكاة، وفي الحقيقة الهيئة العامة الزكاة لم تنطلقِ الانطلاقةَ الحقيقية المرجوةَ والمؤملة من قبل الشارع اليمني لها، وإنما انطلقنا بناءً على مشاريع الاستجابة الطارئة كمشروع الحديدة؛ نتيجة للوضع الصعب الذي يعيشه إخواننا في تهامة، كان هناك استجابة طارئة، حيثُ تم تدشين المرحلة الأولى بما يقارب (45) ألف حالة و(45) ألف أسرة، ثم انطلقنا للمشروع الثاني وذلك تزمنًا مع المولد النبوي الشريف والذي حرصنا أن تكون هناك بشارة لإخواننا الغارمين المرمي بهم في غياهب السجون، حيثُ تم الانتقالُ إلى مصرف الغارمين وتم إخراجهم ما يقارب (54) من الغارمين.
وفي أسبوع الشهيد تم بعون الله وتأييده إقامةُ عرس جماعي لأبناء الشهداء، حيثُ تم تزويجُ ما يقارب (1166) عروساً وعروسة، وحرصنا أن نستهدفَ أبناء الشهداء وتم التعاون معنا من قبل أمانة العاصمة ومؤسّسة الشهداء والآن الهيئة العامة للزكاة في خطوات حثيثة وَمتسارعة ليعم خيرُها أرجاء اليمن ونحن في طور الإعداد والتجهيز المتسارع لتجهيز مسح شامل على مستوى كُلّ المحافظات وحصر جميع المصارف التي فرضَها الله سبحانه وتعالى وبحمد الله اليوم جاهزون لإطلاق مشروعنا على مستوى الجمهورية في القريب العاجل بإذْنِ الله.
– هل تقومون في الهيئة العامة للزكاة بالحرص في تنفيذ المشاريع وفق ما أراد الله؟
أكيد فمصاريف الزكاة لم يترك الله سبحانه وتعالى أمرَ الزكاة للرسول محمد وإنما تكفّل سبحانه وتعالى بتصريفها، حيثُ قال سبحانه وتعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، هناك مصارفُ شرعية ونحن حريصون كُلّ الحرص ولا بد أن نلتزمَ بها وبعون الله سبحانه وتعالى وتوفيقه فقد تم اختيار نخبة من كبار العلماء وهيئة الإفتاء ليكونوا في رئاسة مجلس الإدارة لتكون أمورنا وفق معاييرَ شرعية دقيقة ونحرص على الريال الواحد لا يخرج إلّا في المصاريف الشرعية التي فرضها الله سبحانه وتعالى.
– ما هي الآلية التي اعتمدتم عليها في تنفيذ إخراج المعسرين؟
بالنسبة في مصرف الغارمين فقد حرصنا كُلَّ الحرص أن يكونَ بعد الجلوس مع رئيس مجلس القضاء والنائب العام ومع الإخوة القضاة والقانونيين فجعلنا هناك عدة معاييرَ وحرصنا أن نخرج أَكْثَــر المعسرين مدةً ومظلومية وأن تكون القضايا قضايا غير مخلة شرعاً وأن لا تكون القضايا من تلك القضايا المحرمة شرعاً، تخيل هناك كثير من الناس طال عليهم المدة قد انهت مدة محكوميتهم، لهم من (15) السنة إلى (18) السنة لكنهم معسرون عليهم مبالغُ ماليةٌ كبيرة لم يستطيعوا توفيرها سواء دية أَو مبالغ كلفوا عليها.
وحرصنا كُلَّ الحرص أن لا نخرج إلّا للناس الذين هم ضمن مصاريف الزكاة والذين لهم أولوية والذين برحمة الله وعون الله لهم يكون الأثر الكبير وتحقيق ركن عظيم من أركان الإسْلَام.
– هل تكتفون بإعطاء الفقراء مبالغَ مالية فقط أم أن هناك خططاً استثمارية لتحويل الفقراء إلى أناس يدفعون الزكاة؟
بالنسبة لمشاريعنا في المرحلة القادمة بإذْنِ الله الهيئة العامة للزكاة لا تقتصرُ بإعطاء الفقراء مبالغَ مالية وسلّةً غذائيةً فقط ولَكن بعون الله نطمح ونأمل أن نسعى بكل جهدنا وإمكانياتنا للرفع من مستوى ومعاناة الفقراء وأن يكون الفقير محطَّ اهتمام ولدينا مشاريع وأنشأنا إدارةً عامةً للتمكين الاقتصادي وهو كيف نمكّن الفقير من العمل بعون الله سبحانه وتعالى وكيف نخرجه من دائرة الفقر وكيف يصبح منتجاً ومزكياً له دورٌ في المجتمع، إنْ شَاءَ اللهُ خلال الأَيَّام القادمة ستسمعون وترون المشاريعَ في أرض الواقع بإذْنِ الله.
