ملف الأسرى في اليمن يحرج الأمم المتحدة .. بقلم/ إسماعيل صلاح
الجولةُ الثانيةُ من المفاوضات بشأن مِـلَـفّ الأَسْـرَى في الأردن تكاد تنتهي كما بدأت ولا جديد يبعثُ للتفاؤل لحلحلة المِـلَـفّ الإنْسَـاني؛ نتيجةَ تعنُّت الوفد الممثل لقوى العدوان وما يقابله من مواقفَ أُمَـمية غير ملزمة رغم وضوح الرؤية وتجلي الطرف المعرقل.
نكسة إضافية في مسار المباحثات التي ترعاها وتشرف عليها الأُمَـم المتحدة وهذا ما بدا في تصريحات رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأَسْـرَى عبد القادر المرتضى مؤخّراً الذي حمل قوى العدوان مسؤولية إعاقة تنفيذ اتّفاق تبادل الأَسْـرَى على قاعدة الكل مقابل الكل ورفضه لإجراء تبادل جزئي من قوائم الطرفين.
ولأن أدوات العدوان لا يملكون القرار ولا يستطيعون القطع في أي اتّفاق يتم التشاور حوله لكونهم يمثلون فصيلاً واحداً ضمن أَطْرَاف خارجية وجماعات وفصائل متباينة ومتعددة في الداخل غير ممثلة في لجنة الأَسْـرَى لا يبدو أن ثمة مؤشراً على قدرة المبعوث الأُمَـمي على إتمام الصفقة وإعلان التبادل ولو في حده الأدنى ففاقد الشيء لا يعطيه.
وحرصاً على إنجاح اتّفاقية الأَسْـرَى للتخفيف بقدر الإمكان من المعاناة ووضع حَــدٍّ للتجاوزات التي تضعها الإمارات والسعوديّة منذ الانتهاء من مشاورات السويد منتصف كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي بإحجامهما عن الكشف عن مصير آلاف الأَسْـرَى في سجونهما الخاصة أطلق ممثلو الوفد الوطني مقترحا بالإفراج عن ٤٠٠ دون شروط كبادرة فتحت الباب أمام فرصة جديدة للأُمَـم المتحدة لإثبات جديتها وحرصها على تجاوز هذه العراقيل، وبالتالي الانتقال نحو العملية السياسيّة الأوسع نطاقا التي يتحدث عنها مارتن غريفيث مبعوث الأُمَـم المتحدة إلى اليمن في كُلّ مناسبة.
كل العروض المقدمة من الطرف الوطني لا يكتب لها النجاح والمبادرات دائماً ما تقابل بالحفاوة الأُمَـمية والرفض السعوديّ ـ الإماراتي، فلا جدية لدى أَطْرَاف العدوان في إحْـدَاث أي اختراق، وما يسيطر على مِـلَـفّ الأَسْـرَى القابعين في السجون والمعتقلات ينسحب على مِـلَـفّ الجثث في ساحات القتال، إذ ينوب الصليب الأحمر عن ممثلي الطرف الآخر خلال مناقشة هذا المِـلَـفّ وآلية تنفيذه دون أية نتيجة ملموسة على الأرض.
وبرغم ما يبديه مبعوث الأُمَـم المتحدة من تفاؤل إلا أنه لم يخرج من كُلّ الاجتماعات حتى اليوم ما يشي بحلحلة على هذا الصعيد، إذ لا يزال الطرف الآخر يحتفظ بما نسبته 90% من الإفادات عن الكشوفات المقدمة من الوفد الوطني، وهو المطلوب من قبله بحسب “الاتّفاق” في جولة عمان الأولى وقبلها صنعاء وعمان.
واذا ظلت الأُمَـم المتحدة تتعاطى مع هذا المِـلَـفّ الإنْسَـاني بهذه الدبلوماسية الزائدة عن اللزوم إرضاءً لقوى إقليمية ودولية متورطة وضالعة في العدوان على اليمن، فإن ذلك لا يشكك في حياديتها وحسب، بل ويثبت تواطؤَها ويقطع الطريق أمامها لاستئناف المباحثات السياسيّة وإنهاء العدوان على اليمن ووضع حَــدّ لأسوأ أزمة إنْسَـانية في العالم.
* العهد الإخباري