ثورة 21 سبتمبر تُنهي عصرَ الوصاية .. بقلم/ عبدالباسط سران
الدولة التي عرقلت بناء الدولة الحديثة في اليمن وأوقفت قيامها هي مملكة الشر صهيوسعوديّ تعودت خلال العقود الماضية علَى أن لا يقول لها أحدٌ كلمة (لا)، فجاءت ثورة 21 من سبتمبر2014م لتفرض هذه كلمة (لا) المحرمة علَى اليمنيين في السابق، والتي التف حولها اليمنيون وشعروا بعد قولها بأن كرامتهم وسيادتهم المسلوبة قد عادت إليهم ما عدا حفنة من العملاء والمرتزِقة الذين تعودوا علَى بيع الأوطان بثمن بخس كما يفعل اليوم حزبُ التجمع اليمني للإصلاح والمتحالفون معه وبعض مؤيديه وأنصاره، حَيْــثُ لم يخجلوا علَى أنفسهم من مجاهرتهم بتأييد العدوان علَى بلدهم علناً والقتال إلى جانبه، ويتباهون بذلك في بيانات رسمية، وعليه فقد جاءت ثورة 21 من سبتمبر لتقطع عليهم الطريق؛ لأَنَّ شعارها الأَسَاسي الذي رفعته بعد قيامها مباشرة هو: بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحرير اليمن من الوصاية الخارجية ليحل محلها تحقيقُ الشراكة الوطنية بين كُلّ الأَطْرَاف السياسيّة حتَّى لا يستأثر طرف علَى الآخر، بحيث تكون مهمة بناء الجديد من مسؤولية كُلّ أَبْنَائه.
مع أن ثورة 21 سبتمبر كان بإمكانها أن تنفرد بالقرار وتشكل بمفردها الدولة كما فعل الإخوان المسلمون بعد ما سمي بثورات الربيع العبري عام 2011م عندما أقصوا كُلّ الأَطْرَاف الأُخْــرَى التي لا تتفق مع توجهاتهم السياسيّة فخسروا كُلّ شيء في غمضة عين، غير مدركين أن مهمة بناء الشعوب والأوطان وقيادتها نحو مسار صحيح مهمة مجتمعية تشارك فيها كُلّ الأَطْرَاف السياسيّة بدعم شعبي وهذا ما أزعج القوَى الخارجية المتدخلة في الشأن اليمني؛ لأَنَّها أرادت لليمنيين أن يبقى قرارهم تحت وصايتها وتسييرهم حسب أهوائها وخدمة مصالحها، وعندما أدركت تلك القوَى أن الأمر قد استعصى عليها وأن اليمنين عازمون علَى بناء دولة وطنية قوية وعادلة تجعل منهم رقماً مهماً في المنطقة لاستعادة دورهم الريادي الذي عُرفوا به علَى مدَى تأريخهم القديم والحديث، حَيْــثُ كان لهم شرفُ السبق منذ سبعة آلاف عام طار صواب الأنْظمةِ التي أسستها بريطانيا في شمال الجزيرة العربية والخليج وجعلت منها دويلات متفرقة تحت الحماية الخارجية؛ لأَنَّهم يدركون تماماً لو أن اليمنيين نجحوا في بناء دولتهم الحديثة واستعادوا مجدهم فإن دويلاتهم المصطنعة قد تنتهي وتتلاشى تلقائياً؛ ولذلك فهم يعتقدون بأن عدوانهم الإجرامي علَى اليمن وشعبها العظيم ونحن علَى أبواب العام الخامس هو دفاع عن أنظمتهم ودويلاتهم المزعومة رغم قناعتهم غير المعلنة أن اليمنيين لا يكنون لهم إلّا كُلّ الود والاحترام ولا يتدخلون في شؤونهم، بل إن هذه الدول قد بنيت علَى أكتاف اليمنيين كما أنهم يعلمون جيداً بانهم لن يستطيعوا إعَادَة العجلة التي انطلقت إلى الوراء وأن إرَادَة الشعب اليمني العظيم هي المنتصرة دوماً؛ كون إرَادَة الشعوب من إرَادَة الله، لا تقهر.
ونؤكدُ هنا أن العملاء والمرتزِقة المرتبطون بالعدوان مهما حاولوا أن يتجملوا أَو يخدعوا الآخرين بخطابهم الإعلامي التضليلي المثير للفتنة لقلب الحقائق وما يحمله من كلمات الإثارة المنمقة التي يتقنون استخدامَها جيداً لاكتساب ثقة من يستمع إليهم، مع أنهم يدركون سلفاً بأن من يطلع علَى خطابهم لم يعد يصدقهم بقدر ما يسي هذا الخطاب المضلل إلى سُمعة اليمن في الخارج لدَى أولئك الذين لا يعرفون حقيقة هؤلاءِ وكيف يتعاملون مع القضايا الوطنية من منطلق يخدم بشكل مباشر مصالحهم الضيقة وهو ما يتماشى مع خطاب دول تحالف العدوان الني صدّعت به رؤوس اليمنيين صباحَ ومساء ولكنه لم يؤتِ ثماره بعدُ؛ لأَنَّه خطاب كاذب ولا يصدقه إلّا قائله وواضعه.