مصادر مطلعة لـ “صحيفة المسيرة”: مقترحان لإعادة الانتشار وفتح مطار الحديدة بتأييد أممي ورفض ممثلي العدوان
المسيرة: إبراهيم السراجي
تواصلت، أمس الاثنين، اجتماعاتُ اللجنة المشتركة لتنفيذ اتّفاق الحديدة برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت وبحضور ممثلي الوفد الوطني وممثلي الطرف الآخر، في إطار استئناف أعمال اللجنة بعد توقف دام لأسابيعَ؛ بسببِ وجود محاولات للخروج عن نص الاتّفاق الموقَّع عليه ضمن اتّفاق السويد.
وعلمت صحيفة المسيرة من مصادرَ ذات صلة أن اجتماعَ اللجنة، أمس الاثنين، شهد تقديمَ مقترحين منفصلين بشأن آلية تنفيذ اتّفاق الحديدة، غير أن النقاش حولهما ما يزال قائما؛ بسببِ رفض الطرف الآخر للمقترحات على الرغم من أن المقترح الأول تقدمت به الأمم المتحدة عبر الجنرال كاميرت والآخر حظي بتأييد الأمم المتحدة.
وأوضحت مصادرُ صحيفة المسيرة أن المقترح الأول تقدم به ممثلو الوفد الوطني ويقضي بانسحاب كافة القوات العسكريّة مسافة 15 كيلو متراً عن مدينة الحديدة، مشيرة إلى أن المقترحَ حظي بتأييد الأمم المتحدة وممثلها الجنرال كاميرت، غير أن ممثلي الطرف الآخر رفضوا المقترح، وفي الوقت ذاته أوضحت المصادر أنه ما يزال هناك أمل بأن يتم التوافق على المقترح؛ كون النقاش حوله ما يزال قائماً.
وأشارت المصادرُ إلى أن المقترح الذي تقدم به ممثلو الوفد الوطني في اللجنة المشتركة وحظي بتأييد الأمم المتحدة كان في حال التوافقُ عليه سيؤدي إلى فتح كافة الطرقات والمنافذ، ما يعني تدفّق المساعدات والبضائع من ميناء الحديدة إلى عموم مناطق اليمن بشكل سلس وطبيعي، وأنه في حال أصر ممثلو الطرف الآخر على رفض المقترح سيؤكّــدون للعالم ولكل اليمنيين أنهم لا يريدون التخفيفَ من وطأة الوضع الإنساني المتردي في اليمن نتيجة للعدوان والحصار.
أما ما يتعلق بالمقترح الآخر، أوضحت مصادرُ صحيفة المسيرة أن الجنرالَ الهولندي باتريك كاميرت هو مَن تقدَّم به وينُصُّ على إعادة فتح وتشغيل مطار الحديدة، مشيرةً إلى أن ممثلي الوفد الوطني وافقوا على المقترح وطالبوا بانسحاب قوات العدوان من محيط المطار؛ باعتبار ذلك أمراً أساسياً وطبيعياً لتشغيل المطارات، غير أن ممثلي الطرف الآخر رفضوا ذلك أيضاً.
وأكّــدت المصادرُ أنه على الرغم من رفض الطرف الآخر للمقترحين بشأن إعادة الانتشار وفتح مطار الحديدة إلا أن الأمل ما يزال قائماً في ظل استمرار النقاشات حول تلك المقترحات.
وقدّم عضوُ الوفد الوطني سليم المغلس تفاصيلَ حول تلك المقترحات وقال إن ممثلي الوفد في اللجنة المشتركة “قدّموا مقترحاً لخطة إعادة الانتشار تضمنت إعادة انتشار مقاتلي الطرفين إلى مسافة ٣٠ كيلومتراً، مقسمة على مرحلتَين حسب اتّفاق السويد”.
وأوضح المغلس أن “المرحلة الأولى تتضمن إعادة الانتشار من الموانئ والمناطق الحرجة ١٥ كيلو، والمرحلة الثانية استكمال الانتشار من المدينة ١٥ كيلو فتكون قوات الطرفين على بُعد ٣٠ كيلو من المدينة”.
وأشار المغلس إلى أنه “وبخصوص المدفعية والدبابات والعربات يعاد انتشارُها إلى مسافة ٥٠ كيلومتراً مقسمة بين المرحلتين كُلّ مرحلة مسافة ٢٥ كيلو”.
أضاف المغلس معلّقاً على رفض الطرف الآخر للمقترح، أن الأخير يقدم مقترحات غير منطقية تتضمن إعادة انتشار صوري لقوات العدوان لنحو كيلو متر تقريباً في المرحلة الأولى مقابل انسحاب قوات الجيش واللجان 15 كيلو متراً.
واعتبر المغلس أن ما يطرحُه الطرفُ الآخر “مُجَـرّد خطوة شكلية غير مُجدية عسكريًّا وضعوها من باب محاولة الخداع استعداداً لهجوم عسكريّ مباغت على المدينة، خُصُوصاً مع استمرار التعزيزات والتحصينات والتجهيزات التي يعدها في الحديدة”.
وأضاف عضو الوفد الوطني أنه “إذا فشل فريقنا وباتريك كاميرت في إقناع الطرف الآخر بالموافقة على خطوات جادة ومسافات معقولة تحقّق هدف التهدئة فاعتقد أن لدى الأمم المتحدة أوراقها للضغط على دول تحالف العدوان بما يمكّنها من إجبار هذه الدول للسير في خطوات جادة نحو تنفيذ الاتّفاق، في حال توفر الإرادة الأممية لتنفيذ الاتّفاق”.