ناطق وزارة الصحة في حوار مع صحيفة المسيرة:
الإصابة بإنفلونزا الخنازير لا تستدعي الهلع.. والإهمالُ وعدمُ الوعي سببُ حدوث الوفيات
تكرّسُ وزارةُ الصحة كُلَّ طاقاتها لتوعية المواطنين بضرورة إسعاف المصابين بالإنفلونزا بصورة عاجلة، لمعرفة نوعها واتّخاذ الإجراءات الطبية اللازمة حسب نوع الإصابة؛ كون تأخّر الإسعاف سبباً رئيساً في تزايُدِ حالات الوفاة، فيما الإسراع بإسعاف المريض هو مفتاحُ الوقاية من هذا المرض.
وشهدت عدةُ محافظات على رأسها العاصمة صنعاء ومحافظات عمران وصعدة وإب وباقي المحافظات بنسبة أقل، ارتفاعاً في حالات الإصابة بإنفلونزا الخنازير الذي تقول وزارة الصحة إن تدميرَ العدوان للبنية الصحية في اليمن والحصار أيضاً من أسباب ارتفاع الإصابات؛ نظراً لعدم قدرة القطاع الصحي على التعامل السريع مع ظهور الوباء، بالإضَافَـة إلى عدم وعي المصابين بحقيقة إصابتهم، مشيرة في الوقت ذاته أن التعامل مع الإصابة يحتاجُ لسرعة الإسعاف دون أن يكونَ هناك أيُّ داعٍ للهلع والخوف؛ لأَنَّ العلاج متوفر لهذه الحالات التي تسارع في عرض نفسها على الطبيب.
وبهذا الصدد، أجرت صحيفة المسيرة حواراً قصيراً مع ناطق وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور يوسف الحاضري، كشف فيه عن الأعراض الخَاصَّـة بإنفلونزا الخنازير ومقارنتها مع أعراض الإنفلونزا العادية، لافتاً إلى كيفية إسعاف المصابين دون انتشار العدوى.
وفي الحوار تطرق الحاضري إلى أسباب انتشار المرض والأسباب الرئيسة في ارتفاع حالات الوفاة، نستعرضُها في الحوار التالي:
حاوره: إبراهيم السراجي
– كم عدد الإصابات بإنفلونزا الخنازير في اليمن؟
تقريرُ الإصابات بإنفلونزا الخنازير حتى يوم أمس: 643 إصابةً وَ127 وفيات موزّعة على أمانة العاصمة 239 إصابة، عمران 109، إب 81، صعدة 61، والبقية موزعة على بقية المحافظات. أما الوفيات فموزعة أيضاً على تلك المحافظات بتناسب عدد الإصابات في كُلّ محافظة.
– ما هي طبيعة إنفلونزا الخنازير؟
هو مثلُه مثلُ الإنفلونزا العادية إلا أن وباءَ إنفلونزا الخنازير نشأ عند الخنازير ومن ثَمَّ انتقل إلى الإنسان والآن ينتقلُ من الإنسان إلى الإنسان، وهو مرضٌ يصيبُ الجهازَ التنفسي.
– متى بدأت هذه الموجة الجديدة؟
بدأت موجةُ المرض منذ عدة أشهر، وكان بالإمكان مقاومتُها ومحاصَرتُها، لكن الآن مع ظروف الحرب والعدوان والتدمير الذي يتعرّضُ له البلد وخصوصاً القطاع الصحي، بالإضَافَـة إلى الحصار والحرب الاقتصادية، ومع هذه الأُمُور كلها أصبحت هذه الموجةُ وباءً، وانتشرت خلال الفترة الأخيرة مع بداية فصل الشتاء لهذا العام.
– هل هناك عوامل مرتبطة بالجغرافيا وعدد السكان ساهمت في انتشار المرض؟
لا.. قد تحصلُ هناك إصابةٌ ويحصلُ هناك ازدحامٌ ويحصل هناك عدوى بين المواطنين بينهم البين، فلا نستطيع أن نقولَ إنها مرتبطة بالزخم السكاني.
– حسناً.. هل تسبّبت شحّة الإمكانيات الطبية في ارتفاع حالات الوفيات؟
الوفياتُ هي أَوَّلاً؛ بسببِ عدم المعرفة الحقيقية للمرض وعدم التوعية والثقافة الحقيقية عند المريض أو المصاب، فيهمل المصاب نفسه مثلاً وعندما يتم إسعافه وقد وصل إلى حالة متأخرة من المرض لا يمكن تلافيها، وتحصل بعض الانفعالات عند المريض، فيما البعض يظن أنها إنفلونزا عادية، حتى يدخل المريض في مرحلة متأخرة لا يستطيع الأطباء بعدها أن يقدموا للمريض أيَّ شيء.
