الرتب العسكريّة على أكتاف المرتزقة في أقذر عملية بيع وشراء الأوطان
المسيرة| هاني أحمد علي:
لم يكتفِ تحالفُ العدوان السعوديّ الإماراتي ومرتزِقته في ما يسمى حكومة الشرعية بتدمير البُنية التحتية لليمن على مدى أربع سنوات، سواءٌ أكان ذلك على الجانب الاقتصادي الذي بلغ ذروتَه في الانهيار جراء طباعة ما يقارب تريليوني ريال بدون غطاء، ما أَدَّى إلى انخفاض قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية الأخرى وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية في عموم محافظات الجمهورية بما فيها الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، أو على الجانب الصحي الذي يفتقرُ إلى أبسط مقومات الحياة من أدوية ضرورية ومعدات طبية وغيرها، أو على الجانب التعليمي الذي يمارس فيه المعلمون والتربويون عملهم للعام الرابع بدون رواتب ومستحقّات مالية حرمتهم منها حكومة المرتزِقة بسبب نقل البنك المركزي من العاصمة إلى عدن المحتلّة.
القطاعُ العسكريّ والأمني لم يكن بمنأىً عن مُخَطّط العدوان ومرتزِقته لتدمير كُــلّ ما له صلة بالحياة في اليمن واستهداف المؤسّسات الخدمية والسيادية بشكل ممنهج ومنظّم؛ بهدف حرمان البلد من أبسط مقومات الحياة من بُنية تحتية وغيرها، حَيْــثُ تواصل حكومة الفارّ هادي ومرتزِقة حزب الإصلاح الموالي للعدوان النيلَ من المؤسّسة العسكريّة بصورة مباشرة يؤكّـد حقيقةَ الدور الخبيث المناط بهم لتحويلها إلى مؤسّسة عائلية يتم تقاسم مخصّصاتها المالية بين أطراف المرتزِقة في عمليات فساد كبرى فاحت رائحتها الكريهة للجميع وإلغاء دورها الحقيقي خدمةً لصالح الاحتلال الذي يريد تشكيل ميليشيات ومسلحين مرتزِقة تابعين له كما هو الحاصل في المحافظات الجنوبية المحتلّة التي تديرها ما يسمى قُــوَّات النخبة والحزام الأمني.
وكشف التلاعبُ بالرتب العسكريّة التي تم منحُها لأطفال قيادات ومسئولين في حكومة المرتزِقة وقيادات في حزب الإصلاح، في أقذر عمليات البيع والشراء للأوطان بلغت حَـدّ الاستهتار والاستخفاف بتلك الرتب التي أُعطيت كهبات ومجاملات وشراء الولاءات والمواقف سيما في المناطق والمحافظات الجنوبية المناهضة لوجود الاحتلال، وصلت إلى رتبة لواء تم منحُها العام الماضي لنجل المرتزِق محمد بن ناجي الشايف ونجل المرتزِق صغير بن عزيز وغيرهم الآلاف، كما عمدت حكومة الفارّ هادي على إصدار بطائق عسكريّة جديدة لأكثرَ من 20 ألفَ مجند في المنطقة الرابعة والداخلية بعدن المحتلّة بأرقام قديمة لمتقاعدين من الجيش والأمن؛ كي تتسنى لها تغطيةُ فضائحها في منح رتب عسكريّة من ملازم حتى عميد لأولاد الفاسدين والنافذين والوزراء والتجار المرتزِقة وبأسعار خيالية جداً تذهب لجيوب الفاسدين والهوامير في حكومة المرتزِقة.
وفي فضيحة مدوية، تداول ناشطون وإعلاميون جنوبيون، أمس الأحد، بمواقع التواصل الاجتماعي وثيقةً رسمية صادرة عن مكتب الفارّ هادي، حَيْــثُ أقدم المدعو عبدالله العليمي – مدير مكتب الفارّ، بإصدار قرار يقضي بترقية شخص مدني يعملُ تاجراً للملابس في السعوديّة إلى رتبة مقدم بوزارة الداخلية التابعة للاحتلال ومرتزِقته، في سابقة خطيرة تؤكّـد مدى امتهان المرتزِقة للرتب العسكريّة ومدى الانحطاط الذي وصل إليه الفارّ هادي بعد أن تحول إلى دمية بأيدي حاشيته ومقرّبيه تحرّكه كيفما تشاء.
وأوضحت الوثيقة التي حصلت عليها صحيفة “المسيرة” بأن القرار الصادر عن مكتب الفارّ هادي يقضي بترقية المرتزِق فارس قاسم صالح أحمد، أحد التجار المقربين من نجل الفارّ هادي إلى رتبة مقدم.
وأثار القرار استياءَ واستنكارَ المواطنين في الداخل والخارج؛ كون المدعو فارس قاسم صالح أحمد، يُعَدُّ مالك محلات المحضار للملابس الجاهزة في مدينة الرياض ولا يمتلكُ ما يؤهّله للحصول على هذه الرتبة العسكريّة بشكل عبثي سوى أنه صديق مقرّب للمرتزِق جلال هادي والمرتزِق عبدالله العليمي الذي ينتمي لحزب الإصلاح الموالي للعدوان والمسيطر على قرار الفارّ هادي وحكومته القابعة في الرياض.
وقد كان العبثُ الأكبرُ بالمؤسّسة العسكرية حين تم تعيينُ قيادات في تنظيم القاعدة برُتَب متفاوتة، حيث نشرت وكالة “أسوشيتد برس” تقريراً مطولاً أكّدت فيه منحَ حكومة الفار هادي لأحد قيادات القاعدة رتبةَ عميد، وتعيينه رئيسًا لغرفة عمليات تعز ثم تعيينه قائداً أعلى لقوة مقاتلة جديدة ضمن كتيبة الحماية الرئاسية الخامسة.