قوات الاحتلال السعوديّ تستولي على معسكر لخفر السواحل في “حوف” وسط رفض شعبي
المسيرة | المهرة
صعّد الاحتلالُ السعوديّ من وتيرة تحَـرّكاته في محافظة المهرة، خلال اليومين الماضيين، حَيْــثُ أرسل عناصرَ عسكريّةً من قُــوَّاته والمليشيات التابعة له إلى مديرية حوف، لاقتحام معسكر تابع لقُــوَّات خفر السواحل هناك والسيطرة عليه، وسط رفض وجهاء ومشايخ المديرية، في خطوة جاءت متوازيةً مع بدء تشكيل مليشيات ما يسمى “النخبة المهرية” التابعة للاحتلال الإماراتي والتي حذر منها مسؤول محلي، مُشيراً إلى أنها ستحوّل المحافظة إلى مسرح للفوضى على غرار عدن وبقية المحافظات المحتلّة.
وأفادت مصادرُ محلية بأن قُــوَّاتٍ عسكريّةً سعوديّة مكونة من عشرات الجنود وعدد من الأطقم وصلت إلى مديرية حوف، وسيطرت على معسكر لقُــوَّات خفر السواحل هناك، لتحويله إلى ثكنة عسكريّة سعوديّة، على غرار الكثير من المناطق والمقرات التي تستولي عليها قُــوَّات الاحتلال السعوديّ في المحافظة.
وأوضحت المصادر أن قُــوَّات الاحتلال استقدمت أَيْضاً عناصر من مليشيات المرتزِقة التابعة لها والتي يرعاها المحافظ المعيّن من الاحتلال راجح باكريت؛ لغرض اقتحام المعسكر والسيطرة عليه.
ونقلت المصادر عن قائد قُــوَّات خفر السواحل في المنطقة، قوله إنه لم يكن على علم بالأمر وأنه تفاجأ بقدوم القُــوَّات السعوديّة، وهو ما يؤكّـد أن سلطات حكومة المرتزِقة الموجودة في المحافظة غير قادرة حتى على التظاهر بوجودها، وأن الاحتلال يدير الأمور بشكل مباشر.
ورداً على هذه الخطوة، عقد مشايخ ووجهاء وأعيان مديرية حوف، أمس، لقاءً تشاورياً خرج ببيان، حصلت الصحيفة على نسخة منه، أكّـدوا فيه على رفضهم القاطع لأية “استحداثات عسكريّة” داخل المديرية وحذروا من أية خطوات تستهدف المديرية التي تم إعلانُها محمية طبيعية عام 2005.
كما طالب البيانُ بإيقاف الممارساتِ التعسفية التي تمارسها المجموعاتُ التابعة للاحتلال في منفَـذ صرفيت، والتي تعرقل عمل المنفَـذ وتستهدفُ العابرين منه.
ونقلت مصادرُ إعلامية عن وجهاء من المديرية أن الاستيلاء على معسكر خفر السواحل سيكون متبوعاً بخطوات أخرى مماثلة لإقامة معسكرات وثكنات لقُــوَّات الاحتلال، مشيرين إلى أن هذه طريقة الاحتلال المعهودة في كُــلّ المناطق التي وصل إليها داخل المحافظة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن نشاط متواصل لقُــوَّات الاحتلال في السيطرة على مختلف المناطق والمرافق داخل المحافظة، وتحويلها إلى ثكنات عسكريّة وسجون ومعتقلات لتثبيت تواجد الاحتلال وقمع أية معارضة محلية، من أجل تنفيذ المُخَطّطات السعوديّة والإماراتية.
وكانت مصادرُ محلية كشفت الأيّام الماضية عن خطّة للاحتلال الإماراتي لتشكيل نسخة “مهرية” من مليشيات ما يسمى “النخبة” بالتعاون مع عناصر من تنظيم القاعدة، وذلك عبر ما يسمى “المجلس الانتقالي” التابع للإمارات في المحافظة، والذي تم تكليفه بتجنيد خمسة آلاف فرد لتشكيل “نخبة مهرية”.
وأكّـد وكيلُ المحافظة لشؤون الشباب، بدر كلشات المهري، مساء أمس الأول، إقدامَ الاحتلال الإماراتي على تلك الخطوة محذراً من خطورة “ملشنة” المهرة، وتحويلها إلى مسرح فوضى وصراعات على غرار عدن وحضرموت وشبوة التي يسيطر عليها الاحتلال.
وقال المهري في بيان نشره على صفحته في موقع فيسبوك: إن ما يسمى بالمجلس الانتقالي في المحافظة “قام بعدة محاولات لتكوين قُــوَّات أحزمة (يشير إلى ما يسمى قُــوَّات الحزام الأمني التابعة للاحتلال الإماراتي، ونُخبة مهرية كتلك التي في عدن والمكلا وشبوة”، موضحاً أن الهدفَ من تشكيل هذه القُــوَّات هو إثارة الفوضى داخل المحافظة.
وأكّـد كلشات أن إقدامَ الاحتلال الإماراتي على تشكيل ما يسمى “النخبة المهرية” يأتي بالتنسيق مع “عناصر متطرفة ومتشدّدة تم نقلُها من مناطقَ أخرى إلى محافظة المهرة”، وهو ما يؤكّـد صحة الأنباء التي وردت خلال الأيّام الماضية عن قدوم عناصر تكفيرية إلى المهرة وتمركزها في مقرات الاحتلال.
هذا التصاعدُ المتوازي في نشاطات الاحتلال داخل محافظة المهرة على المستوى العسكريّ، وتواصل قدوم القُــوَّات المحتلّة والمليشيات، يشير إلى أن كُــلّاً من الرياض وأبو ظبي تعملان بشكل مكثّف على تفجير الوضع داخل المحافظة في محاولة للاستفادة من ذلك التحشيد العسكريّ في قمع الحراك الشعبي المهري الرافض للاحتلال، إلى جانب إيجاد فرصة لتنفيذ المشاريع الخَاصَّـة بهما داخل المحافظة والتي من ضمنها مد الأنبوب النفطي الذي يرفضه أبناء المحافظة أَيْضاً.