المغرب يؤكّــد انسحابه من تحالف العدوان ويستدعي سفيرَه في الرياض
المسيرة | خاص
أكّــد مسؤولون حكوميون في المغرب، انسحابَ بلادهم من تحالف العدوان على اليمن، واستدعاءَ السفير المغربي لدى السعوديّة، بعد تصاعد وتيرة الأزمة بين الرياض والرباط على خلفية مشاكلَ متراكمة ألقت بظلالها منذ البداية على مشاركة المغرب في تحالف العدوان.
ونقلت وكالة “اسوشيتد برس” الأمريكية، أمس الأول، عن مسؤولين حكوميين مغربيين، أن الرباط لن تشارك في التدخلات العسكريّة أو الاجتماعات الوزارية لتحالف العدوان، مؤكّــدين الانسحاب من التحالف، إضَافَـةً إلى استدعاء السفير المغربي لدى الرياض، لإجراء مشاورات حول طبيعة العلاقة بين البلدين، ما يعني تعقُّدَ الأزمة بينهما إلى حَـدٍّ كبير.
وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها دولةُ المغرب عن خطوة كهذه بشأن مشاركتها في تحالف العدوان، فقد صرّح وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الشهر الماضي، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن بلاده “غيّرت مشاركتها في التحالف بعد تقييم أدائه”، كما كانت مصادرُ قد تحدثت عن سحب المغرب لطائراتها المشاركة في تحالف العدوان العام الماضي.
وتأتي هذه الخطوة من قبل المغرب في إطار أزمة متصاعدة في علاقته مع السعوديّة، وقد بدأت هذه الأزمة منذ عام 2015، عند قيام الرياض بعرقلة تسليم جثمان الطيار المغربي الذي لقي مصرعَه جراء إسقاط طائرته الحربية في اليمن.
وتلا ذلك عدة أحداث ارتفعت فيها حدةُ التوتر بين المغرب والسعوديّة، وكان من بين مظاهر ذلك تصويت السعوديّة لصالح أمريكا لاستضافة مونديال كاس العالم القادم، على حساب المغرب.
وكشفت “اسوشيتد برس” أَيْضاً أن المغربَ رفض استقبالَ ولي العهد السعوديّ في زيارة كان الأخير ينوي القيام بها أواخر العام الماضي، وتم إلغاؤها، ونقلت الوكالة عن مَصْدَرٍ مغربي أن الرفضَ مثل “مأزقاً غير عاديّ بالنسبة لمحمد بن سلمان”.
ومؤخّراً هاجم الإعلامُ السعوديّ المغرب بشكل ملفت، حَيْـثُ بثت قناة “العربية” السعوديّة، فيلماً وثائقياً حول الصحراء الغربية، وادّعى الفيلم أن المغرب غزا تلك المناطق، عقب مغادرة المستعمرين الإسبان لها في عام 1975، فيما يعتبر المغرب أن الصحراء الغربية ضمن مناطقه الجنوبية.
واعتبر سياسيّون مغربيون أن تعمد الإعلام السعوديّ التشكيكَ بأحقية المغرب في السيادة على الصحراء الغربية، التي تشهد محاولات للانفصال، يأتي في سياق مُخَطّط سعوديّ أمريكي لتقسيم المغرب في إطار المُخَطّط الوسع لتقسيم وتفتيت الدول العربي.
وارتبطت تلك الأزمة على مختلف مراحلها بمشاركة المغرب في تحالف العدوان، حَيْـثُ جمدت الرباط دورها، وأعلنت انسحابَها بأَكْثَــر من شكل.
وتكشف التصرفاتُ السعوديّة تجاه المغرب عن طبيعة تعامل الرياض مع أعضاء تحالف العدوان، حَيْـثُ يبدو بوضوح أن من يرفضُ الرضوخَ للمشاركة في قتل اليمنيين واحتلال بلادهم، يتعرض لهجمة سعوديّة تستهدف سيادته ووحدته وأمنه، وهو ما يفسّر انحلال عقد “التحالف” وتفككه التدريجي المتواصل منذ بدء تشكيله، حَيْـثُ سبق وانسحبت ماليزيا، وباكستان، وتم طرد قطر، فيما تراجعت مشاركة الأردن بشكل كبير.