رئيس رابطة علماء اليمن يدعو إلى حفظ أموال وممتلكات وأراضي الأوقاف وصرفها في مصارفها والابتعاد عن المحسوبيات والمجاملات
المسيرة: صنعاء
دعا رئيسُ رابطة علماء اليمن، العلامة شمس الدين شرف الدين، أمس الاثنين، الجهاتِ ذات العلاقة بقضايا الأوقاف إلى تعزيز الرقابة الذاتية في حفظ أموال وممتلكات وأراضي الأوقاف وصرفها في مصارفها التي تحقّق مقصد الواقف والابتعاد عن المحسوبيات والمجاملات باعتبار ذلك أمانة في أعناق القائمين عليها.
وشدّد العلامة شمس الدين خلال الندوة التي عُقدت بصنعاء تحت عنوان “الأوقاف.. الواقع المختل والحلول العاجلة”، على أهميّة استكمال مشروع حصر وتوثيق أراضي وممتلكات الأوقاف وتفعيل منظومة الرقابة الداخلية، مشيراً إلى تفعيل قضايا الأوقاف والحفاظ على ممتلكاتها وتسخيرها في معالجة أوضاع الفقراء والمحتاجين معيشياً في ظل الظروف التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار وحربه الاقتصادية.
ناقشت الندوة التي حضرها، وزير الشباب والرياضة حسن زيد ونائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي، ثلاث أوراق عمل، استعرضت الأولى أوقاف الوصايا والتُّرَب ودورها في النهضة العلمية التي قدمها عبدالملك الشرقي، مشيراً إلى أن أسباب ركود الحركة العلمية في الواقع المعاصر يعود في الغالب إلى عدم تفعيل الوقف وإصابته بشلل شبه كامل.
ولفت الشرقي إلى أن خطواتِ تفعيل الوقف في تحقيق النهضة العلمية، تتمثل في إدارة وتنمية الوقف بما في ذلك أوقاف المدارس والمكتبات والعلماء والمتعلمين والمساجد وغيرها، حاثّاً على إنشاء إدارة من ذوي الكفاءة والخِبرة لمتابعة الأوقاف وتنميتها وتصريفها وإنشاء مؤسّسات مستقلة خَاصَّة بالتعليم وإحياء المساجد والهجر والمدارس العلمية.
فيما أكّدت ورقةُ العمل الثانية التي قدمها علي بن محمد الفران، على الدور الاقتصادي والاجتماعي للوقف ومساهمته بصورة مباشرة في تقديم الخدمات الاجتماعية للفقراء من خلال الأعيان الوقفية في التعليم والصحية ورصف الطرق وحفر آبار المياه وإنشاء السدود والحواجز المائية ودعم المجتمعات الريفية بالزراعة والثروة الحيوانية وغيرها.
بدورها، بيّنت ورقة العمل الثلاثة التي قدمها، وكيل الجهاز المركزي للقطاع الإداري صالح الزبيري منظومة الرقابة الشاملة المتضمنة للرقابة الذاتية والمؤسّسية والإجرائية والداخلية والخارجية والمجتمعية، مشيرة إلى الجهود الرقابية للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة على العمل الوقفي وتحقيق مقاصد الواقفين وتقييم آليات المنظومة الرقابية، وأهميّة دراسة تقارير الجهاز المركزي بما يكفل تلافي الاختلالات في العمل الوقفي.
من جانبه، أكّد وزير الأوقاف العلامة فؤاد ناجي استعداد الوزارة التعاطي الإيجابي مع ما ورد في تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بما يسهم في الارتقاء بالعمل الوقفي، مؤكّداً أن الوزارة تعتزم تنفيذ الحملة الوطنية للحفاظ على أموال وممتلكات الأوقاف خلال الفترة المقبلة، بما يعزّز من تفعيل إحياء التراث الوقفي، وأن قيادة الوزارة ستعمل ما بوسعها لتحسين العمل الإداري وحماية أموال الأوقاف خَاصَّة ما يتعلق باسترداد ممتلكات الأوقاف والعمل على حصرها وأرشفتها وتوثيقها.
من جهته، أكّد وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الأوقاف الدكتور حميد المطري، أهميّة تضافر جهود الأجهزة القضائية والأمنية إلى جانب المؤسّسة الوقفية لتجاوز الصعوبات التي تواجهها في حماية ممتلكات الأوقاف من أعمال السطو والاعتداء.
وأوصت الندوة بوجوب صرف كُلّ وقف لما وضع له، تحقيقا لمقاصد الواقفين ودراسة تشكيل هيئة مستقلة للوصايا والأوقاف وإعادة النظر في قانون الوقف ولوائحه والهيكل التنظيمي لوزارة الأوقاف والإرشاد وقطاعاتها وتقسيماتها الإدارية وفروعها بالأمانة والمحافظات، مشدّدة على أن يتولى شؤونَ الأوقاف ذوو الكفاءة والنزاهة.
وأكّدت التوصياتُ على أهميّة استكمال عملية الحصر والتوثيق لأراضي وممتلكات الأوقاف وتفريغ بياناتها وتبوبيها وتحديد قدرها ومواقعها وأنواعها وحالتها القائمة ووضع الخرائط والعلامات بالتنسيق مع هيئة الأراضي والمساحة.
من ناحيتهم، دعا المشاركون في الندوة إلى إصلاح وضع الاستثمارات الوقفية، بما يسهم في الدفع بعملية التنمية وتأجير الأوقاف بسعر الزمان والمكان ومعالجة المأذونيات السابقة والتعميم لكل المناطق الشرعيين ووكلاء الوقف بمنع البيع والشراء في الأوقاف.