النظام السعوديّ يدفع بمأساة اليمن إلى غياهب النسيان
المسيرة| خاص:
أكّــدت وسائل إعلام أجنبية حقيقة التعتيم الإعلامي المتعمد من قبل النظام السعوديّ الذي يقود حرباً عسكريّة ظالمة على اليمن منذ العام 2015، تسبب بإزهاق أرواح الآلاف من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، بالإضَافَة إلى إحداث أزمة اقتصادية كبيرة، حيث يحتاج ما يقارب 20 مليون مواطن يمني من أصل 29 مليون نسمة هم عدد السكان، إلى مساعدات غذائية عاجلة.
وفي تقرير مطول للألماني “ماكسيم لانداو” نشر على موقع راديو ولاية بافاريا الحرة الألماني “بايريشر روندفونك”، أشار إلى معاناة اليمنيين التي لا يعلم عنها سوى قليل من الناس؛ بسببِ غياب اهتمام وسائل الإعلام بالحرب الدائرة في اليمن، داعياً إلى ضرورة أن تكون هناك تغطية إخبارية للوضع في اليمن عن طريق الصور والتسجيلات والفيديوهات والقصص.
وتضمن التقرير تصريحاً للصحفي “فولكر شفينك” من القناة الألمانية الأولى الرسمية في برلين، حول زيارته إلى اليمن عدة مرات لتغطية الأخبار عن الوضع الإنساني فيها، مؤكّــداً أن النظام السعوديّ يلعب دوراً حاسما بشأن التعتيم الإعلامي في هذا البلد؛ لأن لا شيء يتم دون الحصول على إذن من الرياض، حتى مجرد الدخول إلى اليمن بات أمراً صعباً؛ بسببِ تضييق الخناق من قبل المملكة التي هي نفسها تقود الحرب العسكريّة على اليمن وتشن حملات القصف الجوي على المدن اليمنية، ساخراً من التبريرات التي تسوقها للصحفيين بشأن منعهم من الدخول إلى اليمن بحجة المخوف الأمنية.
وأشار الصحفي الألماني “شفينك” إلى أن السبب الحقيقي لمنع السعوديّة دخولَ الصحفيين إلى اليمن أنها لا تريد أن يتضح أنها فشلت عسكريّاً في اليمن ولم تحقّق أي شيء على الأرض في حربها العدائية منذ عدة سنوات، ناهيك عن رغبتها في عدم التوضيح للعالم مدى معاناة السكان المدنيين جراء هذا العدوان، مبيناً أن التغطية الإعلامية ضرورية لإبراز الوضع الإنسان في اليمن من أجل أن يشعر الجميع بمعاناة هذا البلد، لافتاً إلى العديد من الأسباب التي صرفت الانتباه عن حرب اليمن أهمها إطالة أمد العدوان، مما أدّى إلى نسيانها وثانياً؛ لأَنَّ هذا البلد بعيد جداً عن المانيا، ومن الأسباب أيضاً عدم نزوح أي مواطن يمني إلى دول أوروبا أسوة بالسوريين ولا يصل أحد إلى أوروبا فاراً من اليمن؛ لذا يبقى بعيداً عنا، مضيفاً: إذا لم تتمكّن وسائل الإعلام من لفت الانتباه لهذا البلد، فعليها تصوير ما يجري هناك، وربما عليها أن تخفف من الجدل حول الهجرة إلى ألمانيا وتُكثر من الحديث عن مسببات الهجرة، التي لم تشغل حيزاً كافياً من التغطية.
وأضاف الصحفي بأن الكثيرون لا يعلمون شيئاً عن الوضع في اليمن التي تسبب العدوان السعوديّ فيها بإزهاق حوالي 700 ألف شخصٍ، إضَافَة إلى أن حجم المجاعة في البلاد كارثي، حيث يعاني 400 ألف طفل من سوء التغذية المهددة للحياة، ووفقاً لتقارير المنظمات الإغاثية فإن كُلّ عشر دقائق يموت طفل نتيجة لسوء التغذية، منوّهاً أن البلد بأكمله يعتمد على المساعدات الإنسانية ولا أحد في العالم يتحدث عن ذلك، واليمن ايضاً تستعر فيه الحرب ويُنشب الفقرُ مخالبَه فيه في ظل أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بـ “الأسوأ في العالم”.