من أجل كسر الاصطفاف الطائفي .. بقلم/ مروان الجماعي
لا بد من تصحيح المسار داخل التيارات الإسلامية، وهذا التصحيح يبقى مسؤوليةَ جميع الشباب الذين يسعَون لمشروع ((خير أمة أُخرجت للناس)) وَيكون بالصبر على الأذى والحرص على إيجاد توعية داخلية بشكل فردي وبشكل جماعي يستطيع من خلالها المحتسب وصاحب الهمة العالية جمع أكثر عدد من أبناء هذه التيارات يحملون راية القبول بالآخر والتعايش على أساس الدين والوطن بعيداً عن التعصبات والتحزب والغلو والانتماء الطائفي والمناطقي وتجاوز رموز التنظير للخلاف والطائفية والتحريض وفق خطوات مدروسة غايتها النهوض والشمول والتخلص من الفردية والمزاجية والمطالبة بفكّ الارتباط بالممول الخارجي وتقديم المصلحة العامة للوطن على المصالح الضيقة أياً كانت مبرّراتها؛ لأَنَّ كثيراً من الرموز المرتهنين للخارج أوجدوا كياناتٍ مختلفة باسم السُّنة لا تقبل ببعضها البعض فكيف ستقبل وتتعايش بمن خالفها مذهبيا؟؟.. لذلك لا بد من بذل الجهود في التوعية والإرشاد حتى نعود إلى المسار الصحيح ونكون إخوةً في الدين بعيداً عن الأفكار المعلّبة التي تأتي من الخارج وفق خطوات مدروسة لأجندة خارجية؛ ولهذا يبقى على عاتق الشباب السلفي المتنور بشكل خاص أن يكملوا المشوارَ ويصحّحوا المسار ويعملوا على جمع كلمة المسلمين بشتى مذاهبهم ومناطقهم تحت راية واحدة وهي راية لا إله إلا الله راية الإسلام وعزته والجهاد في سبيل هذا الدين وقول كلمة الحق في وجه المستكبرين؛ لأَنَّ الحقيقة أصبحت واضحة جلية..
أيضاً.. اعلموا جيداً أيها الشباب الواعد أن تنظيراتِ بعض المرتهنين للخارج أصبحت تقفُ عائقاً كبيراً أمام الاتّفاق وَالعمل الجماعي والتعايش وبناء الوطن الذي يؤسّس لمشروع إسلامي متكامل بعيداً عن الوصاية الخارجية..
فمثلاً معظمُ المنابر لا تؤدي رسالتها إزاء ما يتعرض له البلد من مؤامرات واضحة وعدوان غاشم وحصار جائر.. بل أصبح الخطابُ الدعوي في كثير من المساجد بشكل عام بمثابة المخدّر الذي يسبّب القعودَ الإجباري والإغماء والنأي بالنفس وفقدان الثقة بالله وبالقيادة، وهذا كله بسبب كثرة التعبئة الخاطئة ضد بعضنا البعض كيمنيين..
أيضاً تسلّط الأفكار المغلوطة على عقول الشباب وتقزيم رؤاهم، فجراءُ هذا التسلط غير المباشر لا يبقى سوى انتظار الرأي المثبط وهنا تكون المشكلة عويصةً تحتاج إلى بذل مزيد من التعاون والوضوح والشفافية والتناصح بدون كيد أو حقد أو غِلٍّ حتى تتضحَ معالمُ الطريق والعمل بروح الفريق الواحد وبنظام وانتظام أشبه بخلايا النحل.
هنا سيكونُ للعيش مذاقٌ آخر.. وخير وبركة وتآلف وتراحم وتعاون بعيداً عن الشتات والشحناء والبغضاء التي يسببُها الاصطفافُ الطائفي والفكر الدخيل، فعندما يؤدي الشخصُ دورَه المحدود ضمن جمع من المسلمين يسيرون وفقَ رؤية واحدة، ومسيرة واحدة ومنهج سليم ومشروع قويم وأهداف واضحة لهم فيها غاية وبين أيديهم لها سلوك وخطة واستراتيجية يحقّقون فيها معنى العبودية لله وحدَه ويعملون على خدمة المجتمع من حولهم ويعدون العُدَّة لدينهم ودنياهم تحت إمرة قائد مجاهد وحكيم وشجاع، هنا يحصلُ النجاحُ وتُقطَفُ ثمرةُ النصر وتستعيد الأُمَّةُ عزتَها ومجدَها وهُويتَها، فمهما اشتدّت ظُلمةُ الليل لا بد من طلوع الفجر..