أيضاً في البداية كان لا يوجد دواءٌ في السوق، بل كانت هناك كمية قليلة جداً في الوزارة، وهو دواء لا يوجد بالسوق الدوائية، بحكم أنه دواءٌ لمرض لم يكن موجوداً أساساً، فلماذا سيوفره التاجر في السوق؛ لأَنَّ التاجر لا يوفر الدواء في السوق الدوائية إلا لمرض موجود ومنتشر.
الآن تم توفير الدواء، حَيْـثُ وفرت منظّمة الصحة العالمية نحو عشرة آلاف حبة، بمعدل 1000 جرعة، بمتوسط ألف شخص.
– كيف يتمكّن الشخص من معرفة المرض وكيف يتمكّن من وقاية وإنقاذ نفسه قبل أن يفوتَه الوقت؟
أعراضُ الإنفلونزا العادية “الزكمة” تظهر بتدرج يبدأ بانسداد الأنف ومن ثم يبدأ العطس بعدها تأتي الحمى، لكن “إنفلونزا الخنازير” تأتي كُلّ هذه الأعراض فجأة وبنفس الوقت.
– ماذا على المريض أن يفعلَ في حال ظهرت عليه أعراض إنفلونزا الخنازير؟
أولاً عند ظهور الأعراض على المريض أن يتجنبَ أولاً الاختلاط بالآخرين؛ كي لا تنتقلَ العدوى وثانياً المسارعة إلى أقرب مستشفى عام أو خاص، وهناك إذَا اكتشف الأطباء أن المريض تظهر عليه أعراضُ إنفلونزا الخنازير يتعاملون بموجب التعميم الذي لديهم من قبَل مكاتب وزارة الصحة في كُلّ المحافظات بحيث يتم الاتصال بالمكتب والذي بدوره لديه تعليمات صارمة بإرسال فريق متخصّص لمعاينة الحالة وتقديم العلاج لها.
– حسناً.. إذَا وُجدت حالةٌ مصابة بهذا المرض.. كيف يمكن لي إسعافه دون الإضرار بنفسي؟
اسعفْه أنت واحمِ نفسك منه وهو يحمي نفسَه منك، يعني تتخذ الإجراءات الطبيعية للنظافة مثل الكمامات، وإبعاد كُلّ ما يستخدمه المصاب “كالمناديل والكمامات” بحيث لا يصاب الآخرون دون الشعور بالقلق من المريض؛ لأَنَّ طرقَ الوقاية تلك تمنعُ انتقال العدوى.
– هل الإصابة تأتي فقط عن طريق العدوى أم أنها تأتي من تلقاء نفسها؟
الإصابةُ لا تأتي من تلقاء نفسها، بل تأتي عن طريق العدوى؛ لأَنَّه من الخنازير أساساً ينتقلُ إلى شخص وبعدها من الأشخاص بينهم البين.
– حسناً.. هل توجد طرق وقائية أخرى غير التقليل من الاختلاط بالآخرين؟
الموضوعُ لا يخيفُ إلى الدرجة التي يتصورها البعض، فبمُجَــرّد أن الإنسانَ يسعفُ نفسَه يتأكّــد هل هو إنفلونزا خنازير أو إنفلونزا عادية، والجهات الطبية ستقوم بواجبها في تقديم الأدوية اللازمة بعد معرفتها لنوع الإنفلونزا،. ولكن أهمّ شيء أن يكون عند الإنسان وعي؛ لأَنَّ الوعي أهمّ شيء.
– من خلال كلامكم.. هل سببُ ارتفاع الوفيات هو تأخر إسعاف المصابين إلى المستشفيات والمراكز الطبية؟
نعم بكل تأكيد؛ لأَنَّ الوعيَ بالمرض هو أساس الوقاية، أما التأخرُ فهو سببٌ رئيسٌ في الوفاة.
فالوعي والثقافة مهمةٌ جداً لمحاربة هذا المرض والقضاء عليه، كما يجبُ على المستشفيات أن تتواصلَ مع مكاتب الصحة للإبلاغ على هذه الحالات، فالمرضُ هذا لا يحتاجُ إلا إلى الوعي للقضاء عليه.
وأخيراً أقول: الإصابة بالإنفلونزا لا يستدعي هلعَ المواطنين فعلاجُه ممكنٌ ومتوفر، كما أنه لا يستدعي الإهمال أيضاً.