ونحن في الهيئة العامة للزكاة حرصنا أن نقيمَ ركناً عظيماً من أركان الإسْلَام ونحن معنيون في الأول والأخير بالمصاريف الثمانية التي فرضها الله سبحانه وتعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون من كان صادقاً سواء نحن أم الجمعيات والمنظمات الميدان سيثبت صدق وإخلاص كُلّ من يدّعي الإنسانية والشفافية والوضوح ومَن يدعي أنه حريصٌ كُلّ الحرص على رفع المعاناة عن المواطن اليمني وعن الفقراء والمستضعفين في مجتمعنا.
– هل هناك استجابةٌ من المجتمع مع الهيئة العامة للزكاة؟
الحمدُ لله خلال المرحلة الماضية عندما بدأت الهيئة العامة للزكاة أعمالها وجدنا تفاعلاً لم يكن متوقعاً، الناس اطمئنوا أنهم وجدوا زكاتهم توزّع في مصاريفها الشرعية وعندما تيقنوا أنه لا يوجد تلاعب كما كان في الماضي فالناس عندما يشاهدون أموال زكاتهم لا تُصرف في مصاريفها الشرعية كانوا يمتنعون عن دفع زكاتهم ولكن عندما لاحظ الناس أن الزكاة تُصرف وفق مصاريفها الشرعية وجدنا تجاوبا كَبيراً واهتماما كَبيراً ونحن في الهيئة العامة للزكاة لدينا من الوضوح والشفافية ما يعيننا، ونحن ندعو كُلّ الإخوة المزكّين ونقول لهم: أعطوا زكاتكم لفقرائكم وأيديكم في أيدينا لتطلعوا وتكونوا مطلعين على زكاتكم من أول ريال إلى آخر ريال أين تذهب وأين تُصرف.
– هل لديكم مندوبون في مختلف المديريات ومختلف المحافظات؟
أكيد فروعُنا ممتدةٌ في كُلّ المحافظات وفي كُلّ المديريات وفي كُلّ العزل، فامتداد الهيئة على امتداد الجمهورية.
– ما هي الخطوة التي بدأتها الهيئةُ العامة للزكاة في إعادة تأهيل وتدريب الكادر الوظيفي لها؟
هناك حزمة برامج ودورات وَنحرص كُلّ الحرص على أن نرتقيَ بأبنائنا وإخواننا الموظفين وأن نخلق منهم أُولئك العناصر المتميزة الصادقة النظيفة النزيهة التي تمثل هذا الركن العظيم بعظمته وجلالته وقداسته، ولكي يكونوا واجهةً وبإذْنِ الله سبحانه وتعالى بدأنا الآن عدة دورات تأهيلية وتدريبية على مستوى المدراء والمكاتب والمحاسبين وبإذْنِ الله في الأَيَّام القريبة ستكون هناك خطوات كبيرة وسيعم التأهيل والتدريب كُلّ شرائح أبناء الهيئة العامة للزكاة.
– شيخ شمسان كما تعلمون بأن وسائل الإعلام تعتبر هي من يربط بين المؤسّسات والمجتمع.. هل تقومون أنتم بتغطية إعلامية لكافة مشاريعكم؟
الحمد لله معنا قطاع وفرع للتأهيل والحمد لله يعني كُلّ البرامج يتم تغطيتها إعلامياً وبكافة وسائل الإعلام المختلفة سواء المرئية منها أَو المقروءة أَو المسموعة.
– في الثاني من فبراير يوم الزكاة، تحدثت أنت بأن الهيئة العامة للزكاة تهدفُ إلى مد جسور الثقة فيما بينها وبين مختلف المؤسّسات والجهات العامة، ما قصدُكم؟
بدأنا قبلها بأيام بتدشين “نعم لتعظيم الزكاة” مع الإخوة خطباء المساجد، وحرصنا كُلّ الحرص على أن يكون تاريخ 2/2 من كُلّ عام هو يوم للزكاة، وكانت هناك حملة على مستوى كافة مدارس الجمهورية، وحرصنا أن تصلَ ثقافة الزكاة، وهذا الركن العظيم من أركان الإسْلَام، الذي طالما غيّبته الأنظمة السابقة وغيرها وطالما حرفوا مسارَها عن المسار الشرعي الذي أراده الله سبحانه وتعالى لها، فحرصنا على أن نكون ويكون إخواننا وأبناؤنا في وزارة التربية والتعليم والمدارس هم الصوت الصادع الذي بصوتهم الطاهر يوصلون هذه الثقافة العظيمة وتعظيم الزكاة وهذا الركن إلى كُلّ أسرهم ومنازلهم في مختلف قرى ومديريات ومحافظات الجمهورية.
