في تقرير لصحيفة ” وول ستريت جورنال” الأمريكية:
الاحتلال السعوديّ في المهرة يقدم مساعدات للأهالي بهدف كسب رضاهم وكبح المناهضين له
مساعدات الرياض تهدف إلى تنفيذ مشاريعها الخاصـة وترسيخ مصالحها الاستراتيجية العسكريّة والأمنية باليمن
الاحتلال يقوم بدور مهيمن في التجارة والأمن داخل المهرة من أجل الضغط على سلطنة عمان
النظام السعوديّ يستغل الوضع الفوضوي في البلاد وغياب دور حكومة المرتزقة لتنفيذ مخططاته ومشاريعه
السعوديّة في المهرة.. المساعدات مقابل الاحتلال
المسيرة| خاص:
كشف تقريرٌ أمريكي عن مساعي النظام السعوديّ الحثيثة من أجل كسب الولاءات ونيل رضا المواطنين في المهرة من أجل كبح جماح المناهضين لتواجدها في المحافظة والذي يزداد اتساعاً يوماً بعد يوم في ظل تزايد الضغوط الدولية على التحالف العدواني الذي تقوده الرياض لوقف الحرب المدمّرة في اليمن.
وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في عددها الصادر، أمس تقريراً مطولاً باسم الصحفيان “صوني إنجل راسموسن” و”صالح الباطاطي” إلى احتلال القُــوَّات السعوديّة المطارات والموانئ في المهرة وجلب المئات من جنودها بتنفيذ مشاريعها الخَاصَّـة وترسيخ مصالحها الاستراتيجية العسكريّة والأمنية من خلال السيطرة على البنية التحتية الرئيسية في اليمن، ما أثار استياء وغضب الأهالي في المحافظة الهادئة داخل البلد الممزق رغم محالات الرياض كسب رضاهم عبر تمويل بناء بعض المدارس والمرافق الصحية ووعودها بتسليم قوارب جديدة للصيادين.
وأوضح التقرير الأمريكي بأن الجنود السعوديّين احتلوا في أواخر عام 2017 مطار الغيضة الدولي لنقل الجنود داخل وخارج البلاد، كما أن الرياض تدير برنامجها التطويري داخل اليمن بمساعدة عدد من مرتزِقتها العسكريّين، مما يعزّز الانطباع لدى المواطنين في المهرة أن المساعدات السعوديّة للأهالي جزء من الجهود الحربية للمملكة، لافتاً إلى تعزيز الرياض لتواجدها في المهرة عبر استقدام كم هائل من جيشها وإقامة نقاط تفتيش في عموم مناطق ومديريات المحافظة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ومنع تهريب المخدرات والسلاح عبر البحر العربي.
وقالت “وول ستريت جورنال”: إن السعوديّة ومن خلال محاولتها لجذب المواطنين في المهرة تقوم بدور مهيمن في التجارة والأمن من أجل الضغط على سلطنة عمان، التي تحظى بعلاقات ودية مع أبناء المهرة، بالإضافة إلى استيلاء الرياض على الطريق السريع الرئيسي، والمعابر الحدودية والموانئ للحد من التجارة من الدولة الصغيرة الغنية بالنفط.
وأضاف التقرير بأنه ومنذ أبريل من العام المنصرم يتظاهر الآلاف من المواطنين في المهرة بصورة منتظمة ضد بسط السيطرة من قبل الغزاة السعوديّين، وفي نوفمبر قتل جنود الاحتلال شخصين على الأقل عندما فتحوا النار عليهما أثناء مشاركتهما في مظاهرة سلمية للمطالبة برحيل القُــوَّات الغازية.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن نائب محافظ المهرة السابق علي بن سالم الحريزي أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية المؤيدة للاحتجاجات الشعبية ضد الوجود السعوديّ في المحافظة قوله: نحن تحت الاحتلال السعوديّ، ولا نحتاج إليهم.
وأكّــد التقرير بأن هذه الاحتجاجات المناهضة للاحتلال السعوديّ تأتي بعيدة عن حكومة ما يسمى الشرعية التي أكّــد مسئول موالٍ للعدوان للصحيفة طلب عدم نشر اسمه خوفاً من الانتقام السعوديّ بأنه ليس لدى هذه الحكومة أي رأي أَو سيطرة على تغلغل الرياض في المهرة، مبيناً أن النظامَ السعوديّ يستغل الوضع الفوضوي في البلاد، مضيفاً: نحن مؤيدون لتحالف العدوان الذي تقودُه السعوديّة ولكنها تقوم بانتهاك سيادة البلد، منوّهاً إلى أن اليمن وبعد أَكْثَـرَ من 4 سنوات من العدوان فإنه لم يعد عرضةً للهجوم فحسب بل على شفا الانهيار، حيث قتلت الغاراتُ الجوية للتحالف الذي تقوده الرياض وأبو ظبي آلاف المدنيين ودمّرت البُنية التحتية الحيوية بما في ذلك المستشفيات، وأصبح اليمن حالياً موطناً لأكبر تَفَشٍّ لمرض الكوليرا على الإطلاق، لافتاً إلى وفاة ما يقارب من 85000 طفل يمني من الجوع منذ بداية العدوان، وفقاً لمنظّمة “أنقذوا الأطفال” الدولية.
ولفتت “وول ستريت جورنال” وفي ديسمبر، إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي أصدر قرارًا يقضي بوقف الدعم الأمريكي للحرب السعوديّة في اليمن، في حين أن محافظةَ المهرة قد تجنبت الكثيرَ من الدمار الذي شهدته أماكنُ أُخْــرَى، فإن المحافظة تعتبر مؤشراً على كيفية إيقاف السكان المحليين الدورَ الكبيرَ للقوى الإقليمية.