وفاة الطفلين الملتصقين في صنعاء.. بين جريمة العدوان ومتاجرته
المسيرة: خاص
كشفت قضيةُ وفاة الطفلين الملتصقين بالعاصمة صنعاء عن جانبٍ من الجرائم المزدوجة التي يرتكبها العدوانُ الأمريكي السعوديّ على اليمن وحصاره المطبق منذ أربع سنوات والتي أدت لوفاة أكثر من 85 ألف طفل خلال هذه الفترة بحسب تقارير الأمم المتحدة التي عزت الأسباب إلى تدمير البنية التحتية للقطاع الصحي في اليمن ومنع دخول الأدوية وكذلك بسبب الحصار الذي يحولُ دون تمكين المرضى ذوي الأمراض الخطيرة من السفر إلى الخارج.
ورغم أن الطفلين اللذين توفيا، أمس الأول، كانا من ضحايا العدوان والحصار إلا أن النظامَ السعوديّ لم يكتفِ بهذه الجريمة بل سارَعَ للمتاجرة بها عندما أعلن عبر وسائل إعلامه الرسمية وغير الرسمية أن ما يسمى “مركَز الملك سلمان ينسق مع التحالف لعملية نقل توأمين سياميين يمنيين من صنعاء” فيما كان تحالف العدوان في الوقت ذاته يرفض الاصغاء لكل المناشدات التي أطلقت للسماح للطفلين بالسفر إلى الخارج لإنقاذ حياتهما دون جدوى.
المتحدثُ باسم وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري زوّد صحيفة المسيرة بنسخ من المناشدات والمذكرات التي أصدرها وزير الصحة الدكتور طه المتوكل ووجهها للمنظمات الأممية والدولية يطالبها بـ “إرسال طائرة عاجل لإنقاذ حياة التوأم الملتصقين وفتح مطار صنعاء” غير أن هذه المناشدات لم تجد أي صدى، مَـا أَدَّى لوفاة الطفلين لتصبح قضيتهما شاهدة على جرائم العدوان والحصار وتواطؤ المجتمع الدولي الذي أَدَّى لوفاة عشرات الآلاف من الأطفال وكذلك من الرجال والنساء الذين مُنعوا من السفر إلى الخارج.
وأشار الدكتور الحاضري في حديثه لصحيفة المسيرة إلى أن تحالفَ العدوان ارتكب الجريمةَ بحق التوأم الملتصق وتاجر بها إعلامياً في الوقت ذاته، متسائلاً: أين ما يسمى مركز سلمان مما تعرض ويتعرض له الأطفال في اليمن من جرائمَ يرتكبها النظامُ السعوديّ نفسُه والدولُ المتحالفة معه، مضيفاً أن محاولة النظام السعوديّ المتاجرة بقضية الطفلين والتسبب بوفاتهما دليل إضافي على أن العدوان يرفض السماح للمرضى بالسفر إلى الخارج لإنقاذ حياتهم فترك عشرات الآلاف يفقدون حياتهم لينضموا إلى الضحايا الذين استشهدوا بفعل الغارات الجوية الإجرامية.
وكانت وزارة الصحة العامة والسكان أعلنت يوم السبت وفاةَ الطفلين اللذين وُلِدَا ملتصقين الأسبوع الماضي في العاصمة صنعاء.
وقالت الصحة في بيان تلقت صحيفة المسيرة نسخة منه: إن الطفلين ماتا “بسبب الحصار الجائر على بلادنا من قبل دول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ والذي رفض فتح مطار صنعاء لإخراجهما للعلاج في الخارج رغم المناشدات التي أطلقتها وزارة الصحة العامة والسكان والأطباء المعالجون له والتي للأسف الشديد لم تجد لها آذاناً صاغية على المستوى الدولي سواء في الأمم المتحدة أَو المجتمع الدولي”.
وأشار بيان وزارة الصحة إلى أن الطفلين حُرما “من حَـقّ الحياة رغم أنه كان هناك أملٌ كبير في بقائهما على قيد الحياة”، محملاً “دولَ تحالف العدوان والأمم المتحدة مسئوليةَ وفاتهما”.
ولفت البيان إلى أن الأممَ المتحدة “لم تتفاعل بإنسانية، مما تقتضيه مسئوليتها الإنسانية بعد مناشدة وزير الصحة لها ولجميع المنظمات بسرعه إنقاذهما منذ لحظة ولادتهما”، داعياً “جميع المنظمات بأن يرفعوا من معدّل سرعة الاستجابة لكل قضايا اليمن الصحية والإنسانية لتقليل سقوط وفيات أكثر”.