زمنُ الهيمنة الأمريكية انتهى .. بقلم/ محمد فؤاد زيد الكيلاني
مُنذُ عشرات السنين وأمريكا هي شرطي المنطقة العربية حَتَّى أُطلق عليها شرطي العالم، وكان لها صولاتٌ وجولاتٌ كبيرةٌ ومؤثرة ومدمّرة في جميع أرجاء الأرض، وكانت تكيل بمكيالين بما يناسب مصالحها ومعتقداتها التي أصبحت في فترة من الزمن المسيطر الأول على العالم اقتصادياً وعسكرياً وسياسيّاً، ويتمثل ذلك في غزوها للعراق الذي لم يحقّق أي هدف سوى الدمار والخراب وقتل ملايين العراقيين الأبرياء، وتبعه غزوها لأفغانستان التي نالها أيضاً الدمار والخراب وخرجت منها مهزومة، ودول كثيرة في هذا العالم نالها الخراب والدمار من أمريكا مثل اليابان وفيتنام وبنما وغيرها.
حاولت أمريكا التدخل في شؤون فنزويلا في زمن الراحل شافيز، ولم تحقّق أي هدف؛ لأَنَّ شعب فنزويلا يسير خلف شافيز؛ لأَنَّه رجل وطني وصاحب مبدأ وضد التدخل الأمريكي في شؤونه الداخلية، وكان شافيز ضد الدعم الأمريكي لإسرائيل التي تعتبر العدو الأول للعرب، حَتَّى استلم من بعده مادورو نتيجة انتخابات حرة ونزيهة جرت في فنزويلا، وهذا الفوز لا يتماشى مع سياسة الإدارة الأمريكية وخصوصاً ترامب؛ لأَنَّ احتياطي النفط الموجود في فنزويلا بكميات هائلة جداً، يريد السيطرة عليه بطريقة البلطجة، والتدخل في شؤون فنزويلا الداخلية وإسقاط الرئيس المنتخب من قبل الشعب وإحضار معارضة موالية له، من أجل إسقاط مادورو المنتخب بطريقة ديمقراطية يشهد لها العالم.
في هذه الأحداث ما بين فوز مرشح منتخب من قبل الشعب بنسبة 70%، ومعارضة مدعومة من أمريكا تريد إسقاط هذا المرشح الديمقراطي للسيطرة على ثروات هذا البلد، والتلويح بعمل عسكري واقتصادي كبيرين ضدها، وقف القيصر الروسي والتنين الصيني لهذا التدخل الأمريكي في فنزويلا ليقولا لها –كفى.. زمن الهيمنة انتهى-، هذا وضع سياسيّ جديد في العالم بان تتدخل دولتان كبيرتان مثل روسيا والصين بوجه أمريكا، ونهاية سياسة القطب الواحد المسيطر على العالم. إذَا تدخلت روسيا ورفضت التهديد العسكري الأمريكي لفنزويلا تكون روسيا فرضت سيطرتها على العالم من جديد، والصين أيضاً بدورها الاقتصادي الذي تحارب به أمريكا منذ سنوات، أصبحت الآن ذات قوة لا يُستهانُ بها برغم أنها دولة شيوعية تسعى وراء السلام والاستقرار في العالم، وهذا واضح من خلال إعادة إعمار سوريا التي تسعى له الصين وروسيا ليكون لهما نصيب الأسد في إعادة الإعمار.
العربدة الأمريكية جاءت في وقت خاطئ؛ لأنَّ هناك دولاً قوية في العالم ومنها إيران وتهديدها المستمرّ لإسرائيل ودعمها لسوريا ولمحور المقاومة، هذه الأحداث تُنذر بحرب عالمية ثالثة إذَا استمر الوضع على ما هو عليه وبقيت العربدة الأمريكية أَو شرطي العالم يصدر أوامره وتعليماته لدول عظمى ترفض مثل هذه القرارات أَو التوجيهات الأمريكية.
* كاتب أردني- رأي اليوم