متطلباتُ بلوغ القمة .. بقلم/ عبدالله إبراهيم
لو كان الوصولُ إلى القمة سهلاً لما كانت الطريق للوصول إلى قمة الجبل مليئة بالصخور والهاوية، ووعورة الطريق للصعود، سبباً لبذل الجهد..
إنَّ قمةَ الجبل لا يمكن الوصول إليها إلّا بعد عبور الصخور والعوائق، وذلك ليس سهلاً، وقد لا يتمكّن البعضُ من الصعود إما لضعف في التحمل أَو لعدم توفر الإرَادَة أَو الاستسلام للتعب أَو لشدة وعورة الطريق..
القلة والقلة فقط هي من تتمكّن من الوصول للقمة..
والقمة هنا لا تعني القيادة وإنما تعني بلوغ الهدف وتحقيقه..
المسيرة القُـرْآنية هي الهدفُ والقمة، وعلى كُلّ من التحق بها أن يعيَ أن الطريقَ مليء بالصعوبات والمشقات، وأن جهداً عظيماً يتطلب من ملتحقيها لتحقيق هدفها..
العوائقُ كثيرة، منها ما هو خارجي واضح، ومنها ما هو خفي، وفي أحيان يكون التعثر من داخلها عائقاً وربما أَشَدّ من العائق الخارجي..
عندما يصعد مجموعة إلى قمة جبل مليء بالصخور فَإنّ تخطي تلك الصخور يتطلب جهداً يمكن الصاعدين من التغلب، عليها، وفي أحيان يكونُ البعضُ غير قادرٍ على الصعود، فيتدحرج، وقد يسقط آخرون عند تدحرجه أَو يمسك بغيره فيجره معه إلى اسفل الجبل..
إن الهدفَ الأعظم وهو نيل رضا الله يتطلب إرَادَة وعملاً عظيمَين، فمحاربةُ أهواء النفس هو الأَشَدُّ والأصعبُ، وهو ما يمثّل العائق الداخلي، فإذا انتصر الإنْسَـان على أهوائه تمكّن من الانتصار على التحديات الخارجية والإغراءات أَو التهديدات..
نحن مطالَبون في كُلّ حين بأن لا نتوقف عن الانتصار على أهوائنا ومحاربة الشيطان في أنفسنا، كما نحن مطالبون أيضاً بأن لا نترك لأي أحد أن يعرقلَ مسيرةَ الصعود للقمة وتحقيق الهدف الرباني حتى لو كان العائقُ ممن لم يتمكّنوا من الاستمرار في مكافحة النفس وأهوائها من الذين هم من تلك المسيرة، كما لا يجوز أن نتركَهم يسقطون فسقوطُهم قد يجر غيرَهم إلى السقوط، ولكن الواجبَ أن نقفَ معهم ليتغلبوا على أهوائهم وعلى انحرافهم أَو عدم فهمهم، وقد يكون الوقوف معهم يتطلب إجراءات صارمة ليعرفوا أنهم قد انحرفوا عن الطريق..
الطريقُ طويلٌ ومليء بالعوائق وما علينا سوى الاستمرار ومعرفة الأخطار الخارجية والداخلية وتصحيح مسار مَن انحرف عن الطريق..
وإن النصر لقريب..