الأمم المتحدة تقلب الحقائق وتتستر على المرتزقة في الطريق إلى مطاحن البحر الأحمر
المسيرة: إبراهيم السراجي
أبدت قيادةُ السلطة المحلية في الحديدة استغرابَها مما ورد في بيان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك بشأن تعذّر الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر التي تحوي كمياتٍ كبيرةً من القمح تكفي لأكثرَ من 4 ملايين يمني، واتّهامه لقُــوَّات الجيش واللجان الشعبيّة برفض فتح الطرق المؤدي للمطاحن؛ بسببِ ما وصفها “مخاوفَها الأمنية”، أي أنه زعَمَ أن قُــوَّاتِ الجيش واللجان رفضت فتحَ الطريق لأسباب أمنية، متجاهلاً المبادرات التي قدّمها ممثلو الوفد الوطني باللجنة المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة.
وزَعَم لوكوك في بيانه أن قُــوَّاتِ الجيش واللجان “رفضت منحَ الأمم المتحدة تصريحاً بعبور الخطوط الأمامية” المؤدية إلى ما وصفها “المناطق التي تسيطر عليها الحكومة” في إشارة إلى مناطق المرتزِقة، للوصول إلى مطاحن البحر الأحمر مضيفاً أن قُــوَّات الجيش واللجان برّرت ذلك بـ “المخاوف الأمنية”.
وكيلُ محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد أبدى استغرابَه مما ورد في بيان مارك لوكوك، مؤكّــداً في تصريح خاص لصحيفة المسيرة، أنه منذ وصول الجنرال الهولندي باتريك كاميرت على رأس لجنة التنسيق المشتركة اقترح ممثلو الوفد الوطني فتح الطريق المؤدي إلى مطاحن البحر الأحمر من جهة مناطق سيطرة الجيش واللجان ومن الجهة الأُخْــرَى في كيلو16، حَيْــثُ مناطق سيطرة المرتزِقة، مضيفاً أن الأممَ المتحدة كانت على علمٍ برفض الطرف الآخر لهذا المقترح ولم تمارس أي ضغط عليه ولم تعلن للرأي العام رفضَ ممثلي العدوان لهذا المقترح.
وفيما أشار بيان لوكوك إلى أن الأمم المتحدة لم تتمكّن من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر منذ سبتمبر الماضي وهو تأريخ سيطرة المرتزِقة على المطاحن، رأى وكيل المحافظة أن ذلك يؤكّــد أن مشكلة الوصول إلى المطاحن بدأت بسيطرة على المرتزِقة عليها باعتراف لوكوك نفسه إلا أن الأمم المتحدة تجاهلت ذلك وقامت بقلب الحقائق في هذا البيان.
ولفت وكيل محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد في حديثه لصحيفة المسيرة أنه وبالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث للحديدة في 29 يونيو الماضي شاهد العالَمُ بالصوت والصورة استهدافَ مرتزِقة العدوان لفريق نزع الألغام الذي كان يقوم بعمله لفتح الطريق إلى مطاحن الأحمر، مَا أَدَّى لاستشهاد عضو الفريق المهندس محمد فؤاد العذري أثناء تواجد فريق المراقبين التابعين للأمم المتحدة والذين ظهروا في مقطع الفيديو الذي بثته القنوات الوطنية لحظة استهداف فريق نزع الألغام.
وأضاف الوكيل أن الأمم المتحدة تجاهلت إدانة الاستهداف على نحو علني واكتفت عبر مبعوثها الذي زار صنعاء بعد الحادثة بتقديم العزاء للرئيس مهدي المشّاط باستشهاد المهندس العذري الذي كان يشارك في فتح الطريق المؤدي إلى مطاحن البحر الأحمر وفقاً لاتّفاق توصلت إليه اللجنة المشتركة برئاسة باتريك كاميرت قبل الحادثة بيوم واحد فقط.
وأشار وكيل المحافظة إلى أنه جرى إبلاغُ الأمم المتحدة بشكل مستمرّ بالاستعداد لفتح الطريق في أية لحظة غير أن الطرف الآخر يعرقل ذلك في كُــلّ مرة دون أن تخرج الأمم المتحدة لتوضح ذلك للرأي العام أَو تمارس ضغوطاً على الطرف الآخر للمضي في تنفيذ الاتّفاقات.
من جانبه، وصف نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزي، بيانَ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك بـ “المقزز”؛ نظراً لما تضمنه من أكاذيب.
وقال العزي عبر صفحته بموقع تويتر: “ننفي نفياً قاطعاً ما ورد في بيان لوكوك ونعتبره أكاذيبَ مقزّزة للغاية” مضيفاً أنه كان على لوكوك أن “يتذكر بأننا أصحاب مبادرة فتح الطريق إلى المطاحن وأن الطرف الآخر قد أطلق النار علينا وقتل زميلنا العذري ونحن وقتها نحاول فتح الطريق”.
وأضاف العزي، أنه كان على لوكوك أن يتذكر تعازي زملائه في الأمم المتحدة باستشهاد المهندس العذري أثناء محاولته فتحَ الطريق المؤدي إلى مطاحن البحر الأحمر.
واعتبر العزي أن لوكوك وضع نفسَه في موقف محرج، متسائلاً: “هل يستطيعُ لوكوك أن يكشفَ عن مستنده في هذا البيان؟ هل يمكنه أن يبعثَ لنا بنسخة مثلاً من طلب التصريح أَو من الرفض؟ هل يعلم أن الطرفَ الآخر أطلق النارَ علينا ونحن والفريق الأممي نفتح الطريق؟”.
وبالعودة إلى وكيل محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد، فقد أشار الأخير في تصريحه لصحيفة المسيرة إلى أن لوكوك زار الحديدة عدة مرات ولمس التسهيلاتِ من قبل قيادة السلطة المحلية والجيش واللجان الشعبيّة، وبالتالي ما ورد في بيانه كان مستغرباً لمعرفته بالوقائع على الأرض.
واعتبر وكيل الحديدة أن ما ورد في البيان محاولةً من الأمم المتحدة للتغطية على فشلها في تحقيق أي اختراق للوصول إلى مطاحن البحر الأحمر بعدم قدرتها على الضغط على الطرف الآخر لتنفيذ التزاماته.