– لماذا لم يتم تعميم الثاني من فبراير في وسائل الإعلام المختلفة؟
هذه ليست إلا خطوة أولى وستتبعها عدة خطوات، وبإذْنِ الله تكون خطوات ناجحة ومبدعة بعون الله سبحانه وتعالى.
– من مصارف الزكاة الفقراء والمساكين.. فهل يوجد فرقٌ بين شريحة الفقراء وبين شريحة المساكين؟
أكيد، تجد أن الفقيرَ هو من يملك البيت ولكنه لا يجد ما يكفيه، بغض النظر عن المسكين، فالمسكين هو من ليس لديه بيت ولا مأوى، ولا شيء.
وهناك عدة أصناف ستندرج تحت صنف الفقراء وربما أنها تصل إلى تسعة أَو عشرة أصناف، منهم العاجزون والأرامل والأيتام وعدة شرائح، وأَيْضاً المسكين هو من ليس لديه مأوى ولا مسكن ولا مأكل ولا شيء، وَيكون أضعفَ من الفقير.
– في ظل العدوان والحصار على شعبنا لاحظنا أن الشريحة التربوية أُنهكت ولا شك بأن معظمهم تحولوا إلى فقراء، هل توجد لديكم توجهٌ لتوفير جزء معيّن من مرتبات المدرسين كي تستمرَّ العملية التعليمية؟
معنا بعضُ المعايير التي وضعها الإخوة العلماء وفقاً للشرع، وبإذْنِ الله سبحانه وتعالى وفقاً للممكن والمتاح؛ لأَنَّه معك عدة محافظات ومعك مصارف ثمانية وبإذْنِ الله سبحانه وتعالى وفق هذه المصارف الثمانية ووفق الممكن والمتاح سنسعى بكل ما أوتينا من قدرة وطاقة أن نقوم بمد يد التعاون بقدر المستطاع وسنبذل جهدنا.
– سؤال عن المؤلفة قلوبهم؟
بالنسبة لهذا الصنف أَو المصرف فولي الأمر هو المعني به.
– آخر مشروع من مشاريع الهيئة العامة للزكاة هو تزويج أبناء الشهداء، فما هو المشروعُ القادم للمؤسّسة؟
الآن معنا مشروعٌ سيتم إطلاقه وهو يمشي بمسارين مسار مسح شامل على مستوى الجمهورية وحصر لكل المصارف الثمانية على مستوى الجمهورية، والمسار الآخر هو مسار مواكب لهذا المسار، وسيتم خلال الأَيَّام القادمة بعون الله من خمسين إلى ستين وربما تصل إلى مائة ألف حالة كاستجابة طارئة للحالات الأَشَدّ ضرراً والأَشَدّ جوعاً ومعاناة لتخفيف المعاناة عنهم.
وفي المرحلة القادمة سيتم إطلاق مشاريعنا على مستوى الجمهورية ونسأل الله أن يعيننا وأن يوفقنا إلى ما فيه رضاه.
– سؤال أخير.. ما هي الصعوباتُ التي تواجه الهيئة العامة للزكاة؟
أخي كم سأذكر لك الصعوبات التي واجهناها ولا زلنا نواجهُها، حيثُ وأن الهيئة العامة هي هيئة ناشئة ووليدة، وكل ما يتم بناؤه هو من الصفر، وللأسف الشديد أن كثيراً من الإخوة الذين كانوا مستفيدين واجهنا منهم معاناةً شديدةً، والبعض كانوا الصادقين المؤمنين المخلصين وجدنا تفاعلاً وتعاملاً صادقاً منهم، فاليوم وبحمد الله عندما بدأت الهيئة العامة للزكاة عملها ورأى الناس عملها في النور، وخرجت أعمالها إلى النور بدأت تقل كُلّ هذه المعاناة وكلما مشينا في الميدان أَكْثَــر كلما خففنا المعاناة أَكْثَــر بعون الله.
نأمل من جميع الإخوة ومن جميع شرائح المجتمع والجهات المعنية أن يعوا عظمة هذا الركن العظيم وأن هذا الفرض الذي فرضه الله سبحانه وتعالى وجعله الركن الثاني من أركان الإسْلَام مثله مثل الصلاة مثله مثل الصيام مثله مثل الحج، فتلك الروحية العظيمة التي نستقبل بها شهر رمضان وتلك الروحية الطاهرة التي عندما نقبل إلى أداء فرض الصلاة، كذلك هي الروحية التي يجب أن نستشعرها ونحن مقبلون على تطهير أموالنا وأنفسنا بالزكاة، ويجب أن نستشعر عظمة هذا الركن العظيم من أركان الإسْلَام ولا بد أن نقيمَه بكل استجابة وبكل تفاعل؛ لكي نكونَ من الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
ونسألُ اللهَ التوفيقَ وأن يجعلَ أعمالَنا خالصةً لوجه الكريم.